قبيل مغادرتها لبنان، شدّدت وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا على وجوب احترام الاستحقاقات الدستورية وخاصة الاستحقاق الرئاسي وانتخاب رئيس جديد للجمهورية قبل انتهاء هذا الشهر، كون لبنان لم يعد يتحمّل أي فراغ في السلطة".

وفي تصريح من مطار رفيق الحريري الدولي، قالت كولونا: "انتخاب الرئيس اللبناني المقبل يعود إلى اللبنانيين وحدهم وعليهم اختيار رئيس يستطيع أن يرأس الشعب ويعمل مع اللاعبين الإقليميين والدوليين لتخطّي الأزمة الحالية لضمان استقرار وأمن وسلامة لبنان".

أضافت: "شجعت على ضرورة تشكيل حكومة تعمل لمصلحة لبنان وشعبه"، مؤكدّة خطورة أن يواجه اللبنانيون أي أزمة اقتصادية جديدة، وتابعت: "من غير المقبول أن يستمر الشعب اللبناني بتحمّل عواقب أزمة هو غير مسؤول عنها، ونحن ندعم هذا الشعب ونساعده طالما يُساعد نفسه".

وعن موضوع ترسيم الحدود، أكّدت كولونا أن فرنسا رحّبت بالاتفاق اللبناني الإسرائيلي حول الحدود البحرية، وقالت: "نحيّي الاتفاق التاريخي الذي عقده لبنان مع إسرائيل في موضوع ترسيم الحدود البحرية"، مشيرةً الى انه لن يحلّ مكان الإصلاحات التي تبقى أولوية، ومشددةً على وجوب تطبيق الاتفاق مع البنك الدولي لأنه الخيار الوحيد لإرسال رسالة ثقة إلى المستثمرين والإتيان بالتمويل الذي يحتاج إليه لبنان.

وعن تحقيقات انفجار مرفأ بيروت، قالت: "ينتظر اللبنانيون العدالة والتحقيق الشفاف بعيداً عن التدخل السياسي بعد عامين من انفجار المرفأ".

عون

وكانت قد أوضحت خلال لقائها رئيس الجمهورية ميشال عون ان الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون طلب منها نقل تهانيه لانتهاء مفاوضات ترسيم الحدود البحرية الجنوبية، وتمنياته الازدهار للبنان وشعبه، والتشديد على الصداقة التي تربط البلدين والشعبين، مشيرة الى ان الرئيس الفرنسي يسعى لدى كل الدول الصديقة لمساعدة لبنان. ولفتت الى انه بعد انتهاء مفاوضات الترسيم، باتت زيارتها الى لبنان تدور في أجواء اكثر إيجابية، وبعد موافقة لبنان ستبدأ شركة "توتال" عملها في الكشف والتأكد من نوعية النفط الموجود، وان الأمور ستسير على الطريق الصحيح.

وفيما اكدت الوزيرة كولونا تمسك بلادها بصداقتها مع لبنان، خصوصاً في الأوقات الصعبة، تمنت ان يتمكن اللبنانيون من تجاوز الظروف الصعبة التي يمر بها لبنان، وانتخاب رئيس جديد للجمهورية وإقرار الإصلاحات الضرورية للنهوض الاقتصادي.

واشادت الوزيرة كولونا بمواقف الرئيس عون خلال مسيرته الطويلة، معتبرة ان اجراء الإصلاحات اللازمة واحترام المواعيد الدستورية سيكون بمثابة رسالة إيجابية للدول التي تعاني بدورها من أزمات باتت معروفة، كي تبدأ في المبادرة للمساعدة. وشددت على دور مجلس النواب في إقرار القوانين الإصلاحية اللازمة .

وفي اطار جولتها التقت رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي.