المصدر: وكالة الأنباء المركزية
الكاتب: يولا هاشم
الأربعاء 14 أيار 2025 14:14:34
أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أنه سيلتقي نظيره الروسي، فلاديمير بوتين، الخميس المقبل في تركيا، في ما قد يمثل منعطفا كبيرا في الأزمة الأوكرانية، مؤكدا أنه سينتظر الرئيس الروسي في تركيا الخميس.
في المقابل وبعد أقل من 24 ساعة على انتهاء احتفالات روسيا بـ"يوم النصر" على النازية، ورفض الكرملين عرض كييف وقف إطلاق النار لمدة 30 يوما، خرج بوتين بمقترح، داعيا إلى استئناف المفاوضات المباشرة مع أوكرانيا في تركيا، دون شروط مسبقة.
كما أشارت المعلومات المتداولة الى ان الرئيس الاميركي دونالد ترامب، الذي يقوم بجولة خليجية، قد يتوجه إلى تركيا لحضور اجتماع محتمل بين الرئيسين الروسي والأوكراني. فهل يحصل اللقاء؟ وهل بدأ العد العكسي لإنهاء الصراع الروسي – الاوكراني؟
مصادر مطلعة على الموقف الروسي تستبعد عبر "المركزية" توجّه بوتين الى تركيا للقاء زيلينسكي، وتؤكد أن روسيا أبلغت تركيا استعدادها في المقابل لإرسال لجان تتفق على الشروط أولًا ومن ثم بعدها يصار الى الحديث عن قمة.
وتؤكد المصادر ان المسألة غير واضحة حتى الساعة، لكن الأكيد أن بوتين لن يذهب للقاء زيلينسكي مقابل لا شيء، وبالتالي زيارة بوتين إلى تركيا لم تُحسَم حتى الساعة.
ووضعت المصادر قول زيليسنكي بأنه سينتظر بوتين في تركيا في خانة المناورات.
وعن قول بوتين بأنه مستعد للتفاوض من دون شروط مسبقة، تجيب المصادر: الرئيس الروسي يقول بأنه لا يضع شروطاً مسبقة للتفاوض مع اوكرانيا. حتى بالنسبة للهدنة التي اقترحوها لمدة 30 يوما، وضع بوتين شرطا للموافقة عليه، وهو عدم إرسال أسلحة أو ذخائر أو معدات الى اوكرانيا، كي لا يكون هدف وقف إطلاق النار مساعدة اوكرانيا على التقاط أنفاسها وتسليحها من جديد، لأن وضع الاوكران حاليا سيء عسكريا في حين ان الروس يتقدمون في المعارك.
وتلفت المصادر الى ان روسيا ترفض أي تهديد، خاصة ما أعلنه الاوكران بأن الاوروبيين سيفرضون عقوبات على موسكو في حال لم توافق على وقف النار. هذا الامر رفضته روسيا رفضا قاطعا، معتبرة ان لا يمكن الحديث مع روسيا بلغة التهديد.
أما بالنسبة للمفاوضات بين البلدين، فأكدت روسيا أنها مستعدة للجلوس على طاولة المفاوضات شرط عدم الانسحاب من المناطق الأربعة التي انضمت الى روسيا، عدم دخول اوكرانيا في أي حلف خاصة حلف شمال الاطلسي الناتو، وأن تصبح اوكرانيا بلدًا حياديًا كسويسرا.
