المصدر: الوكالة الوطنية للإعلام
السبت 25 كانون الثاني 2025 17:44:05
أشار عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب علي فياض الى ان "مرحلة الستين يوماً التي تفرض على الإسرائيلي الإنسحاب من أرضنا آذنت على الإنتهاء، في حين أن المؤشرات والمعلومات والمواقف التي أعلنها الإسرائيليون وأدلى بها الأميركيون، تؤكد عدم نيَّة العدو الإسرائيلي على إتمام إنسحابه في المهلة المقررة التي تنتهي يوم غد في السادس والعشرين من كانون الثاني الجاري، وبالتالي، فإن ما يتذرع به العدو الإسرائيلي لناحية عدم إكتمال العملية من جانب ما يتوجَّب على الجيش اللبناني القيام به، إنما هو مجرد ذريعة واهية، هدفها إستكمال سياسة الأرض المحروقة غير القابلة للحياة في الخطّين الأول والثاني من قرى المنطقة الحدودية، بحيث يجعل من عودة الأهالي أمراً متعذراً، ويجعل من عملية إعادة البناء والإعمار للبنى التحتية والمنازل، مسألة شائكة تحتاج إلى سنوات عديدة".
وشدد على أن "ما يقوم به الإسرائيلي في المنطقة الحدودية على صعيد جرف بساتين الوزاني التي تشكِّل درَّة تاج الزراعات الحديثة في الجنوب اللبناني، وتدمير المؤسسات السياحية، وإقتلاع أشجار الزينة على مداخل القرى، وتفجير خزانات المياه واقتلاع أعمدة الكهرباء، وتدمير أحياء بأكملها وخلخلة البيوت التي لم تدمَّر، وحرق المنازل التي لم يجرفها، وحفر الطرقات، لا صلة له بما يدعيه العدو من عمل على تدمير البنى العسكرية للمقاومة، إنما هو تدمير للبنى السكنية والإجتماعية والإقتصادية لمجتمع المنطقة الحدودية".
وأشار فياض إلى أن "هذه الممارسات التي يقف المجتمع الدولي حيالها متفرجاً مكتفياً بالمواقف الشكلية السطحية التي لا تعني شيئاً، إنما تجري برضى الأميركيين وغطائهم وتبريراتهم للسلوك الإسرائيلي، وهي في الأصل ما كانت لتجري لو لم يستند الإسرائيلي في تنفيذها إلى التفاهمات الجانبية التي عقدها مع الأميركيين، وهذا يعيدنا مجدداً إلى مسؤولية هذه الشراكة الإسرائيلية-الأميركية في كل ما إستهدف وطننا وما لحق به من خسائر بشرية ومادية".
ورأى ان "عدم إكمال الإسرائيلي لإنسحابه من أرضنا إنسحاباً كاملاً ضمن المهلة المقررة، وعدم قيام اللجنة الدولية بدورها المفترض لإلزام العدو بذلك وفقاً للإجراءات التنفيذية للقرار 1701، إنما يشكِّل معطى شديد الخطورة، ويهدد مسار الإلتزامات والإتفاقات التي وافقت عليها الحكومة اللبنانية ويضعها في مهب الريح، ويفرض على الحكومة اللبنانية إعادة تقويم الموقف، لاستكشاف السبل الأكثر فاعلية في حماية السيادة اللبنانية، وفرض الإنسحاب الإسرائيلي وطمأنة اللبنانيين وبالأخص المجتمع الجنوبي الذي يعيش حالة غضب وغليان شديدين".
وختم فياض: "لقد ووُجه الإلتزام اللبناني على المستويات كافة، بالغدر الإسرائيلي وبالتواطؤ وقلة الإكتراث الدوليين، وهذه معادلة قاتلة وخطيرة لا يجوز التسليم بها".
