المصدر: نداء الوطن
الكاتب: اسعد بشارة
السبت 8 حزيران 2024 10:04:42
كتب أسعد بشارة في "نداء الوطن":
في بكفيا الطقس حار رغم الارتفاع عن سطح البحر، لكن حرارة السياسة، تتغلب على كل الظروف المناخية. لا يتحرك سامي الجميّل كثيراً. الاعتبارات الأمنية تملي الانتباه، لكن حركته السياسية تظهر من خلال نشاط لا يتوقف داخل المعارضة، وعلى رأس الحزب، وعبر الشاشات، وفي اللقاء الدائم بالقواعد الشعبية.
رغم أنّ فنجان القهوة، كان بهدف دعوته إلى مشاركة جمعية «إعلاميون من أجل الحرية» لقاءها السنوي، إلا أنه وبعد الترحيب والتقييم الإيجابي لدور الإعلاميين المستقلين، في نشر الوعي والمشاركة في صناعة رأي عام متمسك بلبنان، حضر الموقف السياسي، في ساعة طويلة من الشرح والتحليل والاستنتاج. طرح سامي الجميّل واضح: «في البلد حزب يسيطر على القرار، وقوى سياسية تجتمع كمعارضة، وبينهما لا يوجد طرف ثالث، لا حكومة ولا دولة ولا مؤسسات، فكلها خاضعة لسيطرة «حزب الله».
هذا فراغ مخيف يقول الجميّل، لا يمكن تعبئته بعمل معارض تقليدي، بل بأن نسعى جميعاً إلى إنتاج لاعب سيادي قوي، قادر على الجلوس الى الطاولة، بكل ما يتعلق بتحديد مصير لبنان. لا يوجد طرفان في المقلب الآخر، هناك حزب وحكومة تنفذ ما يريد هذا الحزب، هو طرف واحد اسمه «حزب الله». يتساءل بصوت عالٍ: إزاء هذا الفراغ والهيمنة على قرار الدولة، لا يمكن لنا كقوى سياسية متمسكة بسيادة لبنان، الا أن نجتمع من كل الأطياف، ضمن جبهة تتسع للجميع، وتتجاوز منطق من يتزعم على مَن، ومَن يسعى الى أن يقود مَن.
يضيف: جبهة تضم جميع المكونات المؤمنة بسيادة بلبنان، من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب، مروراً بالجبل والبقاع وبيروت. جبهة تنتج لاعباً لبنانياً قوياً، يكون حاضراً للجلوس الى الطاولة، وقول كلمته متى دقت الساعة، كي تسمع كلمته من بيروت الى واشنطن وباريس ولندن والقاهرة والرياض وكل العواصم.
عن سبب عدم التوصل الى إنشاء هذه الجبهة، يتحفظ سامي الجميّل عن الدخول في الكثير من التفاصيل، لكنه يقول إنّ الكتائب كانت أحد الساعين، وستبقى لتحقيق هذا الهدف، من دون أن تطرح أية مطالب خاصة حول شكل وهيكلية الجبهة.
ليس المطلوب بنظره، أن يذهب أحد لعند أحد، بل أن يجتمع الجميع في مكان واحد، على قياس تنوعهم ووحدة هدفهم. ليس المطلوب الغرق في الحسابات التي لا مكان لها في مرحلة خطرة جداً، بل الأولوية، أن ننتقل الى انشاء صيغة فعالة قادرة على ردم اللاتوازن الذي يستمر «حزب الله» بتعمد تعميقه. يختم كأنه يقول: بتشكيل هذه الجبهة يمكن أن ننتصر.