فيينا تستضيف النووي وتحظّر حزب الله وقوات دولية في القدس تفصل بين المسلمين والاسرائيليين؟!

من الرسالة اللبنانية "الرئاسية" الى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، وصولاً الى الحراك الديبلوماسي المتمثّل بزيارة السفير السعودي في لبنان وليد البخاري الرئيس تمام سلام، يبحث لبنان عن حكومته الضّائعة، بينما تتشابه ظروفه وغزّة في العتمة والفقر، لأسباب مختلفة طبعاً. 

"وجودية"؟

ووسط صورة تسجّل أن إسرائيل تمرّ بأزمة "وجوديّة" حالياً، قد تكون أقوى من تلك التي شهدتها عشيّة اندلاع حربَي 1967 و1973، كان لافتاً حظر النّمسا، التي تستضيف المفاوضات النووية في فيينا، "حزب الله" بشقَّيْه السياسي والعسكري، على غرار أي تنظيم إرهابي. ومجموع ما يحصل يقدّم المنطقة حالياً، وفق الصورة التالية:

*إدانة عربيّة للممارسات الإسرائيلية في غزة، تقف عند حدود عَدَم تشريع هجمات الحوثيين على السعودية. 

الصّبغة الدينيّة

*حماسة تركية لتلقين إسرائيل درساً، تقف عند حدود انعكاس ذلك على مستقبل الهجمات الكردية على تركيا، وما قاله نائب رئيس المجموعة التركية لدى الجمعية البرلمانية لحلف "الناتو"، أحمد برات تشونكار، عن أن أنقرة تُجري مشاورات مع رؤساء وحكومات بلدان العالم، ومع منظمة التعاون الإسلامي، حول موضوع إرسال قوات حفظ سلام دولية إلى القدس.

وهذا متغيّر استراتيجي كبير على مستوى المنطقة، لمجرّد طرحه، لأنه يفعّل الوصاية الدولية على المدينة المقدّسَة مستقبلاً، وينزع عنها الصّبغة الدينيّة عموماً، حتى المسيحيّة والإسلاميّة، وليس اليهوديّة فقط. 

جبهات

*تحريك جبهات لبنان وسوريا والأردن والضفّة الغربيّة، بأشكال عدّة، بعد نماذج مختلفة من الحروب الأهليّة بين اليهود والعرب في الداخل الإسرائيلي، في شكل يُظهِر أن "حماس" تشعر بضغط عسكري كبير، فيما لا أحد عملياً يريد التخلّي عن ورقتها في غزة.

القدس

في أي حال، وبحسب خبراء في المجالَيْن السياسي والعسكري، فإن إسرائيل، ومن خلال الإشتعال الأخير، أوقفت رسم مستقبل الشرق الأوسط الجديد من خلال طاولة فيينا الإيرانيّة - الدولية، وحصرت رسمه بمستقبل القدس، وبالرشقات الصّاروخيّة على المدن الإسرائيلية، وبالهجمات على قطاع غزة. 

قسم منها

شدّد مصدر مُطّلِع على أن "ما يحصل في إسرائيل وغزة حالياً يضغط على الإدارة الأميركية".

ولفت في حديث الى وكالة "أخبار اليوم" الى أنه "كما أن طهران تضغط على واشنطن من خلال بعض أحداث العراق، ومياه الخليج، واليمن، وسوريا، ولبنان، وغزة، فإن تل أبيب تضغط على الأميركيين عبر التصعيد العسكري، لمَنْع أي اتّفاق في فيينا، خصوصاً أن بعض القوانين الأميركية تمنع الرئيس الأميركي جو بايدن من رفع كل العقوبات عن إيران، وتسمح له برفع قسم منها فقط". 

ضربة؟

وأكد المصدر أن "حرب غزة الأخيرة نقلت الضّغط من التصريحات، ومن بعض العمليات الغامضة، الى الأرض. ومن الممكن أن تفلت الأمور بما لا يُمكن ضبطه، وأن يكون لبنان من ضمن حقل الألغام هذا. فاللّعبة الدائرة حالياً كبيرة جدّاً، ولا أحد يضمن عَدَم إطلاق صاروخ باتّجاه إسرائيل، يؤدّي الى خسائر كبيرة، ويؤسّس لضربة إسرائيلية، حتى ولو كان مصدره مجهولاً بالفعل".

ودعا الى "مراقبة مستقبل الحشود الإسرائيلية البريّة حول غزة، وانعكاساتها، لأنها قد تؤسّس لوضع جديد". 

مدينة مفتوحة

وعن المُقتَرَح التركي حول نَشْر قوات دولية في القدس، رغم التهديدات التركيّة لإسرائيل، أشار المصدر الى أن "هذا المُقتَرَح يرتكز على القرار الدولي بتقسيم فلسطين خلال الأربعينيات، والذي يجعل من القدس وبيت لحم والأراضي المجاورة لهما، تحت وصاية دولية".

وتابع:"يستند ذلك الى آفاق أن تكون القدس مدينة مفتوحة لكلّ الديانات. ولكن إرسال قوات دولية الى هناك، يرتبط بقرار دولي - أميركي - إسرائيلي". 

الأسد

وقال المصدر إن "المُقترَح التركي هو مزايدة على الأردن والسعودية، يركّز العين التركية على وضع جديد للأماكن المقدسة في القدس مستقبلاً. ولكن آفاق تلك المزايدة مسدودة، انطلاقاً من أن الإمارات مثلاً، قد تكون المرشّح الأقرب للحصول على مكاسب متعلّقة بالأماكن المقدسة في المدينة، في ما لو تمّ الإتّجاه فعلاً نحو وضع جديد هناك".

وختم:"ما يحصل في إسرائيل وغزة حالياً يرسم مستقبل المنطقة، انطلاقاً من أمر أساسي، وهو أنه إذا حصلت تل أبيب على إذن دولي يسمح لها بتدمير غزة، فإنها ستنفّذ ذلك حتى ولو تسبّب بسقوط خسائر كبيرة في الأرواح. وتنطلق تلك الحالة من أمر واقع الرئيس السوري بشار الأسد الذي يعود الى السلطة قريباً، رغم أنه دمّر سوريا، وقتل شعبها".