على وقع استمرار العمليات والغارات...قائد سلاح الجو الاسرائيلي من الحدود: مستعدون للحرب وستكون هناك مفاجآت

بعد يوم على نشر "حزب الله" الفيديو الثالث لـ"الهدهد" والذي عرض لقطات جوية لقاعدة "رامات دافيد" في الشمال الإسرائيلي، التقى قائد سلاح الجو الإسرائيلي، الجنرال تومر بار، اليوم، عدداً من القادة الإسرائيليين في هذه القاعدة العسكرية، حيث تم عرض النقاط الرئيسية لتقييم الوضع العملياتي، وتقديم لمحة عامة عن أنشطة القوات الجوية في الحرب، وزيارة سرب مقاتلات حربية.

وشدّد قائد سلاح الجو الإسرائيلي على "حجم المسؤولية التي تقع على عاتق القوات الجوية في مهمة الدفاع عن الشمال".

وقال إنّ "الهجوم في اليمن كان موجّهاً لكل الشرق الأوسط"، معتبراً أنّ "المسؤولية الملقاة على عاتق سلاح الجو لتنفيذ جميع الخطط العملياتية كاملة، وستكون هنا قبضة قاضية وساحقة".

وأضاف: "نحن مستعدون للحرب، وإذا اندلعت حرب في الشمال ومع إيران يمكننا التعامل معها، وقادرون على توجيه ضربة ساحقة للعدو ولدينا مفاجآت".

ميدانيات

افاد مندوب "الوكالة الوطنية للاعلام" ان الطائرات الحربية الاسرائيلية اغارت قرابة السادسة الا ربعا على بلدة عيترون، والقت صاروخا لم ينفجر. كما تعرضت اطراف بلدتي وكفرشوبا وكفرحمام للقصف.

ويستمر القصف المدفعي والفوسفوري المتقطع على الأطراف الشمالية لبلدة ميس الجبل وتحديداً على احياء (الدباكة، الجديدة، باب الشقاع)، واندلاع حرائق عدة بفعل الاستهدافات المعادية، فيما لا تزال النيران مشتعلة في الاحراج والمنازل في مستعمرة المنارة قبالة البلدة.

كما افادت مندوبة" الوكالة الوطنية للاعلام "في مرجعيون بانه وخلال عمليات اخماد الحرائق عند الاطراف الشمالية لبلدة ميس الجبل، التي اندلعت جراء القصف بالقذائف الفوسفورية ، تعرض محيط مكان عمل فرق الدفاع المدني اللبناني وجمعية الرسالة والهيئة الصحية منذ نحو نصف ساعة،  للاستهداف بقذيفة مدفعية عيار ١٥٥،  كما اطلقت قوات اسرائيلية قذيفة فوسفورية باتجاههم لاعاقة عملهم، دون وقوع  اصابات.

وسجل قرابة الرابعة والربع من عصر اليوم تحليق لمقاتلتين حربيتين اسرائيليتين من نوع اف 16 على علو منخفض جدا في اجواء بلدة عيتا الشعب ، حيث عمدتا الى القاء البالونات الحرارية خلفهما .

بعدها، سجل قصف مدفعي طاول عددا من احياء البلدة.

وأغار الطيران الإسرائيلي المسيّر على محيط جبانة بلدة رب ثلاثين، ما أدّى إلى سقوط قتيل و4 جرحى.

حزب الله نعى محمد فقيه "عابس" مواليد عام 2000 من بلدة رب الثلاثين.

واليوم صباحاً، نفذت مسيّرة إسرائيلية غارة بصاروخ موجّه مستهدفة أطراف بلدة كفرشوبا. وتعرضت منطقة النقعة عند أطراف بلدة عيترون لقصف مدفعي، مما أدى إلى اندلاع حرائق في المنطقة، وعملت فرق الإطفاء على اخمادها.

ويسجّل قصف مدفعي على أطراف الناقورة.

في المقابل، ورداً على الاغتيال الذي نفّذه الجيش الإسرائيلي في بلدة رب ثلاثين، شن حزب الله هجوماً جوياً بسرب من المسيرات الانقضاضية على مربض المدفعية التابع للكتيبة 411 في نافيه زيف التابع للواء النار 288، مستهدفا نقاط تموضع واستقرار ضباطه وجنوده .

وأعلن حزب الله أنه، ورداً على ‌‌‌‌‌محاولة الجيش الإسرائيلي إحراق حرش الراهب باستخدام المَنجَنيق، فقد استهدف انتشار لجنود اسرائيليين في حرش عداثر بالأسلحة الصاروخية.

