المصدر: وكالة الأنباء المركزية
الكاتب: لارا يزبك
الجمعة 21 شباط 2025 11:45:34
تلقى رئيس الجمهورية العماد جوزيف عون بعد ظهر الاربعاء، إتصالا هاتفيا من مستشار الأمن القومي الأميركي مايكل والتز الذي اكد له متابعة الإدارة الأميركية للتطورات في الجنوب، بعد الانسحاب الجزئي للقوات الإسرائيلية وإستمرار إحتلالها لعدد من النقاط الحدودية. وأشاد والتز بالدور الذي لعبه الجيش اللبناني في الإنتشار في المواقع التي أخلاها الإسرائيليون، مؤكدا ان الولايات المتحدة الأميركية ملتزمة تجاه لبنان بالعمل على تثبيت وقف إطلاق النار، وحل المسائل العالقة ديبلوماسيا. وشدد على أهمية الشراكة اللبنانية-الأميركية وضرورة تعزيزها في المجالات كافة. من جهته، شكر الرئيس عون والتز، مؤكدا على الموقف اللبناني بضرورة إنهاء الاحتلال الإسرائيلي من النقاط المتبقية وإستكمال تطبيق الاتفاق الذي تم التوصل إليه في 27 تشرين الثاني 2024 لضمان تعزيز الاستقرار في الجنوب وتطبيق القرار 1701. وشدد الرئيس عون على الإسراع في إعادة الأسرى اللبنانيين المعتقلين في إسرائيل.
الموقف ذاته هذا، لا ينفك رئيس الجمهورية يكرره امام ضيوفه الاجانب جميعهم، ويشدد، بحسب ما تقول مصادر سياسية مطلعة لـ"المركزية"، على ان الانسحاب الاسرائيلي اكثر من ضروري، وإلا تعرّض العهد لانتكاسة كبيرة وهو لم يقلع بعد.
بحسب المصادر، فإن رئيس الجمهورية يحذّر من ان بقاء الجيش العبري في النقاط الخمس، سيقدّم لحزب الله او لسواه، الذريعة التي يحتاج مِن أجل رفض تطبيق القرار 1701 ورفض تنفيذ اتفاق وقف النار ورفض تسليم السلاح، لا جنوب الليطاني ولا شماله. والاحتلال الاسرائيلي، تضيف المصادر، سيُضعف حجة الدولة اللبنانية في اصرارها على التقيد بالقرارات الدولية وسيضعف موقفها امام مَن يريدون التحرير بـ"السلاح"، اذ كيف لها ان تطالب الحزب مثلا بعدم الاقدام على اي فعل "عسكري" طالما ثمة احتلال لأرض لبنانية؟ وكيف لها أيضا أن تقنعه بتنفيذ الـ1701، الذي لم يتقيّد به بينما لم يكن هناك احتلال، منذ العام 2006 ( باستثناء شبعا وتبعاتها غير المعترف بلبنانيتها اسرائيليا ودوليا)، بينما تخرقه اسرائيل في صورة فاضحة، بوجود جيشها في 5 مواقع لبنانية؟
كل هذه النقاط، تتابع المصادر، يلفت الرئيس عون انتباهَ رعاةِ اتفاق وقف النار، خاصة واشنطن، اليها، وينبهها من تداعيات بقاء الاحتلال، على رغبة لبنان الرسمي في الوقوف تحت كنف الشرعية الاممية والدولية وعلى التعاون في تنفيذ القرارات الدولية وقد أوردها عون في خطاب قسمه والحكومة في بيانها الوزاري. ولسان حال اهل الحكم: هل ستعاقبوننا على عدم التزام تعهداتنا، بينما لم تلتزموا أنتم أو اسرائيل بتعهداتكم؟! على الارجح، تتابع المصادر، الرسالة هذه وصلت الى البيت الابيض وهو سيضغط لاخراج اسرائيل في اقرب وقت من الاراضي اللبنانية، وإلا فإن الاوراق ستُخلط مجددا في لبنان وتخربط المسار الذي كان مرسوما للعهد والذي رعى ولادتَه الاميركيون والخماسية الدولية.