لقاءات متسارعة لإعادة العمل إلى عروق الحكومة

عكست حركة الاتصالات واللقاءات متسارعة الوتيرة في الساعات الأخيرة وجود قرار سياسي لتشغيل كل المحركات لتوفير المظلة الدافعة لإعادة العمل إلى عروق الحكومة ووضع حد لتداعيات حادثة «قبرشمون» على مختلف المستويات لاسيما انعكاسها تعطيلاً للجلسات الحكومية.

وأشارت مصادر متابعة إلى أن «الفكرة التي سوق لها رئيس مجلس النواب نبيه بري كمبادرة منه لنزع فتيل التوتر الأمني والتعطيل الحكومي، تقوم على أن تتم متابعة حادثة «قبرشمون» من القضاء العادي، وأن يعطى الوقت الكافي للتحقيقات الجارية على أكثر من مستوى من أجل كشف حقيقة ما جرى.

وإذا تبين من التحقيق أن ما جرى يندرج في سياق الجرائم التي تُحال إلى المجلس العدلي لتهديدها السلم الأهلي، فلتحل إليه».

ومع عودة رئيس الحكومة سعد الحريري من إجازته أمس، شهدت السرايا الحكومية حركة اتصالات كما أوفد الحريري مستشاره الوزير السابق غطاس خوري للقاء رئيس الجمهورية ميشال عون.

وقالت مصادر سياسية متابعة لـ«الجريدة» الكويتية، أمس، إن «خوري حمل إلى عون رسالة شفوية من الحريري مفادها بأن البلاد لا تحتمل المزيد من المناكفات وأن عودة الحياة السياسية الطبيعية أمر ضروري».

وأضافت: «شدد خوري لعون على المخاطر الاقتصادية التي تحدق بلبنان وأهمية انعقاد مجلس الوزراء في أقرب وقت».

في موازاة ذلك، اشارت صحيفة "اللواء" الى ان حتى ساعة متأخرة من مساء أمس، لم تكن الاتصالات واللقاءات والاجتماعات التي تواصلت، سواء في السراي، بعد عودة الرئيس الحريري من اجازته العائلية، أو في قصر بعبدا، أو في عين التينة، قد نجحت في إزالة الألغام امام انعقاد مجلس الوزراء، مما جعل الرئيس الحريري يتريث بالدعوة إلى عقد جلسة للمجلس، بانتظار ما ستؤول إليه المشاورات، وبالتالي تخفيف الاحتقان كي تكون جلسة إيجابية ومنتجة.

واستبعد عدد من الوزراء انعقاد الجلسة هذا الأسبوع، معتبرين ان الظروف لم تنضج بعد للدعوة إلى جلسة للمجلس، ورغم اعتبار بعض الوزراء ان هناك أجواء من الحلحلة، وصف البعض الآخر ان الأمور لا تزال غير مريحة لا سيما ان وزراء تكتل «لبنان القوي» يعتبرون ان لائحة الأسماء التي سلمت إلى القوى الأمنية للتحقيق معها بحادثة قبرشمون لم يتم تنفيذها.

وذكرت معلومات تلفزيون «المستقبل» ان الرسالة الشفهية التي نقلها خوري أكدت على فصل المسار القضائي عن الدعوة إلى عقد جلسة للحكومة.

ورجحت المعلومات ان الجلسة المقبلة ستعقد في قصر بعبدا، متى يتقرر عقدها، لأن وجود الرئيس عون من شأنه ان يُخفّف من حدة التوتر.