غياب التنسيق بين الاذرع.. عامل اساسي في انهيار"المحور"

لم يطلع بشار الأسد أحدا تقريبا على خططه للفرار من سوريا، بل تم خداع مساعديه ومسؤولي حكومته وحتى أقاربه أو لم يتم إعلامهم بالأمر على الإطلاق، وذلك بحسب ما قاله أكثر من 10 أشخاص على دراية بالأحداث لـ"رويترز". فقد أكد الأسد، قبل ساعات من هروبه إلى موسكو، لنحو 30 من قادة الجيش والأمن في وزارة الدفاع في اجتماع يوم السبت أن الدعم العسكري الروسي قادم في الطريق وحض القوات البرية على الصمود، وفقا لقائد حضر الاجتماع وطلب عدم الكشف عن هويته. ولم يكن الموظفون المدنيون على علم بشيء أيضا.

وقال مساعد من دائرته المقربة إن الأسد أبلغ مدير مكتبه يوم السبت عندما انتهى من عمله بأنه سيعود إلى المنزل ولكنه توجه بدلا من ذلك إلى المطار. وأضاف المساعد أن الأسد اتصل أيضا بمستشارته الإعلامية بثينة شعبان وطلب منها الحضور إلى منزله لكتابة كلمة له. وعندما وصلت، لم يكن هناك أحد. وقال نديم حوري المدير التنفيذي ل‍مبادرة الإصلاح العربي وهي مؤسسة بحثية إقليمية "لم يبد الأسد أي مقاومة. ولم يحشد قواته. لقد ترك أنصاره يواجهون مصيرهم بأنفسهم".

الى ذلك، لم يطلع بشار ايضا حلفاءه الايرانيين على خطته للهروب. كما ان وزير الخارجية الايرانية عباس عراقجي أكد أن الأسد "لم يطلب أبدا" مساعدة طهران. وصرّح عراقجي للتلفزيون الرسمي أن الحكومة السورية "لم تطلب منا أبدا مساعدتها" عسكريا، موضحا أنه "فوجئ" بـ"سرعة" هجوم الفصائل و"عجز" الجيش السوري عن صدّه وسرعة التطورات، حسب ما نقلت "فرانس برس". وأضاف المسؤول الإيراني أن تعامل طهران مع الحكومة المقبلة في سوريا "سيعتمد على سلوكها". وتابع قائلا "تحدثنا مع أطراف عدة حول أمن سفارتنا في دمشق وحصلنا على ضمانات بشأن ذلك".

مرة جديدة، يظهر حجم النقص في التنسيق بين أذرع المحور الايراني. وبحسب ما تقول مصادر دبلوماسية لـ"المركزية"، فإن غياب التواصل هذا، انما يُعتبر ابرز مسببات تهاوي "المحور" والهزيمة المزلزلة التي مُني بها منذ 7 تشرين 2023.

ووفق المصادر، فإن أولى تجليات هذا التخبط، ظهرت غداة عملية طوفان الاقصى. فبعض قيادات حماس نفت علمها بقرار القائد العسكري السابق في الحركة يحيى السنوار، كما ان ايران تنصّلت من العملية. بعدها، أتى دور حزب الله، فقال امينه العام السابق حسن نصرالله ايضا، إنه لم يكن على علم بما حصل. ومع هذه العملية التي أخرجت الى الضوء حالَ انعدام التنسيق بين مَن يُفترض ان يكونوا حلفاء، بدأت هزيمة هذا المحور. اذ كيف له ان يصمد في وجه حلف حديدي بين تل ابيب وواشنطن؟! والى تفوّق هذا الثنائي عسكريا، شكّل صفُ المحور، المشتّت والمبعثر، "شحمة على فطيرة" لاسرائيل، عرفت تماما كيف تستفيد منه. وها هي اليوم، تصفّي أذرع ايران، الواحدة تلو الاخرى، تختم المصادر.