المصدر: وكالة الأنباء المركزية
الأحد 25 تموز 2021 14:27:51
نعم. لم يعد الكلام سرا...لبنان دولة فاشلة بشهادة شعب يعيش على المساعدات والتسول أو على أبواب السفارات. ودول تراقب بذهول منظومة حاكمة تتفرّج على مؤسسات وقطاعات وبنى تحتية تنهاروكأن لا حياء ولا حياة لمن تنادي. بالتوازي ينشط الحراك الدولي لإنقاذ ما تبقى من مقومات دولة إما من خلال وضع لبنان تحت الفصل 13 من شرعة الأمم المتحدة والبنك الدولي لانقاذه من الانهيار.فهل يطرح ملف لبنان بكل ابعاده وخطورته أمام مجلس الامن في حال انهار واتجه الى الزوال كما قال وزير الخارجية الفرنسية جان ايف لودريان والعمل لانقاذ السلم الدولي والاقليمي؟ وماذا يعني وضع لبنان تحت الوصاية الأممية.
السفير هشام حمدان رفض توصيف لبنان بالدولة الفاشلة وقال لـ"المركزية":"على العكس لبنان نموذج الدولة والشعب المقاوم للاحتلال الخارجي المباشر وغير المباشر والتدخلات الخارجية القائمة على حسابه. وعندما بدأ شعب لبنان يرفع الصوت ضد الوصاية السورية بدأت المعاناة، وهو يدفع ثمن عناده طلبا للحرية والاستقلال والسيادة".
الوصاية الأممية لا تطبق على الدول التي تتمتع بالسيادة، فهل ينطبق ذلك على لبنان؟ يرفض السفير حمدان اي شعار او قول لوضع لبنان تحت الفصل الثالث عشر من ميثاق الامم المتحدة، ويقول" لبنان ليس بحاجة مطلقا الى وصاية بل الى تنفيذ الامم المتحدة موجباتها نحو بلدٍ مؤسس لها. وقد حددت قراراتها هذه الموجبات بوضوح وهي: تفعيل اتفاقية الهدنة الصادرة في العام ١٩٤٩ مما يعني تطبيق الفصل السابع من الميثاق ليس ضد حزب الله ومن يستخدم الاراضي اللبنانية في حروب ضد إسرائيل فحسب، بل ايضا في وجه إسرائيل ومن يستخدم اراضيها اذا حاولوا استخدامها في حروبهم ضد الاخرين". وطالب "بضمان حيادنا لكي نبعث برسالة مفادها اننا لن نشكل خطرا امنيا على احد، وتنفيذ القرار ١٧٠١ الذي يؤكد على اتفاق الهدنة والقرار ١٥٥٩ و١٦٨٠. وهذا يعني تمدد انتشار القوات الدولية على كل الحدود اللبنانية مع سوريا لمنع اي تدخل من سوريا في شؤوننا فالنظام السوري الحالي يشكل حالة عداء للبنان لا تقل خطرا عن العداء الاسرائيلي".
وأوضح السفير حمدان أن "لبنان ليس بلدا طارئا على المجتمع الدولي. فهوعضو مؤسس في الامم المتحدة، وقد ساهم بشكل فعال في تطوير القانون الدولي ونظام العلاقات الدولية، كما شارك في صياغة اعلان حقوق الانسان وشرعة المحكمة الجنائية الدولية، ومواطنه القاضي جوزيف عقل عضو المحكمة الدولية لقانون البحار". وسأل "كيف لوطن لديه تاريخ عريق وطويل من الحضور الدولي أن يتحول الى دولة فاشلة؟ هذا القول ينال من كرامتنا الوطنية وتاريخنا ويحرمنا حقوقنا المحمية في ميثاق الامم المتحدة والقانون الدولي والقرارات الدولية".
التركيز على مساعدة الجيش اللبناني ودعمه لوجستيا ومعنويا من الثوابت التي تطبقها الولايات المتحدة ودول أوروبية وفي هذا السياق طالب السفير حمدان" الأمم المتحدة في مساعدة الجيش اللبناني لضمان الامن الداخلي. وفي حال فشل الجيش في جمع السلاح من الميليشيات فمن الضروري دعمه بكل الوسائل العسكرية المناسبة لهذا الغرض." وأكد ضرورة" مساعدة لبنان لانجاز انتخابات حرة واطلاق الالية السياسية لتطبيق كامل بنود اتفاق الطائف كما ورد في القرار 1701."
"فكرة الوصاية غير مقبولة امميا وقد انتهت تماما"، واستطرادا كشف السفير حمدان "هناك جهل عام في الشارع اللبناني بما في ذلك بين المفكرين فيه، للتطورات الدولية التي حصلت بعد العام ١٩٩٠. وقد كان نقاش في الجمعية العامة لالغاء مجلس الوصاية. فكل الدول التي كانت تخضع للوصاية حصلت على استقلالها، باستثناء ثلاث جزر صغيرة في الكاريبي، وهناك اتجاه لمنحها الاستقلال".
وختم " بعد العام ١٩٩٠، والتحول الدولي الذي طرأ في حينه، برز مفهوم بناء السلم بعد النزاع . فقد طلبت قمة مجلس الامن من الامين العام بطرس غالي، وضع مفكرة حول العناصر الضرورية لحفظ الأمن والسلم الدوليين وضمّن في ملحقها فكرة بناء السلم بعد النزاع. إذ كانت هناك عدة دول مثل لبنان، عانت وتعاني من الحروب والازمات، وتحتاج الى مساعدة المجتمع الدولي. اذا هناك خلط بين مطلبي الوصاية وبناء السلم بعد النزاع. وثمة برنامج تحت هذا العنوان في لبنان، يشرف عليه الممثل الشخصي للامين العام في لبنان، د. نجاة رشدي لكنه بحاجة للتطوير لا اكثر".