المصدر: وكالة أخبار اليوم
الجمعة 16 نيسان 2021 16:37:30
التضارب في المواقف بين المديرية العامة للنفط وإدارة المناقصات واضح، الامر الذي يؤدي الى انعكاسات سلبية على تأمين المحروقات لصالح مؤسسة كهرباء لبنان... اما النتيجة فواحدة يدفع ثمنها الموطن اللبناني تقنينا، والمزيد من الخسائر التي تتكبدها الدولة اللبنانية... اليس سوء الادارة من اوجه الفساد الصارخة ايضا؟!
فبعد ما كلّفت الدولة غرامات التوقف في المياه الاقليمية والتي تقدر بنحو 20 الف دولار يوميا، أعلنت المديرية العامة للنفط في وزارة الطاقة والمياه في بيان، امس عن تفريغ حمولة الباخرة Histria Perla التي وصلت الى المياه الاقليمية مطلع الشهر الفائت، وذلك بناء على موافقة Siemens ومؤسسة كهرباء لبنان في ضوء ان جميع نتائج تحاليل مادة الغاز اويل المحملة على متن الباخرة الواردة في دفتر الشروط والمطلوبة من مؤسسة كهرباء لبنان جاءت مطابقة للمواصفات المعتمدة.
واحدة من ثلاث مناقصات
وفي موازاة ذلك، كان لافتا اعلان إدارة المناقصات، أمس ايضا، عن إلغاء مناقصة الغاز أويل لزوم مؤسسة كهرباء لبنان، والتي كان مقرراً إجراؤها في الـ٢١ من نيسان الحالي، أي بعد أسبوع من اليوم. المناقصة تلك هي واحدة من ثلاث مناقصات أطلقت لتأمين المحروقات للمؤسسة، لكن الإلغاء طالها وحدها، فيما بقيت مناقصتا الفيول أويل grade A وفيول أويل grade B، في موعدهما المحدد من دون أي تعديل.
هذان الاعلانان يدفعان الى التساؤل: طالما نتائج التحليل مطابقة لماذا تم الغاء المناقصة التي كان مقرر ان تجرى وفق نسف مواصفات دفتر الشروط الذي على اساسه تم استقدام الباخرة المذكورة؟
واوضحت مصادر مطلعة على الملف ان الغاء المناقصة هو نتيجة للخلاف بين سيمنز ومؤسسة الكهرباء، مشيرة الى ان الهدف هو تعديل دفتر الشروط، ما يدل على وجود خطأ في دفتر الشروط القديم وبالتالي لا يجوز افراغ حمولة Histria Perla نظرا لعدم تطابق المواصفات.
غرامات تأخير
واسفت المصادر ان مجرد الموافقة على تفريغ الباخرة يعني تحميل الدولة تلقائيا مسؤولية عدم التفريغ على مدى نحو شهر ونصف الشهر، وبالتالي دفع غرامات تأخير التفريغ التي تقدر بنحو مليون دولار، مع العلم ان باخرة ثانية " Antares" لا تزال في المياه الاقليمية وتنتظر الموافقة على افراغ حمولتها.
وفي سياق متصل، اشارت المصادر الى انه بغض النظر عن دفتر الشروط وما اذا كان يتضمن اخطاء وشوائب، فان الشركات العالمية احجمت عن المشاركة في المناقصات اللبنانية المتعلقة بالمحروقات لصالح مؤسسة كهرباء لبنان، وذلك لعدم الثقة بالدولة اللبناننية وفشلها في ادارة المناقصات.
وكشفت المصادر انه انطلاقا من هذا الاحجام او عدم الاهتمام وجهت وزارة الطاقة تذكيرا REMINDER الى الشركات العالمية من اجل المشاركة في مناقصتي الفيول أويل grade A (حيث تقدمت سبع شركات على المناقصة التي اقفلت اليوم) وفيول أويل grade B(الاثنين آخر مهلة).
واضافت المصادر: حتى ولو تقدم عارضون، يجب اطلاع الرأي العام على الاسعار.
واذ خلصت الى القول: لبنان مقبل على أزمة كبيرة على مستوى الكهرباء والمشكلة الاساسية هي الثقة، حيث لا يوجد ثابت في السوق اللبنانية، ختمت المصادر: ملف "الفيول المغشوش" الذي انتهى الى "اللا نتيجة" وعدم تطابق احدى المواصفات، فاقم الوضع سوءا اذ اظهر ان القضاء يدار سياسيا وليس انطلاقا من احترام القوانين.