تعددت أسماء التطبيقات والهدف واحد: إغراء الناس بالربح السريع للدولار ومن ثم نهب أموالهم. فلم يكن ينقص اللبنانيين الذين إحتَجَزت المصارف أموالهم وجنى عمرهم، أن يقعوا ضحية تطبيقات إحتيالية تنهب منهم "الفريش"، حيث توقفت منصة "Binancesfund" عن الدفع فحلّت الكارثة التي أدّت إلى خسارة المستثمرين ملايين الدولارات.

Binancesfund هو موقع الكتروني يدّعي العمل بالعملات الرقمية، وتعدين البيتكوين والبلوكشين وأن الاستثمار لديه يدير ارباحاً تصل الى 3.6٪؜ يومياً على المودع.

أدوار هندي، الخبير في التحوّل الرقمي يكشف في حديث لموقع Kataeb.org أن عملية الإحتيال التي حصلت ليست الأولى من نوعها ولن تكون الأخيرة، وقال "الواضح أن Binancesfund هو تطبيق إحتيالي يستخدم إسم تطبيق Binance الشهير والذي يُعتبر من أكبر شركات العملات الرقمية في العالم من أجل جذب المستثمرين، ولدى الاطلاع على موقع Binancesfund نلاحظ أنهم يمنحون فوائد عالية جداً تصل إلى أكثر من 3% وهو أمر مستحيل، ما يدلّ على ان هذا التطبيق هو عملية إحتيال."

وشّبه هندي هذا التطبيق بالمصارف اللبنانية التي أغرت اللبنانيين لتوظيفهم أموالهم وأعطتهم فؤائد عالية جداً وصلت إلى أكثر من 10%، فهدف شركات الاحتيال جذب رؤوس المال ومن هذه الأموال الجديدة يتم تسديد الفوائد للمستثمرين السابقين إلى أن وصلوا في يوم راكموا فيه أرباحاً بقيمة 300 مليون دولار وقرروا بالتالي إختلاس هذه الأموال، وهذه عملية إحتيال نموذجية تتكرر في العالم.

وإعتبر أن المشكلة في لبنان أن أموال اللبنانيين عالقة في المصارف فيقوم العديد منهم بسحبها وفق الـ3900 ليرة وتحويلها إلى الدولار، وهناك شركات أو وسطاء يأخذون منهم الدولار بحجة توظيفها بالعملات الرقمية، كما هناك خدمات كثيرة من هذا النوع باتت ناشطة في لبنان في خلال السنتين الأخيرتين بعد الأزمة التي حلّت بالقطاع المصرفي. وتابع "كما أن اللبنانيين يستفيدون بهذه الطريقة من خلال تهريب أموالهم من المصارف وتوظيفها في شركات رقمية عالمية مثل Bitcoin وEther".  وأكد هندي أن هذه الأعمال شرعية، في المقابل تأخذ الشركات الاحتيالية أموال الناس وتعدهم بتوظيفها والحصول على أرباح تتراوح بين 1 و3% يومياً وهذا أمر مستحيل ويدلّ فوراً على أن العملية إحتيالية، لكن الأشخاص الذين لا يملكون خبرة طمعوا ووظّفوا أموالهم في هذا التطبيق.

وأردف "الأشخاص العاديون لا يمكن أن يتعاملوا مع شركات مماثلة إلا من خلال وسطاء في لبنان يروّجون لها مقابل حصولهم على عمولات".

وشدد هندي على أن لبنان بات بلداً يعتمد على الاقتصاد النقدي، والقطاع المصرفي والمالي قد ضُرب في السنتين الأخيرتين، والناس التي خسرت أموالها تحاول التعويض عن خسائرها بشتى الطرق، وهذا تأثير مباشر لانهيار نظامنا المصرفي، والأطراف الملامة هي المصارف، المصرف المركزي والطبقة السياسية لأنهم أوصلونا إلى ما وصلنا إليه اليوم، فيما لو كنا في بلد طبيعي لا تمرّ هكذا عمليات إحتيال بسهولة.

وقال "بسبب فساد الطبقة السياسية والقطاع المصرفي إضطر بعض اللبنانيين للسعي نحو عوائد عالية فوقعوا ضحية شركات إحتيالية مثل Binancesfund التي يسهّل أعمالها لبنانيون على الارض، وقد قررت الشركة في يوم أن الأرباح التي حققتها تكفيها فهربت بها".

وقدّم هندي نصائح لكل شخص يريد الاستثمار بالعملة الرقمية، قائلاً "لا توظّفوا اموالكم في أعمال لستم مطلعين عليها، إقرأوا جيداً وتعلّموا واسألوا الأشخاص المختصين وقوموا بتوظيف أموالكم مباشرة عبر بتكوين أو Ether، وهما العملتان الرقميتان الأكبر والأكثر أماناً، لا توظّفوا أموالكم في شركات تعدكم بفوائد عالية لكن في الحقيقة هم يكذبون عليكم، كما أن هناك وسطاء شرعيين يأخذون منكم الدولار ويعطونكم مقابلها عملة اسمها Tether وهي تعادل الدولار الرقمي (1Tether=1$) وتعتبر عملة مستقّرة، ويمكن لاحقاً سحب هذه الاموال نقداً أو استصدار بطاقة مصرفية، وكأن هذه الاموال موجودة في مصرف أجنبي .