العميد المتقاعد جورج نادر يؤكد لـ"المركزية" ان "الحرب بين اوكرانيا وروسيا هي بين معسكرين قديمين الشرقي والغربي، خاصة ان اوكرانيا تقع على حدود روسيا وتضم أقاليم شرقية كـ"دونيتسك" و"لوغانسك"، تحوي ثروات دفينة من فحم حجري ومعادن، وتضم مجموعات روسية، لذلك تحلم روسيا منذ زمن بعيد بضم هذا القسم من اوكرانيا، إضافة الى شبه جزيرة القرم. بالعودة الى العام 2014 عندما ضمت روسيا القرم كان هناك سكوت عالمي لأن روسيا عضو دائم في مجلس الامن ولها الحق في وضع "فيتو"، لهذا فإن أي قرار يُتخذ في مجلس الامن يطال دولة عظمى من الدول الخمس يُسقَط هذا القرار، لذلك تشجعت روسيا بهذا القرار وأخذت الأقاليم الشرقية إضافة الى جزيرة القرم".
ويضيف: "الامور ليست سهلة، لم أكن أتوقع ان تستمر الحرب ثلاث سنوات، وأن تصمد اوكرانيا. صحيح ان كييف تحظى بدعم أميركي واوروبي لكن ليس بالبشر بل بالعتاد والسلاح والذخيرة والمال. وقد تكبدت اوكرانيا خسائر كبيرة بمئات الالاف بين قتلى وجرحى ومفقودين. اليوم مع إدارة ترامب، أتصور ان اللعبة ستتبدل، أولا لأن الرئيس الاميركي قال بأنه سيوقف الحرب في اوكرانيا، وكانت من اولى إعلاناته الاساسية، وقد رأينا تصرّفه مع زيلينسكي بعكس تصرف الرئيس السابق جو بايدن تماما. لذلك اتصور ان اوكرانيا اليوم تشعر بأنها وحيدة مع الاتحاد الاوروبي الذي لا يمكنه ان يواجه روسيا بدون الولايات المتحدة الاميركية، لذلك، تجد اوكرانيا نفسها مجبرة على التفاوض، وحتى على التنازل عن الأقاليم المحتلة من قبل روسيا اكان جزيرة القرم ام الأقاليم الشرقية، مقابل بقائها كدولة. كما ان لروسيا شرطا أساسيا هو عدم انضمام اوكرانيا الى "الناتو" لأن الحرب عندها تصبح مع اوروبا وليس مع اوكرانيا فقط".
ويرى نادر ان "كل هذه التعقيدات يواجهها ترامب، ولا ننسى ان لروسيا حلفاء بشكل مباشر ككوريا الشمالية والصين، والأخيرة تُعتَبر العدو التجاري الاكبر للولايات المتحدة وقد رأينا الضرائب التي وضعها ترامب والضرائب المضادة، وأصبح في وضع بين أن يتفرغ لحربه التجارية مع الصين والانتهاء من الحرب في اوكرانيا، وما الخطوات التي سيقوم بها، خاصة وان الاتحاد الاوروبي سيواجهه بمسألة أن اوكرانيا دولة مُعتَدى عليها، وكيف سيجعلها تتنازل عن الاقاليم. وفي الوقت عينه يريد ترامب مواجهة الصين لكنه لا يستطيع ذلك منفردا. وبالتالي، علينا ان نرى الى أين ستؤدي كل هذه التعقيدات، وننتظر الايام المقبلة لنرى ما الذي يمكن ان يفعله ترامب في موضوع اوكرانيا، وهل يحله كما ينوي او كما قرر أي بأن تتنازل اوكرانيا عن الأقاليم المحتلة من قبل روسيا، وبالتالي يفتح ترامب صفحة مع موسكو ويتفرّغ للصين او تستمر الحرب وتبقى في حال استنزاف مباشر لكل من الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة ايضا واوكرانيا؟"
ويختم: "لا ننسى ان بوتين فرض على اوكرانيا التفاوض من دون شروط، فكيف ذلك؟ اوكرانيا دولة محتلة ومعتدى عليها، لكن بما انها في وضع لا تُحسَد عليه، فهي مضطرة للتفاوض من دون شروط حتى لو للتنازل عن الأقاليم لأنها تتكبد خسائر كبيرة، وستكون الخسائر أكبر من دون الدعم الاميركي".