المصدر: الشرق الأوسط
الاثنين 19 نيسان 2021 11:34:36
مع استعداد وكالات الفضاء لأول مهمة بشرية إلى المريخ، يتوقع العلماء أن يقع عدد من القتلى بين رواد الفضاء المتجهين إلى الكوكب الأحمر، في رحلة قاسية ستستغرق سبعة أشهر على الأقل داخل كبسولة ستسير في مسار لم يسلكه البشر أبدًا.
وكان إيلون ماسك، الرئيس التنفيذي لشركة «سبيس إكس»، التي تخطط لإرسال رحلات مأهولة للمريخ وبناء مستعمرات به، قد قال: «إذا كنت تريد الذهاب إلى المريخ، فاستعد للموت».
وعندما يصل رواد الفضاء إلى المريخ، سيواجهون تحديات جديدة تهدد البقاء، أحدها الإشعاع.
وتشير البيانات السابقة الخاصة بالكوكب الأحمر إلى أنه تعرض للإشعاعات أكثر 700 مرة من الإشعاعات التي تعرضت لها الأرض.
ويمكن للإشعاع أن يحدث تلفا في القلب والأوعية الدموية، ويصيب الشخص بتصلب الشرايين، وربما يؤدي في النهاية للموت.
وبحسب صحيفة «ديلي ميل» البريطانية، ففي حالة وفاة أحد أفراد الطاقم، قد يستغرق الأمر شهورًا أو سنوات قبل إعادة جسده إلى الأرض، مما يثير سؤالًا واحدًا: ماذا سيحدث لجثة الشخص الذي سيموت في الفضاء؟
لم تضع وكالة الفضاء الأميركية ناسا بروتوكولات للتعامل مع الموت في الفضاء، لكن العلماء في جميع أنحاء العالم يبحثون عن أفضل طرق للتخلص من الجثث.
واقترح العلماء عددًا من الطرق، بما في ذلك دفن الجثث على سطح المريخ، ولكن في هذه الحالة يجب حرق البقايا أولاً حتى لا تلوث السطح.
كما أشار العلماء إلى أن الجثث يمكن أن توضع في ثلاجات أو مخازن باردة حتى تعود المركبة للأرض، كما قد يتبع معها أسلوب «التجفيف بالتجميد»، بحيث يتم وضع الجثة خارج الكبسولة حيث يغطيها الفضاء بالجليد.
ومع ذلك، فقد تم تقديم السيناريو الأسوأ للتخلص من جثث رواد الفضاء المتوفين على المريخ، وهو أن تؤكل الجثث من قبل الرواد الأحياء، وهو الحل الذي قد يتبع في حال نفاد الطعام المتاح مع الطاقم.
وأشار البعض إلى إمكانية ترك الجثث تنطلق في الفضاء.
ولكن كاثرين كونلي، من مكتب حماية الكواكب التابع لناسا علقت على ذلك قائلة: «حاليًا، لا توجد إرشادات محددة في سياسة حماية الكواكب، سواء على مستوى وكالة ناسا أو على المستوى الدولي، من شأنها معالجة مسألة دفن رائد فضاء متوفى عن طريق إطلاقه في الفضاء».
وأضافت: «إذا اختارت العديد من البعثات هذه الطريقة، فإن الصواريخ المستقبلية المتجهة إلى المريخ ستحلق عبر بحر من الجثث».
وأشارت كونلي إلى أن الحلول الأفضل والأوقع هو حرق الجثث أو تناولها من قبل رواد الفضاء.
وقد يبدو تناول الرواد لزملائهم أمرًا همجيًا، لكن الخبراء الذين يدافعون عن هذه الاستراتيجية يستشهدون بما حدث عندما تحطمت طائرة في جبال الأنديز في عام 1972، حيث لم يكن لدى الركاب طعام ولا وسيلة للتواصل، لذلك اتخذوا قرارًا صعبًا بأكل ضحايا الطائرة لكي يتمكنوا من البقاء على قيد الحياة.