في زمن البحث عن رئيس...السعودية تجمع اللبنانيين والحزب يبرّر ولكن!

غداة المؤتمر الحاشد الذي نظمته ودعت اليه السفارة السعودية في بيروت في الذكرى 33 لاتفاق الطائف، وهي ذكرى مستغربة من حيث احيائها في عامها الثالث والثلاثين لا العشرين او الثلاثين  او الاربعين كما درجت العادة، وقد شاركت فيه مختلف الاطياف السياسية اللبنانية، وفي موقف هو الاول والاشد وضوحا  من حزب الله، غرد نائب الأمين العام الشيخ نعيم قاسم على "تويتر"، كاتبا: "لم يطرح حزب الله خلال هذه الفترة تعديل أو تغيير النظام السياسي المرتبط بالطائف نظراً للحساسيات الموجودة في لبنان، ولأنَّ المشكلة ليست أساساً في التعديل أو عدمه، وإنما فلنطبق أولاً ما ورد في الطائف وبعد ذلك نرى إذا كان المطلوب إجراء تعديلات أم لا."

ليس موقف الحزب مستغرباً، ما دام هو الاستثناء الوحيد  في الحضور السياسي في الاونيسكو، ذلك ان اطراف الموالاة حضرت كما المعارضة ما عدا الحزب، ما اضطره ولكي لا يظهر نافرا الى اعلان عدم طرحه تعديل او تغيير النظام السياسي المرتبط بالطائف، ولكن...في تغريدة قاسم الكثير مما يجدر التوقف عنده بحسب ما تقول مصادر سياسية في المعارضة لـ"المركزية" فهو الى كونه الوحيد الذي يمنع تطبيق الطائف كما ينادي من خلال احتفاظه بسلاحه،انتقى عباراته بدقة وتحدث في التوقيت عن عدم الطرح "خلال هذه الفترة" ما يعني عمليا انه قد يطرح الامر لاحقا او انه طرحه سابقا. اما في الاسباب فحددها ايضا بـ"الحساسيات الموجودة في لبنان"، وليس اقتناعا منه بالطائف والدستور الذي حاول اعلامه تحويره ايحاء بأنه استثنى سلاح حزب الله من الميليشيات، وهذه مجافاة للحقيقة، لأن اللبنانيين كلهم بمن فيهم جمهور الحزب يعرفون من ولماذا تم الابقاء على سلاح حزب الله بعدما سلمت سائر الميليشيات سلاحها في زمن الوصاية السورية. وتبعا لذلك، لا يمكن لمن يعرقل تنفيذ الدستور بسلاحه ان يكون معه. نظرية منطقية يسلم الجميع بها، فما جدوى المؤتمر وانعقاده اذاً ؟ تسأل المصادر اياها لتستدرك، مهما بلغ جبروت الحزب، لا بدّ من استمرار تذكيره بأن الطائف هو دستور لبنان ولن يُستبدل لتشريع سلاح الحزب او لمقايضة سلاحه بأثمان سياسية يقبضها، ولا عقد اجتماعي جديد او بديل ما دامت في لبنان قوى مقتنعة بجدواه. 

وتضيف، يتخذ المؤتمر بعده الاول والاهم في توقيت انعقاده اثر انتهاء ولاية رئاسية شابها ما شابها من اساءات في حق الدول العربية والخليجية وضرب للطائف، ومساع لعقد اجتماعات ومؤتمرات حوارية هدفها الابعد البحث عن صيغة جديدة واثر توقيع اتفاق ترسيم الحدود وما تخلل المرحلة من حديث عن مقايضة اميركية –ايرانية تقضي ببيع لبنان لايران في مقابل الاتفاق، جاء المؤتمر اليوم ليؤكد ان لا مقايضات على حساب لبنان ودستوره، وليست صدفة اشارة السفير السعودي وليد بخاري الى حديثه مع الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون والتأكيد ان لا نية بالذهاب الى عقد اجتماعي جديد للبنان، وان اتفاق الطائف سيبقى الناظم للوضع اللبناني.

اما البعد الثاني توقيتا، انه يعقد قبل انتخاب رئيس جمهورية وفي ظل البحث عنه، ليوجه رسالة ان على اي رئيس عتيد ان يلتزم مجموعة ثوابت ومسلمات اتفاق الطائف، ليرضى عنه اللبنانيون والعرب والمجتمع الدولي ويستطيع ان يبدأ مسار انقاذ لبنان.

اكدت المملكة مرة جديدة، انها الجهة الخارجية الوحيدة القادرة على جمع اللبنانيين بتناقضاتهم السياسية من خلال اجتماعهم على دستور الطائف. اما الحزب ولما رأى نفسه يغرد وحيدا خارجه، اضطر الى التغريد على لسان نائب امينه العام بما غرد به اليوم...وتأكيد المؤكد واجب لتذكير من يعنيهم الامر، تختم المصادر.