قلق من تبدل الأولويات الأميركية.. وهوكشتاين عائد قبل نهاية تموز

في خضم الإرباك الحاصل في الولايات المتحدة بعد محاولة اغتيال المرشح الجمهوري للرئاسة الرئيس السابق دونالد ترامب، يخشى مصدر ديبلوماسي غربي بارز، أن تتبدل الأولويات الأميركية.

وبدلاً من أن ينصب الجهد الأميركي في المجال الخارجي على التوصل إلى وقف نهائي للنار في غزة وتالياً على جبهة لبنان، ينصب الاهتمام الأساسي والأولويات على الداخل الأميركي وتترك الحرب في المنطقة جانباً، لا سيما وأن الواقع الأميركي قد يدفع إسرائيل إلى عدم القبول أو التجاوب مع المساعي الأميركية في ظروف كهذه.

مع أن فريق الرئيس جو بايدن، وفقاً لما قاله المصدر لـ”صوت بيروت انترناشيونال”، متفائل جداً بقرب التوصل إلى اتفاق لوقف النار في غزة، ويستتبعه وقف نار بين إسرائيل و”حزب الله”، على أن يتم ذلك خلال نهاية هذا الأسبوع أو الأسبوع المقبل.

وعليه يؤكد المصدر، أن المستشار الخاص للرئيس، آموس هوكشتاين، سيزور بيروت قبل نهاية شهر تموز الجاري، بحيث تهدف زيارته لمتابعة الخطة الأميركية المعروضة على لبنان لتسوية الوضع في الجنوب، أي العمل للتوصل إلى التهدئة والاستقرار تمهيداً للعمل على تنفيذ القرار ١٧٠١. لكن الحل حول الجنوب مرتبط بالتسوية في غزة، وحيث يشير المصدر إلى الارتياح الأميركي لتصريحات الرئيس الإيراني الجديد مسعود بزشكيان، وقبل انتخابه إلى الارتياح الأميركي لسير العملية التفاوضية مع إيران، لافتاً إلى أجواء التهدئة بين الطرفين، لكن من غير الواضح مدى بقائها، في ضوء الانتخابات الأميركية واحتمال فوز المرشح الجمهوري. وبالتالي، هناك ضبابية سائدة بالنسبة الى المستقبل القريب لمسار العلاقة بين واشنطن وطهران، وما إذا كانت الإدارة الحالية تفرط في التفاؤل بالنسبة الى إيران، أو بالنسبة إلى إحراز تسوية حول غزة.

ويقول المصدر، أنه على الأغلب ستدخل الولايات المتحدة جدياً في أجواء الانتخابات بعد محاولة اغتيال ترامب. وباتت الأولوية للداخل قبل الشرق الأوسط، لأن محاولة الاغتيال غيرت المعادلة التي كانت قائمة سابقاً، وباتت في:
-السلام الداخلي
– الانتخابات واستكمال مسارها
-درء المخاطر الناجمة عن أية احتمالات متصلة بإمكان حصول اغتيالات.
إذ لو كاد ترامب ليموت فكيف كان الوضع الأميركي الآن.

غداً الخميس هناك مؤتمر سيعقده الجمهوريون الذين بات واضحاً أنهم سيرشحون ترامب للرئاسة، لكنهم سيعلنون من يرشحون لنائب الرئيس، ونظرتهم إلى المعالجات الداخلية المطلوبة.
أما الديمقراطيون سيعقدون مؤتمرهم في آب ما بين ١٩ منه حتى الثاني والعشرين، وسيعلنون عن مرشحهم للرئاسة ولنائب الرئيس. ومن المرجح أن يرشحوا الرئيس الحالي جو بايدن على الرغم من كل الذي يحصل، لكن السؤال يبقى حول حظوظه، لأن محاولة اغتيال ترامب أدت إلى تقوية حظوظ الأخير.

الوضع الأميركي ليس مريحاً ومن غير المريح أيضاً، انعكاسات ذلك على التسويات في المنطقة وما إذا كانت ستلقى مزيداً من التأخير، حيث الملفات لم تعد تحتمل البقاء على هذه الحال، لا سيما في ملف لبنان الذي يعاني أبناؤه اقتصادياً وسياسياً، وملف غزة وأبناؤها الذين لا يزالون يتعرضون لأبشع الأعمال العنيفة.