كميل شمعون: عون طوّل على الكرسي... والوالد على راسنا

... وعاد الرئيس كميل شمعون رئيساً لـ"حزب الوطنيين الأحرار" عبر حفيده كميل دوري شمعون الذي انتُخب رئيساً للحزب الأسبوع المنصرم خلفاً لوالده دوري، ويظهر جلياً أنّ ثمة مرحلة جديدة للحزب سينتهجها رئيسه الجديد، ليعيد تجديد شباب الوطنيين الأحرار والوهج الشمعوني.

في السوديكو، حيث المقر التاريخي للحزب، والذي شهد صولات وجولات سياسية وحزبية واجتماعات لقيادات وقوى 14 آذار، يتأهب هذا المقر لاستقبال "الريّس كميل" الذي أراد إبقاء الحرس القديم مع خلطة شبابية ضمن مجلس شيوخ استُحدث بعد تعديل النظام الداخلي لـ"الأحرار". والرئيس الجديد، كما فعل والده، سيقطع الطريق على الأخبار التي جرى تداولها في الآونة الأخيرة حول بيع مقر الحزب، وسط تأكيد أنّ "مقر السوديكو مش للبيع"، بل للنهوض والاستعداد لمرحلة جديدة ضمن قيادة شمعونية من المؤسس إلى النجل ومن ثم الحفيد.  

ماذا يقول الرئيس الجديد للحزب لـ"النهار" في أول إطلالة إعلامية له بعد انتخابه؟ عن العملية الانتخابية وما رافقها من لغط يؤكد شمعون انه "لم يكن هناك لغط، وقد كان من المفروض أن تحدث تلك الانتخابات منذ أكثر من ستة أشهر، إلا أنّها تأخرت لظروف وأسباب عدة، أبرزها جائحة كورونا، إضافةً إلى طعون قُدّمت من قِبل مجموعة كانت تريد إحداث خلل في الحزب، وفي ما بعد فتحنا مجال الترشيحات، وقد ترشح في وقتها أشخاص عدة لمناصب رئيس الحزب ونائب الرئيس وسائر المقاعد، وكانت عملية ديموقراطية بامتياز"، مضيفاً: "أول ما قلناه لكل المحازبين والمناصرين هو انّ باب الحزب مفتوح لكم ولمن يريد العمل جدياً في هذه الظروف وفي الأزمة الراهنة، ونحن مستعدون لأن نستوعب الجميع، ما عدا من جرّح بالحزب والمفتنين".

 وعن الخطة التي سيعتمدها الحزب داخلياً ووطنياً، يتابع شمعون: "لدينا خطة للنهوض بالحزب، بدأت بإدارة جديدة، حيث كوّنّا منذ أكثر من ستة أشهر إلى اليوم طقماً جديداً يتألف من مسؤولين جديين في عملهم يعملون ليل نهار، وقريباً سنعلن عن خطة إصلاحية للبلد من خلال بيان نتلوه في مؤتمر صحافي"، لافتاً إلى أنّ للحزب "إطلالة جديدة على الإعلام وورش عمل في جميع مناطق لبنان من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب، عبر إعادة تنشيط الفروع والمفوضيات، وهناك إقبال قوي، خصوصاً في ظل ترحُّم الناس على أيام الشمعونية والأحرار، وهذا الحزب يجب أن يعود إلى المراكز التي كان فيها سابقاً ويعود حزب القيادة، ونحن لا نقول في هذا الصدد إنّه على أيام "الريّس دوري" لم يحدث شيء، وإنّما الظروف كانت صعبة".

 وعن التحالفات التي سينسجها مع المكونات السياسية والحزبية، قال: "سنتحالف مع كل من يشبهنا ويفكّر مثلنا ومع السياديين الذين نتعاون معهم، إن كانوا من الثورة أو من خطنا السياسي، إذ لدينا مشروع إنقاذي للبنان هو فوق كل اعتبار، فأهمية الحزب ليست بأهمية الوطن، وهمّنا يُجسّد هموم كل مواطن لبناني، وسنحاول قدر الإمكان إصلاح هذا البلد وتوجيهه صوب الخير". أما عن العلاقات مع الفاعليات الشوفية فأشار إلى أنّ الحزب "على تواصل دائم مع كل الفاعليات الشوفية".

وبسؤاله عن علاقات الحزب العربية، باعتبار أنّ لعائلة شمعون صداقات تاريخية مع الأردن والمملكة العربية السعودية، أجاب شمعون: "سنتابع علاقاتنا العربية ونعزّزها، وسنحافظ على العلاقة العائلية التاريخية مع الأردن والمملكة العربية السعودية، ولبنان لا يجوز أن ينفصل عن أشقائه وهو عضو مؤسس في الجامعة العربية، وعلينا تمتين علاقاتنا معها ولا يعقل أن يقوم أحد بتخريبها، فذلك لا شك ضد مصلحة الوطن ومصلحتنا كلبنانيين".

 وهل هو مستعد لمحاورة "حزب الله"؟ يرد: "إذا حبّوا يغيروا ويفكروا متلنا ما عنا مشكلة. نحن نحترم الطائفة الشيعية الكريمة ولدينا فيها أفضل الصداقات وعلاقات تاريخية، ولكن من المؤكد أنّه إزاء تحالفات حزب الله الراهنة وسياساته، ليس هناك أي حديث للتلاقي، وبالتالي نحن ضد نهج الحزب وضد الحروب التي تسبّب الخراب للجميع، وما نتوق إليه هو السلام والازدهار".

وحيال موقفه من رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، بعدما سبق لوالده أن دعاه الى التنحي، قال: "أعتقد أن رئيس الجمهورية طوّل شوي عالكرسي".

أما عن موقع والده دوري، فيخلص شمعون الى القول: "الريس دوري على راسنا وما زال موجوداً وبكامل نشاطه، وقد أوجدنا مجلساً للشيوخ داخل الحزب من أجل جميع القدامى ليكون لهم دور استشاري لإدارة الحزب الجديدة".