المصدر: وكالة أخبار اليوم
الخميس 13 أيار 2021 17:22:38
كتب الزميل شادي هيلانة في "أخبار اليوم":
اكثر من نصف عهد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون كان بلا حكومات، ولذلك ألف سبب وسبب، بحيث اختلط الحابل بالنابل، من تجاوز الدستور ومندرجاته وعدم إحترام صلاحيات كل من الرئاسات الثلاثة، ولم نعدّ نعرف صلاحيات رئيس الجمهورية المتبقية له، من صلاحيات رئيس الحكومة؟
كما انّ نصيحة نائب رئيس مجلس الفرزلي ايلي الفرزلي الخارج منذ فترة قصيرة من كنف تيار صهر عون (النائب جبران باسيل)، التي يدعو فيها حزب الله إلى التحرك على صعيد ملف تشكيل الحكومة للحؤول دون اعتذار الحريري، وإلا فليتحمل الرئيس عون مسؤولية الانهيار.
أكون او لا أكون
يدور في ذهن الرئيس عون إصرارٌ عن عدم التنازل عن الشروط التي وضعها، والوضع الحالي بالنسبة اليه ولتياره بمعزل عن وضع البلد المنهار، ممّا يشكل فرصة لتعديلات في موقع الحكم، وإنّ كانت هذه الفرصة تبدو وهماً بالنسبة للبعض وهي رهان تزيد من تآكل ما تبقى من مؤسسات في البلد.
فما يدور حالياً من خلافٍ بين عون والحريري يمكن إدراجه ضمن صراع الإرادات، القائم على معادلة أكون أو لا أكون، حيث العوامل الشخصية والمواقف المسبقة، إلى جانب طبيعة النظام الطائفي اللبناني، المسمّى تجنياً للديمقراطية التوافقية، يلعبون دوراً حاسماً وكبيراً في هذا الخلاف الذي ولّد الفراغ الحكومي إلى أمدٍ غير منظور.
شكوك حول تكليف ميقاتي
كما انّ معادلة اعتذار رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري مقابل استقالة رئيس الجمهورية ميشال عون زادت الأمور سوءاً. بإعتبار أن عون توجه مباشرة الى الحريري، لكنه أيضاً حاول إحراج من يتمسّك به رئيساً مكلفاً!
وتتداول بعض الاوساط السياسية انّ بورصة اسم الرئيس نجيب ميقاتي مرتفعة، في حال خروج الحريري " بيركب محلو" ، لكن هناك شكوك حول ميقاتي تلوح في الأفق - فبحسب نظرته للامور، انّ لا شيء يضمن نجاحه حكومة في ظل الأسلوب والأداء والنفسية الحاكمة - ويجزم أنّ أي حكومة لن تنجح في عهد عون وفي ظل الكيدية السياسية المتبعة حالياً.
يزور بعبدا للمرة المئة ولنّ يعتذر
ورغم ثقل الانهيار الاقتصادي الذي يشهده لبنان منذ عام ونصف العام، لم تثمر الضغوط الدولية على الرجلين، التي قادتها فرنسا خصوصاً، عن تشكيل حكومة قادرة على القيام بإصلاحات ملحة تفسح المجال أمام حصول لبنان على دعم مالي دولي ضروري.
ورغم القصف بمدفعية الهاون منذ ٨ اشهر بين عون والحريري، وعرف الرئيس المكلف أنهم يحرجونه بهدف إخراجه، ما زاد من تعنته ورباطة جأشه وهدوئه، وهو ماضٍ في التحدي إلى النهاية، وسيزور بعبدا للمرة المئة ومرتاح في انتقامه بعد ندمه العظيم على اثر التسوية الرئاسية، وبالتالي هما جلسا معاً فوق حطام وطن يعبر سريعاً إلى "الجحيم" قدّ يكون الدولار في حينه وصل إلى عشرين ألف ليرة!