وزير خارجية مصر يجول في بيروت: لن نقبل بربط رئاسة الجمهورية بوقف إطلاق النار ويجب تنفيذ الـ1701

مع ارتفاع حدّة القصف الإسرائيلي في مختلف المناطق اللبنانية، ومحاولات إنعاش تسوية تفضي إلى وقف إطلاق النار، وصل  وزير الخارجية المصري، بدر عبد العاطي، إلى مطار رفيق  الحريري الدولي في بيروت، في زيارة تستمرّ ساعات عدّة،  يجري خلالها محادثات ولقاءات مع رئيسي مجلس النواب نبيه بري والحكومة نجيب ميقاتي ونظيره  عبدالله بو حبيب  وقائد الجيش اللبناني العماد جوزاف عون.

والتقى عبد العاطي رئيس مجلس النواب نبيه بري في عين التينة، حيث أكد على "تضامن مصر مع لبنان واستمرار دعمها له بالإضافة الى تلبية احتياجات اللبنانيين من مساعدات طبية وغذائية وإنسانية".

وشدّد على أن  "الأولويّة في الجهد المصري المبذول هو لوقف إطلاق النار من دون شروط أيًّا كانت ولأهميّة الحفاظ على الإستقرار الداخلي".

كما أكد على "ضرورة إنهاء الشغور الرئاسي ولا بدّ أن يكون انتخاب الرئيس من دون إملاءات خارجيّة وعلى الكلّ أن يتشارك ويتوافق على شخصه"

وقال: "لن نقبل بربط رئاسة الجمهورية بوقف إطلاق النار".

وأضاف: "الجيش اللبناني يقوم بدور مهمّ في الحفاظ على السلم وتماسك الدولة ونؤكّد دعمنا الكامل له وتمّ التأكيد من قبل برّي وقائد الجيش على استعداد الجيش للإنتشار تنفيذاً للقرار 1701".

تابع: ":لن نتوقّف عن تقديم الدعم وندين العدوان الغاشم ونؤكّد على ممارسة كلّ أشكال الضغط لوقف العدوان وهناك اتصالات شبه يوميّة تهدف إلى وقف النار وممارسة الضغوط على إسرائيل".

وزار عبد العاطي رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي. ووقال عبدالعاطي بعد الاجتماع:
" تشرفت بمقابلة دولة الرئيس نجيب ميقاتي،  وكان اللقاء يعكس العلاقة القوية بين البلدين والقيادتين والشعبين الشقيقين. ونقلت لدولة الرئيس رسالة تضامن من مصر، قيادة وحكومة وشعبا، واستمرار كافة اشكال الدعم الى لبنان الشقيق في هذا الوضع الصعب وهذه الظروف الحالية".

اضاف: "أكدت لدولة الرئيس ان مصر لن تتوقف عن كل الجهد المخلص لوقف العدوان الاسرائيلي والتوصل الى وقف فوري لاطلاق النار. كما اكدت اولوية قضية وقف اطلاق النار ووقف العدوان الاسرائيلي واهمية الحفاظ على مؤسسات الدولة اللبنانية وتمكينها والحفاظ عليها وفي مقدمتها بطبيعة الحال مؤسسة الرئاسة اللبنانية واهمية اختيار رئيس توافقي للبنان، يحظى بتوافق كل الطوائف اللبنانية، وكافة فئات الشعب اللبناني الشقيق". 
وتابع: "تحدثنا ايضا عن ان انهاء الشغور الرئاسي لا يجب ولا يمكن القبول بأن يكون شرطا من شروط وقف اطلاق النار وانما لا بد ان يكون بملكية وطنية لبنانية. نحن نعوّل بطبيعة الحال على دولة الرئيس ميقاتي وعلى قيادته وحكمته جنبا الى جنب  مع رئيس مجلس  النواب السيد نبيه بري في قيادة لبنان في هذا الوقت المضطرب نحو شاطئ الامان حتى نوقف هذا العدوان الاسرائيلي ويتم انتخاب رئيس لبناني توافقي ضمن ملكية لبنانية وطنية".

وقال: "اكدت لدولة الرئيس الرفض الكامل لاي املاءات خارجية. ولا تملك اي دولة او جهة خارجية ان تملي على اللبنانيين من يكون رئيسهم المقبل". 

اضاف: "استمعت الى شرح مطول من دولة الرئيس ميقاتي حول تطورات الاوضاع وكيفية الخروج منها اضافة الى طلبات الحكومة اللبنانية واحتياجاتها من المواد الغذائية والايوائية والصحية والطبية. هناك جسر جوي ممتد من القاهرة الى بيروت، وهو مستمر  وقد اتيت اليوم ومعي شحنة من الدعم والمساعدات وهذه ليست هبة من مصر الى لبنان، بل هي مسؤولية ملقاة على عاتق مصر باعتبار انها الشقيقة الكبرى ولن نتوقف عن تقديم هذا الدعم. وهذا الجسر ممتد للتخفيف من اعباء هذا العدوان والنزوح القسري الداخلي الذي يعد جريمة مكتملة الاركان".

واكد ان مصر "لن نتوانى عن دعم لبنان ولا يمكن اقصاء اي طائفة او فئة، فلبنان لكل الشعب اللبناني، ونحن مستمرون في تواصلنا مع  الجانب الاميركي  ومع الاوروبيين واشقائنا العرب وكل الاطراف الدولية بما فيها الصين وروسيا وغيرها حتى يكون هناك وقف فوري لاطلاق النار".

والتقى وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال عبدالله بو حبيب عبد العاطي وجدد "شكر مصر على دعمها المستمر للبنان وشعبه، وعلى الجهود التي تقوم بها في سبيل التوصل إلى وقف لإطلاق النار".

وأعاد التشديد على "ثوابت الموقف اللبناني المتمسك بوقف إطلاق النار وتطبيق قرار مجلس الأمن رقم 1701 بكامل مندرجاته وبشكل متواز، وعلى استعداد الحكومة اللبنانية لتعزيز وجود الجيش اللبناني جنوب نهر الليطاني وبسط سيطرة الدولة والشرعية اللبنانية في جنوب لبنان، بالتعاون مع قوات اليونيفيل".

كما استقبل الرئيس السابق للحزب "التقدمي الاشتراكي" وليد جنبلاط في كليمنصو، عبد العاطي، يرافقه السفير المصري في لبنان، بحضور رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي النائب تيمور جنبلاط، النائبين مروان حمادة ووائل أبو فاعور، ونائب رئيس "التقدمي" زاهر رعد.

وكان خلال اللقاء عرضٌ لمختلف المستجدات السياسية في لبنان والمنطقة.

كما واستقبل قائد الجيش العماد جوزاف عون في مكتبه في اليرزة عبد العاطي  بحضور السفير المصري في لبنان علاء موسى، وتناول البحث الأوضاع العامة في البلاد في ظل العدوان الإسرائيلي المستمر على لبنان. وأكّد الوزير عبد العاطي التزام مصر بدعم الجيش اللبناني.

وكان قد استقبله على أرض المطار وزير البيئة ناصر ياسين  وسفير مصر لدى لبنان علاء موسى  ومدير المراسم في وزارة الخارجية اللبنانية  أسامة خشاب.

وأشار عبد العاطي الى أنّ مصر تقف الى جانب لبنان بشكل كامل وهي تقدم كل أشكال الدعم الممكنة لمساعدة الشعب اللبناني في هذه المحنة.

وقال: "لدينا اتصالات مع كل الأطراف الدولية والإقليمية وهناك اتصالات يومية مع الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا والاتحاد الأوروبي والأشقاء العرب لوقف هذا العدوان".

الى هذا، تلقى البطريرك  الراعي اتصالا هاتفيا من وزير خارجية مصر بدر عبد العاطي، الذي وصل اليوم في زيارة الى لبنان، معتذرا عن "عدم تمكنه من الحضور الى الصرح البطريركي، ناقلا "وقوف مصر الى جانب الشعب اللبناني"، مثنيا على "دور غبطته المهم، وخصوصا في موضوع انتخاب رئس للجمهورية"، الذي تمناه عبد العاطي "أن يحصل سريعا".

بدوره، شكر البطريرك الراعي، ل"الوزير عبد العاطي الدعم والمساعدات التي تقدمها مصر إلى الشعب اللبناني"، وحمله الشكر الى الرئيس عبد الفتاح السيسي والبابا تواضرس الثاني، والشيخ الأزهر.

بدوره، تلقى مفتي الجمهورية عبد اللطيف دريان اتصالا مطولا من وزير الخارجية المصري لافتا الى انه لمس منه حرص مصر والدول العربية على إيجاد حلول لوقف "العدوان الصهيوني" على لبنان.