المصدر: الانباء الكويتية
الكاتب: داود رمال
الاثنين 20 كانون الثاني 2025 01:44:53
في خطوة تعكس أهمية المرحلة الراهنة، أمضى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش يومين في لبنان، خصص أحدهما في منطقة الجنوب باعتبارها بوابة السلم في لقاء حمل دلالات واضحة حول التمسك بسيادة لبنان واستقراره.
وقال مصدر سياسي واسع الاطلاع لـ «الأنباء» ان «رئيس الجمهورية العماد جوزف عون لم يتوان في التأكيد على ضرورة انسحاب القوات الإسرائيلية من الأراضي اللبنانية المحتلة ضمن المهلة الزمنية المحددة في اتفاق 27 نوفمبر الماضي، وهو المطلع، لا بل المشارك مباشرة بفاعلية في خطة تنفيذ الاتفاق وانتشار الجيش في كامل منطقة جنوب الليطاني حتى الحدود الدولية. لذا كان تشديده على أن الخروقات الإسرائيلية المتكررة، سواء عبر تدمير المنازل أو إحراق الأراضي الزراعية، تمثل انتهاكا فاضحا للسيادة اللبنانية وتهديدا لجهود استعادة الاستقرار في الجنوب».
وأوضح المصدر ان «لقاء عون وغوتيريش لم يكن مجرد لقاء ديبلوماسي عادي، بل شكل منصة لرسم ملامح المرحلة المقبلة، اذ أكد رئيس الجمهورية جاهزية الجيش اللبناني لتسلم المناطق المحررة فور انسحاب الاحتلال، في رسالة واضحة أن الدولة اللبنانية مصممة على تعزيز حضورها وحماية أراضيها. وفي الوقت عينه، دعا عون المجتمع الدولي ومنظمات الأمم المتحدة إلى تحمل مسؤولياتها في دعم لبنان، خصوصا في مجال إعادة تأهيل الأراضي الزراعية التي طالها العدوان الإسرائيلي، ما يعكس رؤية شاملة ترتكز على التنمية إلى جانب الأمن».
وأضاف المصدر ان «الأمين العام للأمم المتحدة الذي أكد أن انتخاب الرئيس عون يمثل نقطة تحول تمنح الأمل للبنانيين وتعيد تعزيز ثقتهم بمستقبل بلدهم، عبر عن إرادة المنظمة الدولية في بذل كل الجهود لضمان انسحاب القوات الإسرائيلية ضمن الإطار الزمني المتفق عليه، لأن هذه الخطوة تمثل مدخلا أساسيا لفتح صفحة جديدة من السلام في المنطقة. كما جدد التأكيد على دعم الجيش اللبناني باعتباره الركيزة الأساسية لحماية السيادة اللبنانية، وأشار إلى أن الأمم المتحدة ستعمل على تأمين الدعم الدولي اللازم لتعزيز دور المؤسسات اللبنانية».
وتطرق المصدر إلى اللقاء الذي جمع رئيس الجمهورية والأمين العام للأمم المتحدة، وقال: «لم يخل من رسائل رمزية ومباشرة، إذ أكد غوتيريش التزامه بحشد المجتمع الدولي لدعم لبنان في تجاوز تداعيات الأزمات المتتالية التي مر بها، معربا عن ثقته بقدرة اللبنانيين على استعادة دورهم المركزي في المنطقة». بدوره، عبر الرئيس عون عن امتنانه لزيارة غوتيريش التي اعتبرها رسالة تضامن وأمل للبنانيين، مثنيا على دور القوات الدولية «اليونيفيل» وصمودها في وجه الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة.
ولفت المصدر إلى انه «على الرغم من الأجواء الإيجابية التي أحاطت بهذا اللقاء، تبقى التحديات التي تواجه لبنان كثيرة ومعقدة. فإلى جانب ضرورة تنفيذ القرار 1701 وانسحاب الاحتلال، يواجه لبنان تحديات داخلية تتعلق بتعزيز ثقة المجتمع الدولي بمؤسساته، وتهيئة الظروف الملائمة لإعادة الإعمار والتنمية في المناطق الحدودية، وهذه الثقة لا يصنعها إلا اللبنانيون أنفسهم».
واعتبر المصدر ان «اللقاء بين عون وغوتيريش يعكس توافقا حول أهمية العمل المشترك لتحقيق السلام والاستقرار في الجنوب، لكنه يضع أيضا لبنان أمام مفترق طرق. فهل ستنجح بيروت في ترجمة هذه الالتزامات إلى واقع ملموس، أم أن التعقيدات الميدانية والسياسية ستبقي الجنوب ساحة مفتوحة للتوترات؟ الأيام المقبلة كفيلة بالإجابة عن هذا السؤال المصيري، إلا ان الإرادة الوطنية الجامعة تريد قفل باب التوترات إلى غير رجعة».