لبنان v/s كورونا...يجب عزل البلد ككل

وهل دخل لبنان مرحلة جديدة في التعاطي مع "كورونا" تسجيل أول حالة وفاة بفيروس كورونا للمصاب القادم من مصر، وهو يبلغ من العمر عمره 56 سنة؟ اشار وزير الصحة السابق الدكتور محمد جواد خليفة الى ان الوفاة لا علاقة لها بتفشي الوباء، بل تتعلق بمضاعفات قد تصيب اي مريض، موضحا ان حالات الوفاة جراء الاصابة بفيروس كورونا تتراوح بين 3 و4 % من عدد الحالات المسجلة، مع العلم انه لا يوجد احصاء تام للحالات المسجلة في كافة الدول.

الارقام

وفي حديث الى وكالة "أخبار اليوم"، اعتبر خليفة ان الارقام المعلنة في لبنان هي للحالات التي تجري الفحوصات المخبرية في مستشفى رفيق الحريري الحكومي، لكن على اي حال وفي اية دولة كلما زادت نسبة الفحوصات كلما زادت امكانية تسجيل الاصابات. واشار الى ان الاحصاءات العالمية، توضح ان الوفاة تصيب الحالات التي يتم تأخير تشخيصها او المتقدمين في السن او الذين يعانون من مشاكل صحية كارتفاع في الضغط والسكري وامراض سرطانية او مزمنة...

وماذا عن غرف العزل او اجهزة التنفّس، وما اذا كانت كافية في لبنان، قال خليفة: المشكلة في أعداد الغرف والقدرة الاستيعابية، مشيرا الى ان ما حصل في ميلانو في ايطاليا هو نقص في الاجهزة، حيث اختار الاطباء بين حالات عدة وفقا للسن والخطورة ومن لديه فرصة اكبر للنجاة، مشددا على ان الجهوزية في لبنان يجب ان تكون عالية جدا.

دورة الانتشار

وقال: دورة  cycle  المرض في الصين سبق باقي الدول الاوروبية والاميركية، وبالتالي يجب علينا اخذ العبرة منها، وهذه الدورة تبدأ من تفشي المرض ومعالجته، وانطلقت الصين في ذلك من عزل مدينة ووهان واقفال مقاطعات... فتوصّلت الى استقرار عدد الاصابات والوفيات وصولا الى انخفاضها بشكل تدريجي، ونفس هذه الدورة في تفشي الفيروس حصلت ايضا في كوريا الجنوبية وايطاليا وايران.

الاقفال التام للحدود

وهل لبنان تخطى المرحلة الصعبة، اجاب خليفة: كلا، لان اعداد المصابين في ارتفاع يومي، اضافة الى انه لم يُتخذ القرار بالعزل الكامل للبلد، مع العلم ان في لبنان لا توجد مقاطعات يمكن عزلها، فتركيبة البلد الجغرافية لا تسمح بعزل منطقة واحدة، بل يفترض عزل البلد ككل.

وشرح خليفة اننا في مرحلة احتواء المرض اي يجب اتخاذ التدابير التي تخفّف التواصل بين الناس، وفي الدرجة الاولى منع الاحتكاك.

كما يجب اقفال الحدود بشكل نهائي، بما يخفف من مصادر الفيروس، اذ لا يمكن معالجة الحالات الموجودة في الداخل ومعالجة الحالات الآتية من الخارج في آن، مستطردا للقول: ما يبشر بالخير ان أعداد المصابين تحديدا في الصين وكوريا الجنوبية في الايام الاخيرة سجّل استقرارا لا بل انخفاضا.

أسرّة للعناية الفائقة

وبالتالي، كرّر خليفة ضرورة ان تكون الجهوزية مرتفعة عندنا او العمل على رفعها في اطار المستشفيات الحكومية والخاصة ايضا التي عليها ان تدخل في هذه الدورة، واضاف: بمعنى ان "الحالات الباردة" لا تدخل الى المستشفيات التي تستقبل الحالات الخطرة والطارئة. وعلى المستشفيات الحكومية ان تخصص المزيد من أسرّة للعناية الفائقة. وعلى المستشفيات الخاصة – اذا كانت لا تريد استقبال الحالات – فعليها ان تمدّ المستشفيات الحكومية بأجهزة التنفّس وما سوى ذلك من امدادات لمثل هذه الحالات.