كورونا ينتشر مجددا: خوف بمستشفى رزق واطمئنان بوزارة الصحة

يشهد لبنان موجة جديدة من فيروس كورونا، الذي عاد لينتشر عالمياً بعد تخطي المتحور الجديد المناعة المكتسبة سابقاً. وقد عممت مستشفى رزق على العاملين في جميع الأقسام اتخاذ الإجراءات الوقائية الصحية وارتداء قناع الوجه بعد تزايد عدد الإصابات بفيروس كورونا في المستشفى. وانتشر تسجيل صوتي لمسؤولة في المستشفى يشير إلى أن لبنان والعالم يشهد سرعة انتشار وارتفاع في عدد الإصابات بنحو أربعة أضعاف عما سبق ويوجد 17 حالة موجبة في المستشفى. وأكدت مصادر المستشفى صحة التسجيل ومضمونه لكن لا يوجد أي مخاوف إضافية.

الأبيض يتابع
وزير الصحة فراس الأبيض أكد لـ"المدن" أنه يتابع الوضع وأعداد الحالات ونسبة الفحوص الموجبة، ونسبة دخول المرضى إلى المستشفيات في لبنان. وذكّر أن وزارة الصحة عممت منذ أيام أن بعض وسائل الإعلام تتداول بأخبار غير دقيقة ومبالغ بها حول موجة جديدة من فيروس كورونا في لبنان، لافتة إلى أن لبنان يشهد مؤخرا ارتفاعا في الحالات ترافقت مع الموسم السياحي وازدياد اعداد الوافدين الى البلد. إلا أن الحالات المسجلة كانت بمعظمها حالات خفيفة لا تعاني من مضاعفات ولا تستدعي دخول المستشفى. فنسب اشغال أسرة المستشفيات والوفيات الناتجة عن المرض متدنية، (نسبة استعمال اسرة كوفيد في المستشفيات 5 بالمئة ونسبة الوفيات للأيام 14 الأخيرة 0.4  لكل مئة الف فرد). وذكّر الأبيض بأن رئيسة برنامج الترصد الوبائي في وزارة الصحة العامة الدكتورة ندى غصن صرّحت أن الوزارة تقوم بالفحوصات الجينية بشكل مستمر لتحديد متحورات كورونا الموجودة في لبنان، وذلك في المركز الوطني للأنفلونزا في مستشفى رفيق الحريري الجامعي. ولغاية الساعة لم تظهر هذه الفحوص وجود متحور EG5 المعروف بـ"إيريس".

وأكد أبيض أن هنالك نتائج فحوص جينية يُتوقع صدورها الأسبوع المقبل. وهو يتابع الوضع في الخارج ومع منظمة الصحة العالمية. وهنالك جهوزية ومتابعة حثيثة في الترصد، وسوف يطكلع الرأي العام على أي جديد. 
وتنصح وزارة الصحة المواطنين ابتاع الأساليب الوقائية من المرض، خاصة آداب السعال والعطس وغسل اليدين واستعمال الكمامة عند اللزوم، لا سيما لكبار السن ومن يعانون من امراض مزمنة.

لا مخاطر صحية من المتحور الجديد
مدير مركز أبحاث الأمراض الجرثوميّة في الجامعة الأميركيّة في بيروت، وعضو اللجنة الاستشارية العالمية لسلامة وتطوير اللقاحات في منظمة الصحة العالمية (لجنة عالمية مؤلفة من عشرة أشخاص لتقييم للقاحات الحديثة وابداء الرأي حولها) غسان دبيبو أكد لـ"المدن" أن لا مخاوف بأن تعود الأمور إلى ما كانت عليه في السابق. فالمجتمع بغالبيته بات محصنا سواء باللقاحات أو بالإصابات السابقة وباتت هناك مناعة مشكّلة. لكن الأشخاص الذين يعانون من ضعف بالمناعة أو لديهم مشاكل صحية معينة فإن إصابتهم بأي فيروس غير كورونا تحدث لهم مشاكل صحية. أما بما يتعلق بكورونا ولكونه ينتشر بسرعة تزيد المخاطر على هذه الفئة من المجتمع.

وشرح دبيبو أن العالم يشهد انتشار المتحور الجديد EG.5 وهو من سلالات المتحور أوميكرون، التي طغت عالمياً في السنتين الماضيتين. فقد نجح هذا المتحور في تخطي المناعة المجتمعية وبات ينتشر بسرعة كبيرة ليس في لبنان وحده بل في العالم. وما ساهم في انتشاره في لبنان تدفق اعداد كبيرة من السائحين وعودة الحياة إلى طبيعتها على مستوى الاختلاط واستعادة الأنشطة التقليدية.

وأضاف أن هذا المتحور يتميز عن هذه السلالات السابقة أنه يحتوي على طفرات كثيرة مكنته من تخطي المناعة التي تشكلت سابقاً سواء باللقاح أو بالإصابة بكورونا. فهذه طبيعة الفيروسات بشكل عام في أنها تتحور كي تبقى على تكاثرها عبر التهرب من جهاز المناعة.

ولفت دبيبو إلى أن هذا المتحور الجديد لا يختلف سريرياً عن أي من سلالات أوميكرون على مستوى الأعراض الصحية. فهو مثل باقي المتحورات يؤدي إلى أوجاع في الجسم والحنجرة والرأس وارتفاع الحرارة والرشح والسعال، وعند الأطفال قيء واسهال. لكن الأعراض الصحية للأشخاص المحصنين سابقاً باللقاح أو الإصابة خفيفة وعادية ومحدودة. فيما الأشخاص غير المحصنين أو المسنين والذين يعانون من مشاكل صحية تأتي أعراضهم قوية، وقد تستدعي الدخول إلى المستشفى.