المصدر: لبنان الكبير
السبت 28 آب 2021 15:39:35
يحاول "حزب الله" اليوم تلميع صورته وصورة العهد القوي عبر عنتريات المداهمات و"خذوا لنا صورة وانشروا الفيديوات"، والقول نحن لا نغطي الفساد بل نكشفه وفي مثال عصام خليفة أكثر من عبرة.
إلا أن الأمور انكشفت، فاللبنانيون ليسوا أغبياء، هم يعرفون البير وغطاه، على الرغم من مكر المرشد، فالجميع يدرك أن جرائم العهد القوي تتمدد وتتسع لتزيد من اشتعال نار جهنم الموعودة من رئيس الجمهورية وإغراق البلاد في أزمات متعددة يومياً الهدف منها أصبح واضحاً، وهو التستر على ما ارتكب من جرائم قتل وتفجير، من المرفأ إلى التليل إلى الاستشهاد من أجل قطرة بنزين أو الحصول على قنينة غاز أو الانتحار من أجل الحصول على دواء أو علبة حليب للأطفال.
صحيح قد يكون الأمل مفقوداً في إيجاد حل للواقع الحالي إلا بمعجزة، والأوضاع تضيق على التحركات المطلبية والاحتجاجات المنظمة لا العفوية التي تحرك شارعاً هنا أو هناك من دون القدرة علي التغيير.
وفي غياب الحكومة التي تتعثر بسبب الشروط التي لا تنتهي لحاكم بعبدا الذي يدير دفة الحكم وفق أهوائه، وبما أن حزب الله يسعى لتبيض وجهه مع بيئته المناصرة، جاءت عمليات مداهمة مستودعات تخزين واحتكار وغطّى الأجهزة الأمنية في البحث عن مستودعات البنزين والمازوت المنزلية، وكأن الكارثة التي وقعت هي وليدة جديدة وليست وليدة الإهمال المتنامي والتغطية المتواصلة للأزلام.
ويقول متابعون في الجنوب إن الأمين العام للحزب حسن نصر الله "يستعمل الأزمه لتثبيت "هالته" لدى الناس مستفيداً من الأزمة بوعوده بالبواخر من جهة، وبتنصله من التهريب من جهة ثانية. وفي محصلة الأمر، فان وضع حزب الله الداخلي الجماهيري يقع في أزمة ثقة وعدم تصديق السيد نصرالله كما في السابق، ولا ننسى أن الحيرة لدى الجمهور تزداد اتساعاً لوجود تناقض بين ما قاله الشيخ صادق النابلسي من أن التهريب إلى سوريا هو من أهداف واستراتيجيات المقاومة، وبين كلام نصرالله من أن التهريب حرام وهو ضد المهربين. فالرقعة تزداد لوجود تناقض خصوصاً أن الجمهور لم يعد يقوى على تحمل الواقع الممزوج بالكذب".
"الناس كلها قرفانة"، هكذا تصف امراة جنوبية الأوضاع في قريتها والقرى المجاورة، "حتى أولئك المقربون من حزب الله أو بيئته، هناك الكثير من الناس كانوا متأثرين بالمقاومة وكانوا يقفون في الصفوف الأولى للدفاع عن ممارساته، لكنهم اليوم صاروا ضده ولم يعد مسيطراً عليهم".
"الناس حتى الآن خايفة تحكي"، تقول متسائلة: "لكن متى يخرج صوت اعتراضهم إلى خارج البيوتات؟ في كل بيت صرخة: خلص قرفنا، سرقونا، نهبونا، أكلونا، رعبونا، جعلونا نعيش أوهاما ًبحجة محاربة إسرائيل سرقوا لنا أموالنا وتعبنا تعب أولادنا وموّتونا من الجوع وحرمونا من كل شيء، أبسط مقومات الحياة غير موجودة".
وتبرر عدم قيام الناس برفع صوتها بشكل علني "لأن السلاح بيدهم، عندهم زعرانهم يمكن يقتلونا".
أحد الناشطين يؤكد أن "كل يوم يمر معاناة الناس تزداد، وبالتالي النقمة على حزب الله تكبر، خصوصاً أنه يتصدر الواجهة بادعائه حماية الناس والحفاظ على بيئته التي لم ترَ منه سوى الكلام فقط".
ويشير إلى أن "النقمة الاكبر في اوساط الناس تتفاعل منذ ما قبل فقدان البنزين والتموين، لانه يعطي عناصره راتباً بالدولار وبقية المناصرين له تتفرج بعينيها"، موضحاً: "عندما جاءت الأزمة الكبرى، البنزين والغاز والدواء زادت الطين بلة عند أوسع جمهور كان يتبعه وتحديداً بعد أن تبين أن أتباعه ومن المحسوبين عليه مباشرة هم من يحتكر الدواء والبنزين والمازوت والغاز، وقد بات الصوت شبه علني في الجلسات والصالونات بالحديث عن فسادهم ونفاقهم على الناس".
اللافت، حسب الناشط، أن "أي مواطن يستطيع اليوم، أن يعدد مباشرة أسماء المهربين والمحتكرين ويرتبهم ويشير إليهم بالبنان وكأنهم يسمّعون درس استظهار للمعلم. وهناك امتعاض كبير من عمليات التهريب التي يقوم بها حزب الله إلى سوريا والناس غير مقتنعة بنفي الأمين العام للحزب حسن نصرالله لعملية التهريب، وأصبحت تقول في الجلسات إنه لا يقول الصدق. فالأزمة المتواصلة تفكك كما يبدو بيئته وبشكل متسارع".
وبرأيه، أنه "لو استمر الوضع على هذا المنوال فترة طويلة إضافية، فإن الأمور ستتبدل، وآخر أحاديث بيئته هو وجود تحد ورهان بين الناس من بيئته بين مؤيد لنصرالله حول صدق وعده بحل الأزمة عبر استيراد باخرة وتليها أخرى، وبين من يرفض ذلك ويعتبره كلاماً دون جدوى".
ويشير إلى أن "هناك من يعتبر أن نصرالله يستعمل الأزمة لتثبيت موقعه الجماهيري بينه وبين منافسيه عبر مآسي الناس ووجعهم. والوضع الداخلي والجماهيري لحزب الله لا يبشر قيادته بالخير".
وبالنسبة إلى طارق فإن "الحزب أفلس أخلاقياً، لم يعد لديه أي شيء يقدمه للناس وليس لديه أي قيم ومعشش في داخله الفساد وهو اليوم يتخبط حتى يقنع بيئته أنه ضد الفساد يسحب رجله من وحل تخزين البنزين فتغطس الرجل الأخرى في وحل تخزين الأدوية، إضافة إلى وحول التهريب وتغطية عصاباتها".