عن "الجمهورية الراحلة" و"الخربشة التافهة"

كتب المحرّر السياسي:

"كنّا قد اعتقدنا سابقاً أنّ طريقة الدكاكين التي يعتمدها أحد السياسيين المتنيّين تقتصر فقط على السياسة، ولم يتم نقلها إلى الصحافة ولو كانت مملوكة من هؤلاء، إلّا أنّ الأمر يبدو بأنه أسلوب شامل في طرق التعاطي كافة ولا أمل في تغييره.

 

وهذا ما ظهر جليّاً اليوم من خلال خربشات صبيانية كتبتها صحيفة "الجمهورية" الراحلة، بحسب ما نسمع، تحمل اسماً وهمياً، تشبه الخربشات السياسية الصبيانية المضحكة التي يمارسها السياسي المعرِّف والمعروف.

 

لا ضيم لدى الكاتب الوهمي إذا كان لا يفقه في الكتابة شيئاً ولا حتى في اسم الدعاية التي ارتكز عليها كمثال ليبني خربشاته التافهة، إنّما الضيم الفعلي في الشخص الحقيقي والسياسي الذي يمكن أنّ يورط ناساً وبلداً إذا استمر بخربشاته وحقده وجهله.

 

يتحدّثون عن التاريخ والخسائر، من دون أن ينتبهوا إلى ما بقي لهم، وهل سألوا أنفسهم ذات الأسئلة؟ نسألهم بدورنا عن الإمبراطوريات الوهمية، عن رؤساء الجمهوريات عن المناصب والوزرات؟ وماذا بقي منها؟

 

سنزيد الأسئلة، عن التنفيعات والتعيينات، عن المشاعات، عن التجنيس والمجنسين، عن الارتهان والارتماء، عن الاحتلال والمحتلّين.

 

ما عيّرونا به، عن علاقات "الكتائب" ورئيسها السياسية هو فخر لنا، وهو سياستنا الواقعية الفعلية، الواضحة من دون كفوف ولا أسماء وهمية، وهي محاربة المنظومة ومقاومتها بكل جهاتها وجبهاتها وأحزابها وكتلها النيابية المركّبة الهجينة وفئاتها، ونطمئن بهذا السياق الصحيفة ومن خلفها، أنّنا مستمرون بهذا النهج بمواجهة من قتل "الجمهورية" ودمّرها.

 

لقد فات بعضهم أنّ الزمن تغيّر، ولن تنجح محاولات إعادة عقارب الساعة إلى الوراء، لا عبر كتل وهمية معروفة الانتماء الخارجي الذي نكّل بالمتنيين، كما اللبنانيين، ولا عبر الارتماء في حضن الدويلة، كما لم ينجح الصراخ الفارغ والكتابات التافهة في تغيير ما صمّم عليه الشعب اللبناني وكانت الكتائب رأس حربته في إزالة المنظومة وأذيالها، ومهما طال الوقت سنصل إلى "جمهورية" قوية نظيفة قادرة، لا تشبه "جمهوريتكم" الوهمية المرتهنة الفاسدة".