على وقع التهديد التركي...النظام السوري للأكراد: عودوا وترامب: لم نتخلَّ مطلقاً عنكم!

على وقع تهديد أنقرة بشن هجوم وشيك على مناطق سيطرة الأكراد شمالي سوريا، دعت دمشق الأكراد إلى "العودة للوطن"، كما تزامنت الدعوة مع سحب الولايات المتحدة الداعمة لهم، قواتها من المنطقة الحدودية مع تركيا.

المقداد للأكراد: عودوا!

وقال نائب وزير الخارجية والمغتربين السوري فيصل المقداد متوجها للأكراد بالقول: "ننصح من ضل الطريق أن يعود إلى الوطن، لأن الوطن هو مصيره النهائي".

وأضاف: "نقول لهؤلاء.. إنهم خسروا كل شيء، ويجب ألا يخسروا أنفسهم. في النهاية الوطن يرحب بكل أبنائه، ونحن نريد أن نحل كل المشكلات السورية بطريقة إيجابية، وبطريقة بعيدة عن العنف، لكن بطريقة تحافظ على كل ذرة تراب من أرض سوريا".

وقال المقداد: "كل من لا يخلص للوطن ويبيعه بأرخص الأثمان سيجد أنه سيرمى به خارج التاريخ، ونحن حذرنا في الكثير من المرات (..) وقلنا إن من يرتمي بأحضان الأجنبي فسيرميه الأجنبي بقرف بعيدا عنه، وهذا ما حصل".

وشدد على أنه "يجب ألا يتوهم هؤلاء الذين حاولوا أن يتلاعبوا بمصير الأرض أو تلاعبت بهم الدول الخارجية"، مؤكدا عزم بلاده استعادة كامل أراضيها.

وعن تهديدات أنقرة بشن هجوم، قال المقداد في أول تعليق رسمي سوري: "سندافع عن كل الأراضي السورية، ولن نقبل بأي احتلال لأي أرض أو ذرة تراب سورية، لكن على الآخرين وفي هذا المجال ألا يلقوا بأنفسهم إلى التهلكة".

والأكراد يردّون...

في المقابل، ذكر مسؤول كردي سوري أن السلطات التي يقودها ​الأكراد​ في شمال سوريا قد تفتح محادثات مع دمشق و​روسيا​ لملء فراغ أمني في حالة الانسحاب الكامل للقوات الأميركية من منطقة الحدود التركية.

وأضاف بدران جيا كرد، وهو مسؤول في "​قوات سوريا الديمقراطية​" التي يقودها الأكراد، لـ"رويترز" أنه إذا أخلت الولايات المتحدة المنطقة وخاصة منطقة الحدود فإن السلطات بقيادة الأكراد ستضطر حتما لبحث كل الخيارات المتاحة. ولفت الى إن السلطات الكردية ربما تجري محادثات مع دمشق أو مع الجانب الروسي في هذه الحالة لسد الفراغ أو التصدي للهجوم التركي وقد تعقد اجتماعات واتصالات في حال حدوث فراغ.

يأتي ذلك، في وقت أعلنت تركيا استكمال استعداداتها لشن عملية عسكرية داخل الأراضي السورية، واستقدمت تعزيزات عسكرية إلى الحدود.

هل بدأت العمليّة؟

ميدانيأ، ذكر مسؤولان تركيان لوكالة رويترز، أن تركيا وجّهت الليلة الماضية ضربات إلى مواقع على الحدود السورية العراقية، لمنع استخدامها من قبل المقاتلين الأكراد لإعادة انتشار قواتهم.

ونقلت رويترز عن المسؤولين التركيين قولهما إن الغارات نفذت تمهيدا للعملية التركية المرتقبة شمال شرق سوريا، وهدفت إلى عرقلة الطرق الرابطة بين الأراضي السورية والعراقية والتي كان من الممكن أن يستخدمها المقاتلون الأكراد لإمداد قواتهم.

وذكر مسؤول أمني تركي للوكالة أن أحد الأهداف الرئيسية تمثل بقطع طريق المرور بين العراق وسوريا قبل العملية في سوريا. بهذه الطريقة تم قطع طريق عبور الجماعة إلى سوريا وخطوط الإمداد بما في ذلك بالذخيرة.

