لبنان كان يغطي أخطبوط الحزب: واقع انقلب رأسا على عقب اليوم!

 كشف الناطق الرسمي باسم الحكومة الأردنية محمد المومني الثلثاء تفاصيل إحباط دائرة المخابرات العامة مخططات كانت تهدف إلى المساس بالأمن الوطني وإثارة الفوضى داخل المملكة وألقت القبض على جميع الضالعين بتلك النشاطات التي تابعتها الدائرة منذ العام 2021. وافادت معلومات اردنية بأن "محرك الخلية رتّب لعنصرين من خلية تصنيع الأسلحة (عبدالله هشام ومعاذ الغانم) زيارات إلى لبنان كانت تهدف إلى الربط بالمسؤول التنظيمي في بيروت من أجل التخطيط والتدريب على تنفيذ المخطط، بينما أسندت مهمة نقل الأموال من الخارج إلى العنصر الثالث (محسن الغانم)".

على الاثر،  أجرى رئيس مجلس الوزراء نواف سلام اتصالاً هاتفياً برئيس الوزراء الاردني حسان جعفر، معرباً عن "تضامن لبنان الكامل مع الاردن في مواجهة أي مخططات للنيل من أمنها واستقرارها". وأبدى سلام كل "الاستعداد للتعاون مع السلطات الأردنية بما يلزم بالنسبة للمعلومات التي تحدثت عن تلقي بعض المتورطين بهذه المخططات تدريباتهم في لبنان"، مؤكدا أن "لبنان يرفض أن يكون مقراً أو منطلقاً لأي عمل من شأنه تهديد أمن اي من الدول الشقيقة او الصديقة".

هذا في الاردن. اما في اوروبا، فنشرت صحيفة "لوفيغارو" تقريرا مطلع الاسبوع تناول عملية أمنية شاركت فيها أجهزة استخبارات وشرطة من فرنسا وإسبانيا وألمانيا والمملكة المتحدة، أدت إلى تفكيك شبكة دعم لوجستي تابعة لـ"حزب الله". واستمرت هذه العملية منذ صيف عام 2024 وحتى نيسان 2025، حيث كشفت التحقيقات أن الشبكة كانت تعمل على شراء معدات تُستخدم في تصنيع الطائرات المسيّرة. كما افيد في الساعات الماضية عن توقيف ألماني تلقى تدريبات مع حزب الله في لبنان.

على الصعيد المحلي، العمل جار رسميا ليسلم حزب الله وكافة الفصائل المسحلة وأهمها الفصائل الفلسطينية سلاحهما. وبحسب ما تقول مصادر سيادية لـ"المركزية"، بعد ان استقوى "الحزب" بهذا السلاح ليدير البلاد على هواه ورعاية اي سلاح غير شرعي (ومنه سلاح حماس الذي يبدو دربت خلية الاردن واطلقت صواريخ من الجنوب اللبناني نحو اسرائيل منذ ايام قليلة) ولترويع معارضيه وهزّ السلم الاهلي كما فعل في ٧ ايار ٢٠٠٨، واستخدمه لفتح الحروب هنا وهناك كلما طلب الولي الفقيه ذلك، انقلب هذا المشهد القاتم رأسا على عقب، بعد حرب الاسناد وانتخاب جوزيف عون رئيسا للجمهورية، وبلغت ورقة سلاح الحزب خواتيمها ويُفترض ان يتم انهاؤها عام ٢٠٢٥ كما قال الرئيس عون.

اما دوليا، فـ"أخطبوط" الحزب المنتشر في كل دول العالم من الشرق الى الغرب مرورا بأوروبا، حيث طلبت منه طوال العقود الماضية الجمهوريةُ الإسلامية ان يكون، لدعم هذا النظام او مواجهة  ذاك والانتقام منه، فمطاردتُه من قِبل العواصم الكبرى تحصل منذ سنوات، وهي تتواصل اليوم وبشكل فعال اكثر خاصة لان الحزب وكل محور الممانعة ضعفا وأنهكا بعد خسارتهما الحرب مع إسرائيل عقب طوفان الاقصى.

واذا كان لبنان الرسمي في الفترة الماضية، غطى الحزب وما يفعله من حول العالم ما أبعَد كلَ اصدقاء لبنان عنه، فإن هذا الواقع تغير 180 درجة اليوم.  فبتعاون بين الدولة اللبنانية والاسرة الدولية هذه المرة، وبتواصلٍ وتنسيق بينهما، سيتم العمل لردع الحزب عسكريا وإفهامه ان زمن السلاح وزعزعة علاقات لبنان مع الخارج وزمن تحويل لبنان ساحة لكل فصائل "المحور الايراني"، انتهى، وأن ساعة تحوله حزبا سياسيا أعزل، دقت، تختم المصادر.