فيديو تعنيف الأطفال في إحدى الحضانات يتفاعل... هل من يحاسب؟

أفاد المكتب الإعلامي لوزير الصحة العامة في حكومة تصريف الاعمال فراس الابيض في بيان بانه "بناء على قرار وزير الصحة إثر توافر معطيات مؤكدة أظهرها التحقيق السريع في قضية تعنيف أطفال في حضانة Garderêve بمنطقة المتن الشمالي، تم التواصل مع قائمقام المتن مارلين حداد لإجراء المقتضى القانوني حيث تم إقفال الحضانة بالشمع الاحمر".

وفي تصريح له دعا الأبيض القضاء إلى" انزال أقصى الإجراءات العقابية بحق المرتكبين "،مؤكدا أن الأقفال" لا يكفي ويجب أن يكون العقاب عبرة لمن اعتبر".

وكان الفيديو الذي انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي والذي تظهر فيه إحدى السيدات وهي تعنّف أطفالًا في إحدى الحضانات في منطقة الجديدة- المتن قد تفاعل.

الفيديو لاقى ردود فعل عنيفة من عدد كبير من الإعلاميين والفنانين ورواد مواقع التواصل، لما فيه من وحشية بعيدة كل البعد عن معاني الإنسانية في من يفترض أن تحمل صفة "مربية".

أسئلة عديدة طرحت لكن السؤال الأبرز: "ما ذنب الأطفال الأبرياء الذين يُضطر ذووهم لإرسالهم إلى الحضانات بغية الاهتمام بهم لارتباطهم بعمل فرض عليهم أن يتركوا فلذات أكبادهم في أيدي الغرباء؟"

كما طرحت أسئلة تتعلق بالحالة النفسية التي تعاني منها المعتدية على الأطفال.

ماذا يقول علم النفس؟

حساسية الموضوع والإجابة عن بعض الأسئلة نعرضها من نظرة علم النفس ذلك أنه من دون العودة إلى معالج نفسي لا يمكن معرفة الأسباب الكامنة وراء تصرفات السيدة تجاه الأطفال، لكن من المؤكد أن لديها اضطرابات نفسية.

وعن تأثير التعنيف على الطفل عندما يكبر قالت إختصاصية في علم النفس التي رفضت الإفصاح عن اسمها لموقعنا أن هناك 3 دراسات: "إما أن يصبح عنيفًا بهدف الانتقام من الآخرين بسبب ما تعرض له من عنف، أو أن يلعب دور الضحية لأنه تعرض للتعنيف في صغره أو أن يتأقلم مع الموضوع من دون أن يؤثر عليه في كِبره".

وعمّا تعانيه السيدة التي تصرفت بوحشية مع الأطفال قالت: "مشكلة المربية ليست مع الأطفال بل مع نفسها وهي صبّت جام غضبها على الطفل وأفرغت كل العنف داخلها عليه لأنه كائن ضعيف لا يمكن أن يقاومها".

غضب شديد في صفوف الأهالي

ومن زاوية الأهالي، سجّلت حالة غضب كبيرة في نفوسهم، وفي حديث خاصّ لموقعنا، أعرب أحد الآباء الذي يرسل ابنه يومياً الى احدى الحضانات عن صدمته من الفيديو وقال: "أنا في حالة غضب شديدة، وبتّ أخشى على ابني بعد المشاهد التي رأيتها، فأنا وأمّه مضطران لإرساله الى الحضانة بسبب ظروف العمل، واسأل هل من حل آخر بديل ومطمئن عوضاً عن الحضانة؟"

وكشف عن نيته للحضور بشكل مفاجئ "كبسة" يومياً الى الحضانة بهدف الاطمئنان الى ولده لأن ما حصل يستدعي من الأهل التدخّل فوراً خوفاً من تكرار ما حصل مع أولادهم.

وطالب الأب بعودة الكاميرات الى دور الحضانة بهدف مراقبة الأطفال والاطمئنان الى حالتهم الصحية والنفسية خلال النهار، مؤكداً أنه الحلّ الأفضل.  

معطيات الحادثة

وعُلم أن الخادمة التي تعمل في الحضانة هي من سرّبت الفيديو.

وأصدرت قاضية الاحداث جويل ابو حيدر  قراراً قضى بإقفال الحضانة.

أما قوى الأمن فقد ذكرت في بيان عبر حسابها على تويتر  أن مواقع التواصل الاجتماعي تتداول فيديو يتضمن تعرض اطفال للضرب و التعنيف داخل حضانة. تم فتح تحقيق في هذه القضية من قبل مفرزة الجديدة القضائية بناءً لإشارة القضاء المختص.

وذكرت المعلومات أنه وعلى اثر المشاهد المروّعة، أقدم عدد من الأهالي الذين ظهر أطفالهم في الفيديو على التوجه إلى منزل المعتدية على الأطفال داخل الحضانة وقاموا بضربها.

والسؤال الأهم الذي يطرح: هل ستتم محاسبة هذه السيدة لئلا تتكرر مثل هذه الحوادث في حضانات أخرى أم ستطوى الصفحة تحت حجة الاضطرابات النفسية؟