المصدر: وكالة الأنباء المركزية
الكاتب: يولا هاشم
الثلاثاء 7 أيار 2024 16:43:01
تستضيف مملكة البحرين، الخميس المقبل، في السادس عشر من أيار، أعمال اجتماع مجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة في دورته العادية الثالثة والثلاثين، وذلك للمرة الأولى في تاريخ انعقاد القمم العربية العادية والطارئة، في ظل أوضاع سياسية متوترة، ومخاوف من اتساع رقعة الصراع في الشرق الأوسط، إثر تداعيات الحرب الإسرائيلية المستمرة على قطاع غزة، المستمرة للشهر السابع على التوالي. فما هي الانتظارات العربية من القمة؟
المحلل السياسي الدكتور خالد العزي يؤكد لـ"المركزية" ان "القمة تنعقد في وقت يعاني العرب في اكثر من 13 دولة من حروب اهلية ومذهبية سببتها الاحزاب المذهبية والتطلعات الاقليمية التي تسعى للسيطرة على المنطقة العربية لأنها تعتبر ان لا وجود لموقف عربي سيؤثر على سياساتهم في المنطقة ويُبعِد امتيازاتهم التي يسعون اليها للحصول على مكاسب"، معتبراً ان "هناك مشروعاً تركياً غير واضح المعالم بعد، ومشروعاً اسرائيلياً يتصارع من اجل تقديم اوراق اعتماده ويُفشِل كل المبادرات من اجل تحقيق سلام في المنطقة على قاعدة بناء الدولتين، ومشروعاً ايرانياً يستخدم الساحات العربية لزعزعة الدول والكيانات العربية من أجل استخدامها كأوراق تفاوض مع الولايات المتحدة الاميركية".
ويعتبر العزي ان "القمة ستثبت أن المنظومة العربية لا تزال موجودة، وأنها محمية بقرار عربي من خلال عرب الاعتدال المتمثلة في الدول الست (القمة السداسية) التي اجتمعت في الرياض الاسبوع الماضي وبلورت موقف الاعتدال العربي الداعي الى دولة فلسطينية، والرافض للتطرف الاسرائيلي والفلسطيني. ودعا المجتمعون لأن تتحول حركة "حماس" الى تنظيم فلسطيني تحت جناح منظمة التحرير الفلسطينية، وللمرة الاولى لم يدِنوها واعتبروها ضمن مشروع وطني لكن لم يمنحوها قيادة الشعب الفلسطيني. وأعطوا الدور الاساسي لقطر ومصر للتفاوض. وبالتالي، ستسعى هذه القمة لإعادة بلورة الموقف الفلسطيني المعتدل لجهة تطوير الاحزاب والقوى ضمن منظمة التحرير الفلسطينية والوقوف بوجه التصعيد الاسرائيلي ضد الفلسطينيين".
وبالنسبة الى لبنان، يعتبر ان "الدعوة وجهِّت الى رئيس الوزراء المستقيل الذي لا يستطيع جمع حكومته، ولن نتفاجأ بأنه سيكون داعي خير لتوجيه سهام العرب نحو فتح علاقات مجددة مع بشار الاسد بسبب مشكلة النزوح السوري والابتعاد الكلي عن نيل الدعم لمناقشة موضوع تغييب رئاسة الجمهورية. وبالتالي فإن الموقف اللبناني سيبقى ضمن الاسر الايراني الذي لا يعترف بالمشاكل الداخلية ويحاول فرض مشروعه بأن لا حل قبل انتهاء حرب غزة".
وفيما يتعلق بالاردن، يؤكد العزي "انها الدولة التي تحاول ايران استباحة سمائها من خلال الوقوف امام عمليات التهريب الكبرى للكبتاغون والسلاح من اجل السيطرة ودعم الحركات الاسلامية والعشائرية لضرب النظام الاردني ومحاولة اسقاطه بالقوة وفتح جبهة جديدة في الاردن ضد اسرائيل في محاولة لانتزاع وتعكير صفاء السلطة الفلسطينية في منطقة الضفة الغربية"، لافتاً الى ان "العرب يعون ذلك والاردن سيكون معززا ومدعوما لأنه الخاصرة الضعيفة في الخليج ولن يسمحوا لايران بالعبث بأمنها. والاردن لن يبقى مكتوف الايدي، حتى لو اضطر به الامر لخوض عملية واسعة قد تصل الى درعا والسويداء لحماية ارضه من عصابات الكبتاغون المدعومة من ايران والحرس الثوري والمخابرات السورية والفرقة الرابعة".
وحول دعوة الرئيس السوري بشار الاسد، يشير العزي الى ان أحداً لن يكترث لوجوده لأنه لم يفِ بوعوده، وبالتالي لن يكون له اي دور او موقف في هذه القمة".
ويرى ان "العرب سيتصدون في القمة أيضاً لخطر تقسيم السودان وهذه ازمة جديدة فتحتها روسيا بدعم قائد الجيش عبد الفتاح البرهان باعتباره السلطة الشرعية، على قاعدة ان العرب أطلقوا مبادرة مكة لحل الازمة سلمياً وقد تم إعطاء هذا الجيش فترة انتقالية من أجل تسليم قيادة البلاد والذهاب نحو انتخابات لكن السلطة العسكرية والوجود القوي للاخوان المسلمين يحاول السيطرة على الدولة ورفع يده عما تعهد به في السعودية، وتبين لاحقاً ان لا وجود للشرعية وانما للفصائل من اجل النفوذ وروسيا منخرطة في هذا العمل عبر مجموعات فاغنر التي تسرق الذهب من مناجم السودان ضمن اتفاق بينها وبين حكومة البشير الاخوانية".
ويضيف العزي: "ثمة أزمة فعلية أخرى سيتوقف امامها العرب في موريتانيا التي تتعرض لعمليات من الارهابيين على الحدود مع مالي، هذه الدولة التي خرج منها الاوروبيون واصبح يسيطر عليها الانقلابيون، وبالتالي ستواجه موريتانيا اكبر خطر من قبل العصابات الارهابية".
ويتابع: "وهناك مشكلة ارض الصومال التي لا يعترف احد بها، والتي وقعت مع إثيوبيا مذكرة تفاهم تستخدم إثيوبيا بمقتضاها أحد موانئها، وهذا يعني استباحة الفضاء الامني القومي الصومالي والعربي وهنا حدد العرب موقفهم ورفضوا هذه الاتفاقيات وسيعملون على منع التمدد. ويضاف إلى كل ما سبق أزمة سد النهضة الذي لم ينته وضعهِ ما بين مصر والسودان، بالاضافة الى ازمة الصحراء الغربية التي لا تزال الجزائر متعنتة بالدخول في حرب من اجل السماح للصحراويين بإقامة دويلة تتعهد بحمايتها ايران والتي اصبحت مناطق نزاع ونفوذ ايراني للدخول على شمال افريقيا والتوغل في مناطق اخرى".