المصدر: نداء الوطن
السبت 6 كانون الاول 2025 07:02:32
بدأ مسار التفاوض بين لبنان وإسرائيل الأربعاء الماضي، ولكن «حزب الله» اعترض عليه أمس الجمعة. فهل من سبب لهذا التأخير في موقف «الحزب» الذي أعلنه البارحة أمينه العام الشيخ نعيم قاسم؟ تجيب أوساط سياسية بارزة عبر «نداء الوطن»: «ما كان للحزب أن يعترض على تعيين السفير سيمون كرم رئيسًا للوفد اللبناني إلى لجنة «الميكانيزم»، لو تمكنت الدولة من وقف استهداف إسرائيل للحزب الذي يعيش وضعًا صعبًا عسكريًا في ظل تواصل هذه الاستهدافات».
أضافت الأوساط: «ظن البعض بشكل خاطئ، أن المسار الدبلوماسي برئاسة شخصية سياسية سيؤدي إلى تجميد الأعمال العسكرية الإسرائيلية، ثم جاءت الضربة الإسرائيلية لتؤكد أن المسار الدبلوماسي من خلال «الميكانيزم» يختلف عن المسار العسكري الذي لن توقفه إسرائيل قبل أن تحقق غاياته كما تقول إسرائيل، لجهة إنهاء الوضعية العسكرية لـ «حزب الله» في لبنان. وما لم تقدم الدولة اللبنانية على ذلك، فإن إسرائيل برعاية أميركية واضحة ستقدم في هذا الاتجاه».
وأشارت الأوساط إلى ثلاثة مسارات:
1- «المسار العسكري الإسرائيلي الذي لن يتوقف.
2- المسار الدبلوماسي الذي وضع تحت سقف المطالب اللبنانية الثلاثة : الانسحاب الإسرائيلي، وقف الاستهداف وإطلاق الأسرى.
3- المسار السياسي المتعلق بالدولة والخطوات التي يمكن أن تقدم عليها».
ولفتت إلى «أن المسار السياسي، قد أقفل اليوم ولن يصل إلى أي مكان. وكان الأمل بأن يشكل المسار الدبلوماسي خرقًا. كما إن تراجع الرئيس نبيه بري أتى بعدما لاحظ الأخير امتعاض «الحزب» واعتراضه».
وتابعت الأوساط: «الدولة اللبنانية أنجزت خطوة المفاوضات. كان بإمكان «الحزب» الاستقالة من الحكومة، لكنه لا يريد ذلك وسيكتفي بالموقف السياسي. وسيتعزز المسار التفاوضي بضغط أميركي بالرغم من ترهيب «الحزب» كي يلجم تصاعد هذا المسار. وأن الأمور تمضي حكمًا إلى الحرب التي استطاع البابا لاوون الرابع عشر تأجيلها إلى العام المقبل. وفي هذا الوقت، يصرّ «الحزب» على سلاحه، فيما تصر إسرائيل على نزعه».
ولفتت «رويترز» إلى أن رئيس الجمهورية جوزاف عون دافع عن قراره توسيع مفاوضات وقف إطلاق النار مع إسرائيل باعتباره سبيلًا لتجنب مزيد من العنف، وأكد عون لوفد زائر من مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة أن لبنان «اعتمد خيار المفاوضات مع إسرائيل» وأنه لا تراجع عن ذلك.
وقال عون في بيان: «هذه المفاوضات تهدف أساسًا إلى وقف الأعمال العدائية التي تقوم بها إسرائيل على الأراضي اللبنانية واستعادة الأسرى وبرمجة الانسحاب من المناطق المحتلة وتصحيح النقاط المختلف عليها عند الخط الأزرق، الذي رسمته الأمم المتحدة للفصل بين إسرائيل ولبنان».
في المقابل، زعم الأمين العام لـ «حزب الله» الشيخ نعيم قاسم أن إرسال مندوب مدني إلى لجنة مراقبة وقف إطلاق النار «سقطة إضافية»، ودعا الحكومة إلى إعادة النظر في قرارها. ومضى يقول «قدمتم تنازلًا مجانيًا وهذا التنازل لن يغير من موقف العدو ولا من عدوانه ولا من احتلاله». وأشار قاسم إلى أن الدولة اللبنانية قررت حصر السلاح ولا علاقة للخارج كيف نتفق داخليًا ونتعاون مع الدولة ونؤيد خيارها الدبلوماسي لوقف الحرب. أضاف أن «الحزب» لن يوافق على نزع سلاحه والحدود التي يجب أن نقف عندها في أي اتفاق مع العدو ترتبط بجنوب الليطاني حصرًا.
واعتبر المراقبون أن انتقاد الأمين العام لـ «الحزب» تعيين سيمون كرم موجَّه للرئيس عون و «قواص» أيضًا على الرئيس برّي.