لبنان تحت المجهر الأميركي

يقبع لبنان حالياً تحت مجهر الولايات المتحدة الاميركية والمجتمع العربي والدولي، للتأكد من قيامه الالتزام بتنفيذ قرار مجلس الوزراء بحصر السلاح بيد الدولة وحدها بمافيها سلاح حزب الله في كل المناطق اللبنانية، وبسط سيطرة الدولة على كل الاراضي اللبنانية، بما فيها مناطق نفوذ حزب الله التقليدية، واستكمال الاصلاحات الادارية والمالية المطلوبة، كشرط اساسي لمد يد المساعدة والدعم الخارجي، لحل الازمة المالية، وتقديم القروض والمساعدات المالية لتمكينه من اعادة اعمار المناطق المدمرة، جراء مغامرة حرب «الاسناد» التي شنّها حزب الله ضد اسرائيل قبل ما يقارب العامين، في الوقت الذي يبدي الحزب مدعوماً من ايران معارضة علنية، لقرارات الحكومة لنزع سلاحه، ويهدد في بعض الاحيان برفض التعاون مع الدولة، حتى في منطقة جنوب الليطاني،التي كان وافق وتعاون مع الجيش اللبناني لتنفيذ متطلبات اتفاق وقف الاعمال العدائية والقرار١٧٠١، نهاية شهر تشرين الثاني الماضي. 
 
تبدو الدولة مصممة على تنفيذ قرارات مجلس الوزراء بخصوص نزع السلاح غير الشرعي من كل الاراضي اللبنانية، استنادا لخطاب القسم الرئاسي والبيان الوزاري للحكومة التي يشارك فيها الحزب بوزيرين، ولو بدون جلبة سياسية او ضجيج اعلامي، تفادياً لتأزم سياسي، وهي لن تتراجع عن قراراتها بهذا الشأن، بالرغم من كل الصعوبات والتعقيدات القائمة، لان مطلب نزع السلاح، هو مطلب معظم اللبنانيين، قبل ان يكون مطلب واشنطن والخارج ، ولأن أي انكفاء يُضعف صدقية الدولة وثقة الناس فيها، ويؤدي الى ضرب مسيرة انقاذ لبنان والنهوض به .  
 
ولكن اصرار الادارة الاميركية والخارج على الدولة اللبنانية تنفيذ متطلبات بسط سيطرتها على اراضيها وتنفيذ قرارات مجلس الوزراء بنزع السلاح غير الشرعي، وتمكينها من القيام بحفظ الامن والاستقرار حتى الحدود الدولية، يتطلب بالمقابل قيام الولايات المتحدة الاميركية بتنفيذ الضمانات التي تعهدت بها خلال التوسط لوقف الاعمال العدائية، واثناء الزيارات التي قام بها الموفد الاميركي توم براك الى لبنان، للضغط على اسرائيل للقيام بانسحاب من المواقع الاستراتيجية التي تحتلها في جنوب لبنان ووقف كافة الاعمال العدائية، بموجب القرار١٧٠١ من جانبها، وهذا لم يحصل حتى اليوم، بالرغم من الوعود والتعهدات الاميريكية والفرنسية وغيرها بهذا الخصوص.
 
استمرار وضع لبنان كما هو حاليا لوقت طويل، من دون حصول تقدم لانهاء الاحتلال ووقف الاعتداءات الاسرائيلية بكل اشكالها، وتسريع عملية اعادة الاعمار جنوباً، واعادة المواطنين الى منازلهم وقراهم، يعقّدُ مهمة الدولة بتثبيت الامن والاستقرار جنوباً، ويعطي ذريعة لحزب الله لزيادة اعتراضه ورفضه لقرار نزع سلاحه الايراني.