المصدر: وكالة الأنباء المركزية
الكاتب: لارا يزبك
الخميس 11 كانون الثاني 2024 15:17:50
رسم رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، منذ ايام، علامات استفهام حول عملية اغتيال القيادي في حماس صالح العاروري لافتا الى ان "حزب الله" كان يؤمّن عناصر حماية لنائب رئيس حركة حماس منذ تواجده في لبنان، مع الاشارة الى ان الاستهداف تم في منطقة لـ"حزب الله" بامتياز". واذ سأل: كيف يحصل هذا الاستهداف الاسرائيلي من دون ان يسقط اي عنصر من عناصر الحزب، قال "ثمة سؤال آخر في هذا السياق: هل هناك تواصل او اتفاق بين "الحزب" او ايران من جهة، والولايات المتحدة الاميركية من جهة آخرى، غير المفاوضات التي تُجرى في عمان، سهّل مثلا تصفية العاروري من دون ان يتأذى خلال هذه الضربة اي من مسؤولي الحزب؟ وعلاماتُ الاستفهام نفسها رسمها امس ايضا النائب وضاح الصادق.
بحسب ما تقول مصادر سياسية معارضة لـ"المركزية"، فإن هذه الاسئلة مشروعة ولا يمكن القفز فوقها. العملية هذه، المعطوفة الى سلسلة اغتيالات ينفّذها الجيش الاسرائيلي لقيادات الحزب، اشتدت وتيرتها في الايام الماضية، تدل على ان ثمة خرقا كبيرا لبيئة الحزب الشعبية والاهلية، بحيث تغلغل فيها العملاء القادرون على ان يعطوا معلومات دقيقة للعدو عن اهدافه.
واذ تشير الى ان لا بد من التوقف هنا عند تهم العمالة التي يوجهها الحزب الى خصومه، تعتبر المصادر ان ما حصل في الضاحية الجنوبية لجهة تصفية العاروري، يعيد تسليط الضوء على العلاقات بين اذرع المحور الممانعة. هي يفترض ان تكون علاقة تحالف وتعاون وتنسيق غير ان المعطيات على الارض تدل على عكس ذلك.
في سوريا مثلا، تمكن الاسرائيليون ايضا من قتل المسؤول في حماس حسن عكاشة منذ ايام قليلة. اما قبل اسابيع، فتم اغتيال القيادي في الحرس الثوري الايراني رضي موسوي ايضا في سوريا. منذ سنوات، تمت تصفية القياديين الكبار في حزب الله عماد مغنية وسمير القنطار على الاراضي السورية ايضا، في عمليات استهدفتهما بالمباشر، يقف وراءها الكيان العبري.
الا تدل كل هذه المعطيات، على ان دمشق تسهّل او تقوم بـ"قبة باط" للعدو الصهيوني المفترض، كي يصفي هذه القيادات؟ واكثر الا تثير هذه الضربات الدقيقة كلها، المتنقلة بين الجنوب وسوريا، على ان ثمة غدرا بين "الاذرع" الممانعة بحيث "تبيع وتشتري" على حساب دماء مَن يُقتلون، على طاولة اللاعبين الدوليين الكبار؟! ام ان كل هذه الاغتيالات محض صدفة، قامت بها تل ابيب منفردة من دون اي تعاونٍ مِن الداخل؟