المصدر: Kataeb.org
الكاتب: هنري خليل
الاثنين 10 حزيران 2024 15:43:01
غلب منطق حزب الله الثقافة اللبنانية، حيث باتت كل مجموعة ثقافية تريد تعميم "ما يعجبها" من ثقافة الحزب، من اراد ان يكون نوح زعيتر صغير يحتمي بالحزب او بأحد نواب دائرته القريبين من محور الممانعة.
اي موظف في ما تبقى من ادارات رسمية يريد راتبه في أخر الشهر دون ان يؤمن دوام العمل يطبق ما يطبقه زملائه من اتباع حركة امل. وكل من يريد ان يخلق لنفسه حجما يطبق ما يطبقه ابناء الرويسات والزعيترية.
ما نعيشه اقرب ما يكون الى عصفورية بلا دير صليب، وما نعيشه هو تعميم الاستثناء على حساب القاعدة تماما كسياسة نبيه بري النيابية. اما اخطر ما نعيشه هي ان تلك الثقافة بدأت تتغلغل ضمن المجتمع الذي لا يؤيد حزب الله، وفي كل استحقاق ينتفض بوجهه.
سياسة حزب الله من جهة ثانية، فكما اسس سرايا المقاومة من غالبية "زعران" القرى والازقة، فهو يؤسس اليوم حالة شعبية خارجة عن القانون لتطبيق النموذج الذي يتفاخر به في مناطقه معتمدا على شبكة وزراء حاليين وسابقين ونواب حاليين وسابقين في الاقضية والمحافظات التي لا وجود سياسي فاعل له فيها.
من هو رجل حزب الله الاول في المتن أليس الياس المر؟ ومن هو رجلهم في كسروان وجبيل اليس النائب فريد الخازن؟ واللائحة تطول وتطول وقد لا تنتهي. ومن واجبنا القاء الضوء عليها وشرح خطورتها.
ماذا مثلا لو اصبح كل لبنان كبلدة بريتال؟ وماذا لو اصبح كل تجار لبنان يدخلون بضائعهم بالطريقة التي يعتمدها حزب الله فأين تصبح مداخيل الجمارك؟ أليس هذا هو التسرب الجمركي الذي لطالما طالبنا بوقف مزاريبه؟
بالامس وقع اشكال في بلدة حراجل خلال سباق للدفع الرباعي، وعمد احد الاشخاص الى اطلاق النار وحتى الساعة لم يصدر اي بيان عن الاجهزة الامنية تؤكد توقيفه؟ وهنا نطرح السؤال هل هذا النموذج الذي يفترض تعميمه في كسروان ومن هي الجهة السياسية التي تدخلت لمنع توقيفه؟
المواجهة السياسية المفتوحة مع حزب الله لا تعتمد على الشكليات فقط بل تنغمس في ادق التفاصيل، خصوصا ان الحزب يضرب ادق تفاصيل الاختلاف الثقافي والاجتماعي والسياسي في مجتمعات اخصامه. متى كانت كسروان خارجة عن سلطة الدولة؟ ومتى كان ابناء كسروان لا يريدون الدولة؟
على المجتمعات اللبنانية بكل اطيافها والتي فعلا تريد مواجهة المشروع الايراني في لبنان ان تتصدى اولا لمشاريع الفتنة التي يزرعها الحزب في بيئاتهم، وان يحصنوا مجتمعاتهم ويبلغوا عن المخالفات ولا يترددوا في مواجهتها قبل ان تتحول الى مشاريع فتنة في بيئاتهم.