كما تمّ استهدف التجهيزات التجسسية في موقع بركة ريشا "بالأسلحة المناسبة، وأصابتها إصابةً مباشرة ما أدى إلى تدميرها"، وموقع حانيتا بقذائف المدفعية. كما أطلق حزب الله صواريخ مضادة للطائرات على طائرات العدو الحربية داخل الأجواء اللبنانية في منطقة الجنوب، "مما أجبرها على التراجع والانسحاب إلى خلف الحدود‏ اللبنانية مع فلسطين المحتلة".

الحرب الجوية

من جهة أخرى، أعلن الجيش الإسرائيلي أن الدفاعات الجوية اعترضت مسيّرتين أطلقتا من لبنان إحداهما قبالة شواطئ نهاريا. وقال المتحدث بإسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، عبر "إكس"، أن "الجيش الإسرائيلي أغار على أهداف لحزب الله في جنوب لبنان خلال ساعات الليلة الماضية". وأوضح، "أغارت طائرات حربية خلال ساعات الليلة الماضية على بنى لحزب الله في العديسة وميس الجبل وشيحين. كما تم استهداف مبان عسكرية لحزب الله في منطقة الخيام".

ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن مسؤولين في سلاح الجو في الجيش الاسرائيلي، قولهم، بعد نشر حزب الله فيديو "ما عاد به الهدهد 3"، وضمّه صوراً لقاعدة جوية إسرائيلية، إنّ الجزء الأكثر تحدياً في مواجهة مسيّرات حزب الله هو التعرّف عليها في المقام الأول. واعتبر موقع قناة "مكان" الإسرائيلية أن نشر حزب الله شريط فيديو التقطته طائرة مسيّرة حلقت مرتين، في وضح النهار وخلال ساعات الليل، فوق قاعدة سلاح الجو "رامات ديفيد" في مرج بني عامر، مظهراً هنغارات مقاتلات ومخازن ذخائر ووقود ومقرات قيادة ومساكن الطيارين، هو "تطور خطير".

وإذ قال الناطق بلسان الجيش الاسرائيلي أنّ "الحديث يدور عن مسيّرة لأغراض التصوير فقط، وأنّ نشاطات القاعدة الجوية لم تتأثر"، أكدت رئيسة المجلس الإقليمي "عيمك يزرعئيل" (مرج بني عامر)، شلوميت شيحور رايخْمان، أنّ "هذا التوثيق مقلق للغاية". وكالعادة، ادّعى مصدر عسكري إسرائيلي أنّ القرار بعدم إسقاط المسيّرة قد اتخذ لمنع إصابة المناطق المأهولة بشظاياها، في محاولة للتقليل من حجم الاختراق وخطورته. ولكن مراسل قناة "كان" الإسرائيلي أقرّ بأن تحليق المسيّرة فوق القاعدة الجوية ليس إنجازاً إعلامياً فحسب، بل دلالة على القدرة على جمع المعلومات الدقيقة حول مواقع استراتيجية في "إسرائيل" واستهدافها.

300 مسيّرة

واستعرضت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" تفاصيل الفيديو، وما تضمّنه من معلومات حسّاسة، متوقعةً أن ينشر حزب الله لقطات تظهر مدينتي صفد وطبريا في فيديو مستقبلي. وأشارت الصحيفة إلى أنّ حزب الله أطلق أكثر من 300 مسيّرة باتجاه إسرائيل منذ بداية الحرب، العديد منها مفخخة ولكن بعضها يستخدم أيضا للمراقبة، ولم يتمكن "الجيش" من اعتراض غالبيتها، وتسبب انفجار نحو 30 من المسيّرات المفخخة في وقوع أضرار أو إصابات.

واستعرضت الصحيفة الوسائل التي استخدمها الجيش الاسرائيلي في مهمات الاعتراض الجوي سابقاً، وهي طائرة "فولكان" التي خرجت من الخدمة عام 2006، والقبة الحديدية والطائرات المقاتلة في الحرب الحالية، مؤكدةً أنه من غير الواضح ما هو النظام الذي يخطط سلاح الجو الإسرائيلي لاستخدامه الآن. وقالت الصحيفة إن سلاح الجو يستعد لإعادة نشر أنظمة دفاع جوي تعتمد على الأسلحة لمواجهة مسيّرات حزب الله، مقرةً بعدم فعالية هذا النوع من الأنظمة في تغطية مناطق واسعة، حيث يُحتمل أن يتم نشرها للدفاع عن نقاط محددة، مثل القواعد العسكرية أو البنية التحتية الحسّاسة. ولكن مسؤولين في سلاح الجو أقرّوا ضمناً أنّ المشكلة أكبر من إيجاد الوسيلة التي يمكنها التعامل مع هذا التهديد، حين أكدوا للصحيفة أنّ "الجزء الأكثر تحدياً في مواجهة مسيّرات حزب الله هو التعرف عليها في المقام الأول".