المصدر: Kataeb.org
The official website of the Kataeb Party leader
الثلاثاء 31 كانون الاول 2024 09:14:13
أعربت الولايات المتحدة لوزير الخارجية الجديد في الإدارة الانتقالية في سوريا، أسعد حسن الشيباني، عن قلقها من التقارير التي تحدثت عن هجمات عنيفة شنتها جماعات متشددة في جميع أنحاء البلاد في الأيام الأخيرة، بحسب ما قال مسؤولون أميركيون لموقع "أكسيوس".
لقد خلّف سقوط نظام الأسد بعد خمسة عقود في السلطة و13 عاماً من الحرب الأهلية العديد من الجماعات المسلحة والعديد من المظالم. وتشعر الولايات المتحدة بالقلق من أن تؤدي الأعمال الانتقامية العنيفة التي يقوم بها المسلحون التابعون للمعارضة المنتصرة - والتي تستهدف الأقليات أو أعضاء النظام المخلوع - إلى تقويض الجهود الرامية إلى تحقيق الاستقرار في البلاد.
وقد أكد قائد الإدارة الجديدة في سوريا احمد الشرع، المعروف سابقًا باسم أبو محمد الجولاني، للقادة الأميركيين والغربيين أنه و"هيئة تحرير الشام" أصبحا الآن أكثر اعتدالًا، وناشد بإلغاء العقوبات المفروضة على سوريا في عهد بشار الأسد.
وفي الأسبوع الماضي، التقى دبلوماسيون أميركيون مع الشرع للمرة الأولى وأبلغوه بإلغاء مكافأة قدرها 10 ملايين دولار على رأسه.
وقد قعت اشتباكات مسلحة بين مسلحين تابعين لنظام الأسد ورجال الشرطة التابعين للإدارة الجديدة الأسبوع الماضي في مدينة طرطوس. وقُتل 14 شرطياً وعدد من المسلحين، وفقاً لوزارة الداخلية السورية.
تقطن طرطوس والمنطقة الساحلية الأوسع نطاقاً أغلبية علوية. وتشكل هذه الأقلية الإسلامية حوالي 10% من سكان سوريا.
وقد أعرب بعض العلويين وأفراد الأقليتين الكردية والدرزية عن مخاوفهم من أن يصبحوا أهدافًا.
ويُزعم أن العديد من مقاطع الفيديو المتداولة على وسائل التواصل الاجتماعي تُظهر مسلحين - يُزعم أنهم تابعون لـ"هيئة تحرير الشام" أو قوات الأمن التابعة للحكومة الجديدة - وهم يضربون ويشتمون ويهينون رجالًا علويين أثناء اعتقالهم، أو يوجهون تهديدات للعلويين.
وحصل موقع "أكسيوس" على العديد من مقاطع الفيديو هذه، بما في ذلك بعض مقاطع الفيديو التي تظهر عنفًا شديدًا، لكنه لم يتمكن من التأكد من صحتها.
وقد أخبر مسؤول أميركي "أكسيوس" أن وزارة الخارجية على علم بمثل هذه الفيديوهات، وأنها تبحث في التقارير التي تتحدث عن مثل هذه الحوادث.
ويوم الأحد، زار مبعوث وزارة الخارجية الأميركية دانيال روبنشتاين دمشق والتقى الشيباني، بحسب ما أفاد مسؤولان أميركيان.
وأبلغ روبنشتاين الشيباني أن الولايات المتحدة قلقة بشأن التقارير التي تتحدث عن أعمال العنف والانتقام والترهيب ضد الأقليات، وأن مثل هذه الهجمات يجب أن تتوقف.
وقال الشيباني إن الإدارة الانتقالية تعارض مثل هذا العنف، وقال إن معظمه تقوم به جماعات مسلحة أخرى وليس "هيئة تحرير الشام".
وقال مسؤول أميركي لـ"أكسيوس" إن الشرع والإدارة الانتقالية يحاولان السيطرة على الأمور من خلال تسريح الميليشيات ودمجها تحت جيش سوري جديد وموحد.
وشدد المسؤول على أن الإدارة السورية الجديدة بحاجة إلى السيطرة على الوضع في سوريا لأنه إذا استمرت أحداث العنف هذه، فقد يزيد ذلك من التوترات الداخلية ويسمح لعناصر تابعة لنظام الأسد أو حتى "داعش" بإشعال صراع جديد في البلاد.
وقام الشرع بتعيينات عديدة في الآونة الأخيرة في مناصب رئيسية في الحكومة الانتقالية، وكان العديد منهم من المقربين من إدارته في مدينة إدلب التي تسيطر عليها "هيئة تحرير الشام".
وكان أحد الشروط التي وضعتها الولايات المتحدة والدول العربية للحكومة السورية الجديدة للحصول على الاعتراف الدولي هو أن تكون الحكومة شاملة للجميع.
وسئل الشرع عن هذا الأمر خلال مقابلة مع قناة "العربية" يوم الأحد الماضي، فأجاب أنه قام بهذه التعيينات من أجل الفترة الآنية فقط لتعود البلاد إلى العمل في أقرب وقت ممكن.
وفي حين أكد الشرع أنه يريد بدء حوار وطني في أقرب وقت ممكن لتشكيل حكومة جديدة في شهر آذار (مارس)، إلا أنه أوضح أيضاً أنه يجب أن تكون حكومة تكنوقراط، لا تقوم على الأحزاب السياسية أو المحاصصة الطائفية.
وفاجأ الشرع الكثيرين عندما قال إن عملية صياغة دستور جديد قد تستغرق ما يصل إلى ثلاث سنوات وأن الانتخابات قد تجرى بعد أربع سنوات فقط من الآن.
وقال مسؤول أميركي إن المبعوث روبنشتاين طلب من وزير الخارجية السوري الجديد المزيد من التفاصيل عن تلك الخطط خلال اجتماعهما يوم الأحد.
وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية إن الولايات المتحدة في حوار مستمر مع "هيئة تحرير الشام". وأفاد المتحدث بأنه لا يمكنه مناقشة المحادثات الدبلوماسية الخاصة في العلن، لكنه شدد على أن المناقشات حتى الآن كانت "مثمرة" وغطت القضايا المحلية والدولية على حد سواء.
وأكد المتحدث: "نحن نعتقد أن هيئة تحرير الشام يجب أن تحترم حقوق الإنسان والحريات الأساسية لجميع السوريين، بما في ذلك أفراد الأقليات والنساء. وسنستمر في مراقبة ورؤية تطابق الأفعال مع الأقوال".