المصدر: الجمهورية
الخميس 8 تشرين الأول 2020 08:49:43
يرجح معنيون بملف التأليف عبر الجمهورية بأنّ الاستشارات النيابية مع استمرار هذا الخواء غير الممكن ملؤه في االاسبوع الفاصل عن موعدها، سترحّل حتما الى موعد آخر. هذا مع لفت الانتباه الى سبب آخر للتأجيل، يتبدّى في أنّ مجموعة كتل نيابية قد تقابل دعوة الرئيس الى الاستشارات برفض المشاركة فيها.
وبحسب هؤلاء المعنيين، فإنّ مبادرة رئيس الجمهورية الى الدعوة للاستشارات، تأتي فقط من باب ممارسة رئيس الجمهوريّة لصلاحياته الدستورية، لوضع الاطراف امام مسؤولياتهم، وفي محاولة منه لتحريك مياه التكليف الراكدة الى أجل غير معلوم.
وفيما تردّدت معلومات عن إمكان حصول تواصل بين رئيس الجمهورية والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، لعلّ هذه الاستشارات الملزمة تُرفد بجهود فرنسية لإنجاز التكليف الخميس المقبل، الّا أنّ مصادر معنية بهذه الاستشارات أكّدت لـ«الجمهورية»، أن «لا رابط بين الدعوة اليها وبين المبادرة الفرنسية، وكلّ ما يُقال عن نصائح فرنسية وراء هذه الدعوة ليس واقعياً، وخصوصاً انّه لا بوادر حتى الآن لخروج هذه المبادرة من التعثر الذي اصطدمت به».
الى ذلك اعتبرت مصادر واسعة الإطلاع لـ"الجمهورية" أنّ "نقطة ضعف المشاورات الأساسية، هي عدم وجود مرشحين جدّيين حتى الآن. فبعض الأسماء تُثار في الصالونات السياسية، ولكن من دون مقاربة جدّية لها، وخصوصاً أنّ بعضها بدأ يتحرّك فقط، وبحذر، ليسجّل حضوره في الإستحقاق الحكومي الآن، لعلّه يتلقّى ضربة حظ تنقله الى رئاسة الحكومة".
ولاحظت المصادر، أنّ الرئيس نجيب ميقاتي، لم يعلن صراحة ترشيحه لرئاسة الحكومة، كما لم يقم بأي حركة إتصالات أو مشاورات في هذا السبيل، ومع ذلك هو وحده، حتى الآن، الذي أُحيط حضوره بجدّية، ولكن ليس بصورة نهائية وحاسمة.
وفيما لم يؤكد ميقاتي ما قيل عن أنّه بدأ يتمايز عن نادي رؤساء الحكومات السابقين الذي هو عضو فيه، ممهّداً لذلك بالطرح الذي قدّمه واعتبره مخرجاً يقوم على تشكيل حكومة تكنوسياسية، لم يصدر عن النادي المذكور ما يؤكّد ذلك أيضاً.
وربطاً بما تقدّم، قال مرجع مسؤول لـ«الجمهورية»: «إنّ الاولوية في هذا الاستحقاق هي للتوافق على حكومة رئيساً ووزراء وخطة عمل، ولا قبول لدى اي طرف، وخصوصاً في الأكثرية النيابية، بتسمية رئيس مكلّف من طرف واحد، ولا بتشكيل حكومة صدام من لون واحد، ربما هذا هو المطلوب من قِبل بعض الاطراف، لكن هذا الأمر مرفوض ولن يتحقّق على الاطلاق. صحيح انّ ثمّة تجارب سابقة قد حصلت، ولكنّها كانت كلّها فاشلة، ودفع البلد ثمنها بتعميق الانقسام بين مكوناته. هذا درس تعلّمناه، وبالتالي يستحيل أن يتكرّر هذا الأمر، ونسقط في مثل هذه التجارب من جديد».