وأشارت الوكالة إلى أنه لم يتضح بعد حجم الدمار جراء الغارات أو ما إذا كان هناك قتلى أو جرحى نتيجتها.

ترامب: لم نتخلَّ مطلقا عن الأكراد

في هذه الأجواء، أكد الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، الثلاثاء، أن بلاده لم تتخلَّ مطلقا عن الأكراد رغم بدء عملية سحب قواتها من شمال شرق سوريا، موجها تهديدا آخر لاقتصاد تركيا وعملتها "الهشة جدا".

وقال ترامب في تغريدة عبر صفحته الرسمية على موقع تويتر: "ربما نكون في طور مغادرة سوريا، لكننا لم نتخل عن الأكراد، وهم شعب متميز ومقاتلون رائعون، بأي شكل من الأشكال، وكذلك الأمر بالنسبة لعلاقتنا مع تركيا والناتو وشريكنا التجاري، والتي لطالما كانت جيدة جدا، لدى تركيا عدد كبير من السكان الأكراد...".

وأضاف الرئيس الأميركي قائلا إن على تركيا أن تفهم أنه بينما تسحب أميركا 50 جنديا كانوا قي شمال شرق سوريا، فإن تصرفا "غير ضروري" من جانب تركيا سيكون مدمرا لاقتصادها وعملتها "الهشة جدا".

وأكد ترامب على دعم بلاده لقوات سوريا الديمقراطية، ذات الغالبية الكردية، إذ ختم تغريدته بالقول: "نحن نساعد الأكراد ماليا وبالأسلحة"، على حد تعبيره.

روسيا لم تتبلّغ...ايران تعارض

الى هذا، أعلن ديمتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين ان الولايات المتحدة وتركيا لم تبلغا روسيا مسبقا بأي ترتيبات توصلتا إليها بشأن خطط لسحب قوات أميركية من شمال شرقي سوريا.

وأشار للصحفيين الى أن روسيا ستنتظر لترى عدد أفراد القوات الأميركية الذين سيتم سحبهم، مشيرا إلى أن التفاصيل الأخرى المتعلقة بالخطط لا تزال غير واضحة.

وقال متحدث باسم رئيس وزراء بريطانيا بوريس جونسون، اليوم (الثلاثاء)، إن بلاده قلقة للغاية من خطط تركيا للقيام بعملية عسكرية في شمال سوريا.

وبسؤاله عن تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترمب، بأن بريطانيا «سعيدة جداً» بالتحول في سياسته بشأن سوريا، قال المتحدث باسم جونسون إن تحركات القوات الأميركية مسألة تخص الولايات المتحدة.

كما أعلنت وزارة الخارجية الإيرانية أن إيران تعارض أي عملية عسكرية تركية في سوريا.

وأوضحت في بيان أنّها تتابع "الأنباء الباعثة على القلق بخصوص احتمال دخول قوات عسكرية تركية الأراضي السورية وتعتقد أن حدوث ذلك لن ينهي المخاوف الأمنية التركية كما سيؤدي إلى ضرر مادي وبشري واسع النطاق".

بدوره، قال الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، إن هناك حاجة ملحة للحوار بين جميع الأطراف السورية، مديناً "فرض أمر واقع جديد".

جاء ذلك خلال مؤتمر صحافي عقده السيسي مع نظيره القبرصي، نيكوس أناستاسيادس، في القاهرة، بعد قمة ثلاثية ضمت رئيس الوزراء اليوناني أيضاً.

وأوضح السيسي أن مصر ترفض محاولات استخدام القوة في سوريا، أو اقتطاع أجزاء من أراضي البلاد، في محاولة لفرض واقع جديد في المنطقة.

وأكد وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش ان التطورات الخطيرة والمحيطة بسوريا ما هي الا تداعيات للانقسام العربي الحالي، دول عربية انهارت مؤسساتها وانتهكت سيادتها وغدت مهددة في وحدة ترابها الوطني.

وقال:"لا سبيل إلا العمل على عودة النظام العربي الإقليمي فما يحدث أمامنا بذور أزمات مستدامة يرويها الانقسام الحالي."