المصدر: وكالة الأنباء المركزية
الأربعاء 9 شباط 2022 18:05:36
اختتم أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان للعلاقات مع الدول رئيس الأساقفة ريتشارد بول غالاغير زيارة إلى لبنان، بدأت في الحادي والثلاثين من كانون الثاني وانتهت في الرابع من شباط تخللتها محطات عدة من بينها لقاء مع الرؤساء الثلاثة ومع الأساقفة الأرثوذكس والكاثوليك، والسلطات الدينية الإسلامية، وعائلات ضحايا انفجار مرفأ بيروت في الرابع من آب ٢٠٢٠. وجاءت الزيارة تعبيراً عن تضامن وقرب الكرسي الرسولي من لبنان الذي يعاني من أزمة اقتصادية وسياسية خطيرة، أكد خلالها غالاغير أن البابا فرنسيس ينوي القيام بزيارة للبنان عندما ستسمح الظروف بذلك.
وخلال زيارته لبنان وردا على سؤال طرحه أحد الصحفيين اللبنانيين، أكد غالاغير استعداد الفاتيكان لتسهيل الحوار بين الأطراف اللبنانيين من أجل تخطي الاختلافات القائمة وقال: "إذا تقرر إجراء حوار وطني فإن الكرسي الرسولي مستعد للمشاركة فيه، وحتى استضافته، لكن لا بد أن يكون ذلك نزولا عن طلب كل الفرقاء المعنيين".
إلا أن المونسنيور غالاغير لم تنته مهمته مع مغادرته لبنان، فقد كشف السفير اللبناني في الفاتيكان فريد الخازن لـ"المركزية" بأن المونسنيور غالاغير دعا اليوم الاربعاء السلك الدبلوماسي الدولي والعربي الى لقاء لمناقشة الملف اللبناني ووضعهم في أجواء زيارته الى لبنان. وضم اللقاء نحو 60 دبلوماسيا في خطوة فاتيكانية استثنائية ومتقدمة تدل الى الاهتمام الشديد الذي يوليه البابا فرنسيس للبنان.
ويضيف الخازن: "هذا اللقاء دعا اليه غالاغير السفراء المعتمدين في الفاتيكان المقيمين وغير المقيمين، في اشارة الى الاهمية البالغة التي يوليها غالاغير والكرسي الرسولي لوضع لبنان وللزيارة التي قام بها إليه. وهذا الامر لا يحصل باستمرار، إجمالا تحصل زيارات ولكن لا تتم دعوة السلك الدبلوماسي لاطلاعه على أجواء الزيارة. هذا معناه ان الفاتيكان يريد ان يوجه رسالة الى كل العالم عبر السلك الدبلوماسي من جهة للتحدث عن انطباعاته وزيارته للبنان ومن جهة ثانية للقول بأن الفاتيكان مهتم جدا بالشأن اللبناني ويعطيه اهمية كبيرة. ويؤكد ان الامر لم ينته بانتهاء الزيارة، بل هو يقوم بخطوة ثانية اضافية تعكس الاهتمام والاهمية والمتابعة والالتزام".
وعن خلاصة زيارة غالاغير للبنان يقول الخازن: "الفاتيكان كان على علم بمعاناة اللبنانيين، ولكن خلال هذه الزيارة تأكدت الانطباعات التي كانت لديه بأن الوضع مذر من كل النواحي وان هناك ازمات ومشاكل مرتبطة ليس فقط بالداخل إنما بالخارج ايضا. الفاتيكان سيحاول المساعدة، لكن في الوقت نفسه، أكان الكرسي الرسولي او المجتمع الدولي، ينتظرون من لبنان ان يبادر هو الى حل بعض الأمور التي لا يمكن ان يقوم بها إلا اللبنانيين أنفسهم".