في عالم الذكاء الاصطناعي...CHAT GPT لا يتجسس لكن انتبه!

تنتشر بين الحين والآخر فيديوات ومعلومات على منصات التواصل الاجتماعي تثير القلق حول مستوى الخصوصية الذي نحظى به في عصر الذكاء الاصطناعي. بعض صناع المحتوى يروج لأفكار مفادها أن "chat gpt يشاهدنا من الكاميرا حتى من دون أن نشغلها، وكذلك يستمع إلينا من المايكروفون"، ما يضاعف الغموض والريبة حول قدرات الذكاء الاصطناعي، وما يمكن أن يتسبب به لناحية حماية معلوماتنا الشخصية.

لكن ما مدى صحة هذه المخاوف؟

في هذا السياق، أوضح المستشار في الإعلام الرقمي والتواصل بشير تغريني، أن هذه الادعاءات غير دقيقة: "حول فكرة أنّ chat gpt يسمعنا من خلال المايكروفون أو يرانا من خلال الكاميرا، ويستعمل البيانات التي نزوّده بها… الواقع مختلف. فعليًا، المايكروفون والكاميرا قد يكونان مفعّلين، كحال siri مثلًا، والتطبيقات المشابهة التي هي بحالة إصغاء دائم وخصوصًا عند استخدام خاصية التسجيل الصوتي أو التصوير، إلّا أنّ البرنامج لا يستخدمها لأغراض مؤذية أو لتجميع معلومات سرية ضدّك. الأدق هو أن شات جي بي تي يستفيد أو يتغذى من المعلومات التي نزوّده بها بهدف خدمة المستخدم وليس للتجسس عليه".

وأضاف تغريني أن المستخدمين غالبًا ما يمنحون التطبيقات أذونات تلقائيًا عبر زر "allow" دون انتباه، ما يسمح بالوصول إلى الصور أو المايكروفون...، لكن هذه البيانات لا تُرسل تلقائيًا ولا تُستغل خارج نطاق التطبيق أو لأغراض مغايرة، بل إذا استُعملت تكون لخدمة المستخدم بشكل أفضل.

وحول حماية الخصوصية، أشار تغريني إلى أهمية سلوكياتنا لدى استخدام أي تطبيق أو الذكاء الاصطناعي والى أنّ "أي منصة لا تؤذيك بشكل مباشر، لكن المعلومات التي نشاركها سواء كانت عامة أو خاصة تقع مسؤوليتها علينا. لذلك من المهم التحكم بالبيانات التي نشاركها وبمدى خصوصيتها وندرك أنّ أي معلومة تُنشر أو تُرسل قد تكون عرضة للتحريف، وكذلك يجب مسح سجلات البحث بانتظام، وعدم ربط التطبيقات ببعضها، وعدم تقديم معلومات حساسة لأي تطبيق".

بعبارة أخرى، عند تحميل أي تطبيق، تظهر طلبات منح الأذونات، مثل الكاميرا والمايكروفون والموقع location...، وهذه الأذونات تشكل الخطر الأكبر إذا لم يُتحكم بها. لذا، يجب معرفة أنك أنت كمستخدم من يضبط ويوجّه الإعدادات وأنت من يعرّض نفسه لـ "الانكشاف"، أي يمكنك دائمًا إيقاف حفظ المعلومات، وبالتالي الحد من أي استخدام غير مرغوب فيه.

الهدف من هذه التوضيحات هو رفع مستوى الوعي لدى المستخدمين وتشجيعهم على اتباع إجراءات بسيطة لحماية خصوصيتهم، وعدم الانجرار لكل ما يتم تداوله وتبنّيه وبالتالي نشر الذعر من أدوات مخصصة لخدمتنا إذا ما استخدمناها بطريقة واعية ومسؤولة.