قداسة البابا في حوار مع المرجعيات الإسلامية بحريصا: سلاحنا هو الديبلوماسية الناعمة لكن القوية

عكس "لقاء حريصا" المسائي الاسلامي – المسيحي بين بابا الفاتيكان ليو الرابع عشر ورؤساء الطوائف الاسلامية صورة "لبنان الرسالة"، انطلاقاً من واقع التنوع والتعددية الغني بمميزاته الحضارية والثقافية والدينية.

وترجم ذلك بتلاقي رؤساء الطوائف الاسلامية على الاشادة بمواقف البابا ليو الرابع عشر التي اطلقها خلال الاستقبال في القصر الجمهوري بحضور اركان الدولة والوطن وفي لقاءي حريصا وساحة الشهداء.

ايجابية الحوار المباشر بين البابا والمرجعيات الاسلامية، على مدى ساعة كاملة طبعت اللقاء. وقد عبّر عنها ايجاباً من خلال الصراحة المطلقة التي تميز بها اللقاء، بحسب مصادر المشاركين لـ"الأنباء"، وكذلك الحديث الذي دار بشفافية حول معظم الهواجس، التي تشكل مصدر قلق للبنانيين، وخصوصاً منها اخطار الحرب على لبنان والتوترات الميدانية التي تشهدها الاوضاع لا سيما في الجنوب.

وكرر البابا مواقفه المتصلة بأهمية المضي نحو السلام، رغم صوت السلاح والتهديدات الإسرائيلية بالحرب، مشجعاً على التلاقي، انطلاقاً من رسالة لبنان، وتعزيز أطر الانسانية جمعاء، والصلاة المشتركة لاجتياز الفترة الحرجة. وأبدى استعداده لمساعدة لبنان دائماً، وقال: "لا يوجد لدينا سلاح سوى سلاح الديبلوماسية الناعمة لكنها قوية".

كلام "الكرسي البابوي" أمام المرجعيات الاسلامية، ترك ارتياحاً بالغاً في نفوسهم، وإعاد تأكيد ثبات وقوف حاضرة الفاتيكان الى جانب لبنان، بدءاً من تخصيصه البلد في أول جولة خارجية له. اضافة الى مشاركة اللبنانيين قلقهم على الوطن، وسعي الفاتيكان لدى الدول المؤثرة لمحاولة عدم إقدام إسرائيل على الحرب، وذلك بعد طلب الرؤساء الروحيين منه التدخل بهذا الخصوص.

مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان بدأ كلامه بأهمية الزيارة ومميزات لبنان في التنوع والوحدة والعيش المشترك، واعتبار ان الحرب اذا وقعت لن تكون على الطائفة الشيعية فحسب وانما على كل اللبنانيين.

بدوره حذّر نائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى الشيخ علي الخطيب، من مخاطر التهديدات الإسرائيلية على الجنوب ولبنان، وضرورة التعاون لمنع وقوع الحرب.

شيخ العقل لطائفة الموحدين الدروز د. سامي أبي المنى، وبعدما شكر للبابا زيارته لبنان، شدد بـ"على دور الفاتيكان في مساعدة اللبنانيين، وعلى المصالحة التي تحدث عنها البابا وهي محققة في جبل لبنان، وآخرها ثمارها الشراكة بين مشيخة العقل والرهبانية اللبنانية المارونية، وكل ذلك يحتاج الى رعاية حاضرة الفاتيكان.

اما رئيس المجلس العلوي الشيخ علي قدور فلاقى نظراءه من الطوائف بالهواجس التي طرحوها، مشيراً الى الهم الاساسي من تعاظم التهديات الاسرائيلية بالحرب.

وبحسب المشاركين فان اللقاء كان ايجابياً جدا، وقد استمع البابا باصغاء الى كلام المراجع الروحية الاسلامية، واعدا بالتواصل مع الدول المؤثرة ومنها اميركا وغيرها، للضغط على اسرائيل لمنع الحرب.

تبادل الكرسي البابوي والرؤساء الروحيين الهدايا الرمزية والمميزة، وتلقى من الشيخين الخطيب وأبي المنى هديتين قيمتين خط منها بكلمات "بماء من الذهب"، فيما الصورة الجامعة عززت النظرة التفاؤلية لاستمرار اللقاءات والتواصل والتنسيق، كما جهد لذلك السفير البابوي باولو بورجيا الذي شارك في اللقاء في توفير الاجواء والمناخات الايجابية.