كفى استخفافًا بعقولنا!

أظهرت "عنتريات طريق المطار" المشهد المتشظي داخل قيادة حزب الله لدرجة أنه لم يعد ممكنًا التغاضي عن هذا التخبط العميق، هذه الحالة تظهّرت بأبهى حللها بعدما تبرّأ الحزب من المحتجين على منع الطائرة الإيرانية من الهبوط الذين هاجموا دورية اليونيفيل، فوصفتهم قناة "المنار" بالفوضويين وغير المنضبطين، ثم عاد ودعا الحزب نفسه لتنظيم تظاهرة على طريق المطار لإعلان موقفه السياسي من الحادثة.

ولكن في نظرة سريعة على المشهد العام، لا نواف سلام ولا وزير الاشغال ولا الحكومة الحالية ولا الجيش اللبناني وقّعوا على إتفاق وقف إطلاق النار بكل مندرجاته التي باتت معروفة والتي يأبى الحزب الالتزام لها، إنما حكومة نجيب ميقاتي و"الاخ الاكبر" المكلّف بالتفاوض بإسم الحزب مع الوسيط الاميركي آموس هوكشتاين آنذاك، وبالتالي من الاجدى كان التظاهر في مكان آخر غير طريق المطار.

لذلك وبالدرجة الاولى على حزب الله وأمينه العام الشيخ نعيم قاسم الاعتراف بالهزيمة وعدم المكابرة، لا تصويب البوصلة نحو الداخل لفرض معادلة جديدة بدلاً من التنازل ومواجهة جمهوره بالواقع الجديد.

وبعد احتلال أراضٍ لم تكن محتلة وبعد الدمار والموت نتيجة الحرب العبثية، كان من الاجدى الالتزام ببنود إتفاق وقف إطلاق النار التي وافق عليها الحزب وعدم ذرّ الرماد في العيون والدخول في لعبة أمنية خطيرة، والذهاب نحو إنطلاقة جديدة لعهد جديد يدًا بيد للوصول الى دولة لا تخضع لدويلة ولا توفر أي ذريعة للعدو مستقبلًا.