عناوين ثلاثة تحول دون التشكيل والحل

يطوي لبنان الشهر الثالث على التوالي على تكليف الرئيس سعد الحريري تشكيل حكومة "المهمة" وفق مندرجات المبادرة الفرنسية من دون أن ينجح، عازيا الفشل لالف سبب وسبب ولكن من دون أن يقول أحد من المعنيين والعاملين على هذا الخط الحقيقة الكامنة وراء هذا التعثر . ففي وقت ترد مصادر بعبدا الامر حينا الى عدم مراعاة المعايير الواحدة والى استئثار الرئيس المكلف بتسمية كافة الوزراء وحتى المسيحيين منهم أحيانا، تقول اوساط بيت الوسط ان الاصرار على الاتيان بحكومة عادية من الحزبيين وغير الاختصاصيين لا تلبي شروط الدول العربية والاجنبية لمساعدتنا هو ما يحول دون الولادة الحكومية.

في أي حال وبعيدا عما يقال ويتم تسريبه الى الاعلام عمن يتحمل مسؤولية تعثر عملية التأليف الحكومي، وتاليا دون نهوض لبنان من أزماته فان رئيس المجلس النيابي نبيه بري أشار في الكلمة التي القاها عبر "سكايب" في مؤتمر دعم القضية الفلسطينية المنعقد في ايران الى بعض الاسباب الحقيقية لهذا التعثر. اذ ينقل زواره أن ما يشهده لبنان من ازمات يرمي الى:

أولا: العودة الى طاولة المفاوضات في الناقورة والانطلاق مجددا مما جاء في اتفاق الاطار الذي لحظ بدء المحادثات بين الجانبين اللبناني والاسرائيلي من خط هوف.

ثانيا: القبول بتوطين اللاجئين الفلسطنيين خصوصا الذين نزحوا الى لبنان في العام 1948 ومنحهم الحقوق الانسانية واللبنانية كاملة .

ثالثا: التسليم ببقاء النازحين السوريين في الاراضي اللبنانية وعدم دفعهم الى العودة الى بلدهم تحت اي ذريعة قبل التفاهم على ذلك مع الامم المتحدة والجهات الدولية المعنية بالملف والحل النهائي للازمة السورية.

ويضيفون: على رغم ذلك أن بري يؤمن أن وحدة اللبنانيين هي السد المنيع لكل هذه الضغوطات وافشال هذا المخطط الاجرامي وذلك يكون بداية باعلان حالة طوارئ اقتصادية لطالما دعا اليها منذ بداية الازمة المالية، وهو ما عاود تشغيل محركاته على الخط الحكومي المتعثر الا على هذا الاساس وادراكه لخطورة التباعد الحاصل بين الفرقاء السياسييين ومؤشراته التي بدأت بالانسحاب على الارض وفي الدعوات التي بدأت تتظهر تحت أكثر من عنوان ولدى أكثر من مكون حزبي وطائفي.