بدوره، قال رئيس تكتل "بعلبك الهرمل" عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب حسين الحاج حسن إنه "من المفترض بحسب اتفاق وقف إطلاق النار أن ينسحب العدو الإسرائيلي من جنوب لبنان عند الساعة الرابعة من فجر يوم غدٍ الأحد، والإسرائيليون أعلنوا أنهم سيبقون في بعض النقاط وأن الأميركي هو من يقوم بتغطيته، وهذا موجود في الإعلام، وعليه فإننا نقول، إن هذا الأمر من مسؤولية الدولة اللبنانية أولاً بكل مسؤوليها ومرتباتها السياسية والأمنية والعسكرية، فهي المعنية بالقيام بدورها لإتمام تنفيذ الاتفاق وانسحاب العدو من أرضنا إنسحاباً كاملاً، وهي المعنية بالتواصل مع الراعي الأميركي أو الفرنسي أو الأمم المتحدة للقيام بهذا الدور والوصول إلى هذه النتيجة".
وشدد النائب الحاج حسن على أن "بقاء العدو في أرضنا مرفوض، وهو احتلال، ونحن في المقاومة وحزب الله، نراقب ونتابع ونجري الإتصالات اللازمة مع المسؤولين اللبنانيين، وعندما يجب أن نتخذ أي موقف، سنتخذه ونعلنه، وهذا هو موقفنا الذي أعلناه في تصريحاتنا وفي بيان حزب الله مؤخراً، وللبحث والمتابعة صلة".
وأشار النائب الحاج حسن إلى أن "هناك أحاديث تجري في البلد ومعلومات يتم تناقلها وتداولها بعد انتخاب فخامة الرئيس وتكليف دولة الرئيس لتشكيل الحكومة، وعليه فإننا نقول في هذا السياق، إن هذا البلد مبني على الشراكة الحقيقية، ولا شرعية لأي صيغة أو سلطة تناقض صيغة العيش المشترك، ومن ضمنه أي صيغة تؤدي إلى عدم تمثيل ما يمثله الثنائي الوطني حركة أمل وحزب الله من تمثيل كبير وواسع للبيئة التي يمثلون، والجميع معني بإنجاح الانطلاقة الجديدة للبنان، والجميع مسؤول عن إنجاحها، وبالتالي لا داعي للإيحاء أو التفكير بأي خطوات قد تؤدي إلى صيغة تناقض الميثاق الوطني والعيش المشترك".
وأكد أن "المجاهدين الأبطال والشهداء والجرحى قد حققوا إنجازاً عسكريا وسياسياً كبيراً على العدو الإسرائيلي، وقد أثبتوا من خلاله أن هذه المقاومة لم ولن تهزم، وأن حزب الله مستمر وسيستمر، وأن بيئة المقاومة قوية ومتماسكة وصُلبة ومتلاحمة مع المقاومة، بالرغم من التهجير والمجازر والدمار والحملات الإعلامية والنفسية المكثّفة التي شُنت".
وجدد النائب الحاج حسن تأكيده أن "رهانات البعض على ضعفنا هي رهانات خاوية وباهتة وبائسة، وعليهم أن يعلموا، أننا قوم يقسو عضمنا مع الضربات، ونزداد التحاماً مع مشروعنا عند التحدي، ونزداد التصاقاً بمفاهيمنا وعقائدنا والتزاماتنا عند الصعاب".
وختم النائب الحاج حسن لافتاً إلى أن "الأميركيين قد شنوا حرباً علينا بكل المجالات قبل الإسرائيليين، لأن السلاح الذي استخدمه العدو في حربه على لبنان كان أميركياً، والذخائر بمختلفها أميركية، والتغطية السياسية والديبلوماسية والإعلامية والمعنوية للعدو كانت من الأميركي، فضلاً عن عشرات مليارات الدولارات التي أنفقت من الأميركي للإسرائيلي من أجل أن ينفذ عدوانه على لبنان، وكل ذلك بهدف سحق المقاومة".