المصدر: الوكالة المركزية
الكاتب: يوسف فارس
الأربعاء 4 أيلول 2024 14:51:06
يلتقي المتابعون لتطورات الميدان والمستجدات العسكرية على ان الجبهة الجنوبية باتت جزءا من حرب غزة والصراع في المنطقة بين المحورين الاميركي – الاسرائيلي الغربي والمحور الايراني – العراقي – السوري – الفلسطيني – اليمني وحزب الله في لبنان. وبالتالي لا حل للوضع في الجنوب قبل ابرام اتفاق للحرب الدائرة في غزة . هذا ما اقتنع به الاميركيون والاسرائيليون ايضا . ما يعني ان التصعيد سيبقى سيد الموقف على الجبهة الجنوبية . وكذلك في المنطقة حتى الانتخابات الاميركية المقبلة وتأتي ادارة اميركية جديدة ربما تعدل في ادارة الحرب في غزة او تكون اكثر تشددا. لكن المنطقة حتى ذلك الحين ستقف على حافة الحرب لاسيما ان لا مصلحة للادارة الاميركية الحالية باندلاع الحرب الشاملة في المنطقة قبيل شهرين من الانتخابات الرئاسية . في المقابل لا مصلحة اميركية ايضا بالضغط على رئيس حكومة اسرائيل بنيامين نتنياهو لوقف الحرب لضرورات انتخابية بل اقصى ما يمكن ان تقوم به الادارة الحالية هو لجم نتنياهو من شن عدوان شامل على لبنان لانه سيؤدي الى حرب شاملة في ظل استعداد جبهات عدة للدخول في هذه الحرب اذا وقعت .
النائب السابق مصطفى علوش يؤكد لـ "المركزية " ان لبنان لطالما كان ولا يزال منخرطا في صراع المحاور من العام 1958 وخلاف عبد الناصر مع الغرب .من ثم ايام الحرب الباردة بين الاتحاد السوفياتي روسيا راهنا واميركا .واليوم بين المحورين الايراني والاميركي الذي بلغ الخلاف حولهما اشده كما في السنين السابقة التي شهد لبنان ابّانها هزات امنية داخلية كانت تنتهي بالعودة الى الدولة كسلطة وحيدة قائمة. لا سلاح على الارض الا بيدها وحدها . العودة اليوم الى هذا الواقع تتطلب قناعة شيعية بعدم وجود تهديد وجودي لهذا المكون من اي مصدر داخلي او خارجي ليتخلى عن سلاحه المستقوي به والضامن لبقائه في رأيه . القول ان حزب الله هو وحده القلق هنا غير صحيح بدليل تأييد الاكثرية الشيعية له .
وعن دعوة البعض الى الحياد قال الموضوع يستوجب قناعة داخلية واعتراف دولي والاثنان غير متوفرين . ما دامت اسرئليل على حدودنا ونكن لها العداء فذلك يفترض وجود السلاح بين ايدي البعض ويتعارض مع مبدأ الحياد .لذلك لا حل الا بالعودة الى الدولة والتزام مبادئ وقرارات الجامعة العربية ووقف التبعية لايران المطلوب هزيمتها اقليميا او دوليا للحد من تدخلها في شؤون الدول الاخرى وتصدير مفهومها الثوري اليها .