المصدر: وكالات
السبت 30 آذار 2019 15:37:53
دعا البابا فرنسيس، إلى مجابهة "التعصب والأصولية" بـ"تضامن جميع المؤمنين"، مدافعا عن حرية الضمير والحرية الدينية، وذلك في خطاب ألقاه، السبت، في ساحة مسجد حسان بمدينة الرباط، ضمن زيارته إلى المغرب بدعوة من الملك محمد السادس.
وقال البابا فرنسيس: "من الضروري أن نجابه التعصب والأصولية بتضامن جميع المؤمنين، جاعلين من قيمنا المشتركة مرجعا ثمينا لتصرفاتنا".
وأضاف: "إن حرية الضمير والحرية الدينية التي لا تقتصر على حرية العبادة فحسب، بل يجب أن تسمح لكل فرد بالعيش بحسب قناعاته الدينية ترتبطان ارتباطا وثيقا بالكرامة البشرية".
البابا وملك المغرب: يجب ترك القدس تراثا مشتركا للإنسانية
ودعا البابا والملك محمد السادس إلى الحفاظ على القدس "تراثا مشتركا" للديانات التوحيدية الثلاث، وذلك في وثيقة مشتركة وقعاها في الرباط.
وأورد النداء: "نعتقد أن من المهم الحفاظ على مدينة القدس الشريف تراثا إنسانيا مشتركا، وخصوصا لأتباع الديانات التوحيدية الثلاث"، داعياً إلى حماية "الطابع الخاص المتعدد الأديان والبعد الروحي والهوية الثقافية الخاصة للقدس".
وتركز زيارة البابا فرنسيس للمغرب على الحوار بين الأديان وقضايا المهاجرين، وذلك بدعوة من الملك محمد السادس، الذي كان في مقدم مستقبليه في مطار الرباط سلا.
وأضاف النداء: "إننا نؤكد على أهمية المحافظة على مدينة القدس الشريف باعتبارها تراثا مشتركا للإنسانية وبوصفها أرضا للقاء ورمزا للتعايش السلمي لأتباع الديانات التوحيدية الثلاث ومركزا لقيم الاحترام المتبادل والحوار".
ودعا إلى "صون وتعزيز الطابع الخاص للقدس الشريف كمدينة متعددة الأديان، إضافة إلى بعدها الروحي وهويتها الفريدة".
وعبّر عن الأمل في "أن تكفل داخل المدينة المقدسة حرية الولوج إلى الأماكن المقدسة لفائدة أتباع الديانات التوحيدية الثلاث".
والقدس في صلب النزاع بين الفلسطينيين والإسرائيليين. وقد احتلت إسرائيل القدس الشرقية وضمتها عام 1967 ثم أعلنت في 1980 القدس برمتها عاصمة لها، في خطوة لم يعترف بها المجتمع الدولي وضمنه الولايات المتحدة.
ويسعى الفلسطينيون إلى جعل القدس الشرقية عاصمة لدولتهم.
ويترأس العاهل المغربي "لجنة القدس" التي تأسست العام 1975 بمبادرة من الملك الراحل الحسن الثاني، وهي مكلفة حماية المدينة المقدسة.
وحذر العاهل المغربي في كانون الثاني/يناير 2017 من نقل مقر السفارة الأميركية في إسرائيل من تل أبيب الى القدس، معتبراً أن هذه الخطوة ستكون لها "تداعيات وخيمة على الأمن والسلم" إقليميا وعالميا.
زيارة تستمر يومين
وكان البابا فرنسيس قد بدأ زيارة رسمية إلى المغرب تستمر يومين، بدعوة من العاهل المغربي الملك محمد السادس.
وجاء في بيان نشرته وكالة المغرب العربي للأنباء أن "هذا اللقاء التاريخي سيساهم في إشاعة قيم الأخوة والسلم والتسامح بين الشعوب والأمم، وتعزيز الحوار والتفاهم والتعايش بين الديانات".
وفي رسالة مصورّة إلى الشعب المغربي، قال البابا إنه يقوم بالزيارة "كحاج للسلام والأخوة في عالم ما أحوجه لهذه القيم". وأضاف أن على كل من المسيحيين والمسلمين أن يحترموا تنوع الآخر ويساعدوا بعضهم.
وتعد زيارة البابا فرنسيس إلى المغرب الأولى له إلى البلاد، وستكون أيضاً أول زيارة يقوم بها بابا للفاتيكان إلى المملكة منذ عام 1985.
واستقبل الملك محمد السادس البابا فرنسيس بمطار الرباط - سلا، ثم يرافقه سيراً على الأقدام إلى القاعة الشرفية بالمطار، حيث قدّم له الحليب والتمر "وفق التقاليد المغربية".
ويضم برنامج الزيارة لقاء بين البابا فرنسيس والعاهل المغربي، وبعده زيارة قبر الملكين الراحلين، محمد الخامس والحسن الثاني.
وقال أب كاتدرائية القدّيس بطرس بالرباط، دانييل نوريسات، خلال ندوة صحفية، إن البابا سيزور معهد محمد السادس قصد اللقاء بمرشديه ومرشداته الدينيين، كما سيلتقي بأعضاء "كاريتاس"، وهي جمعية تقوم بالخدمة المدنية للكنيسة الكاثوليكية، وتعمل مع المهاجرين.
كما سيتخلل الزيارة خطاب للبابا وعشاء رسمي يتخلّله لقاء مع مسؤولين مغاربة، على أن يزور، الأحد، كاتدرائية القديس بطرس بالرباط للقاء القساوسة القاطنين بالمغرب.
وعشية 31 آذار، سيحيي البابا فرنسيس قداساً في ملعب مولاي عبد الله الرياضي بالعاصمة المغربية.