المصدر: وكالة أخبار اليوم
الاثنين 14 كانون الاول 2020 15:15:29
كتب الصحافي شادي هيلانة في "أخبار اليوم": بعد ان أخذ علماً بالخيانة الجماعية للأحزاب اللبنانية التي تتحمل كامل المسؤولية عن الفشل، وخجل مما قام به القادة اللبنانيون. غضب منهم ووبخهم، هم الذين وجهوا له ضربة قاصمة للجهود التي بذلها من أجل حشد الدعم الدولي للبنان ومساعدته في محنته.
ها هو الرئيس الفرنسي " ايمانويل ماكرون" يعود الى العاصمة بيروت في ٢٢ – ٢٣ من الشهر الحالي، بعد عدة زيارات قام بها الى لبنان، مباشرة ًبعد كارثة ٤ آب ليتكلم مع "الطغمة والخونة" نفسهم كما سماهم، والذين حكم عليهم انهم لا ينفذون سوى مصالحهم.
لماذا الرئيس ماكرون لا يُعرج الى ايران ؟
في الوقت الذى اتهمت فيه بعض القوى اللبنانية القوى المتحالفة مع إيران بإشعال أزمة لبنان، اذ ان تشكيل حكومة لبنانية برأيهم، عليه ان يمر من طهران، من خانة ملف الاتفاق النووي الايراني، وملف تمديد حظر السلاح على طهران.
يجب معالجة هذين الملفين الاساسيين، للسماح لحكومة قادرة على القيام بالمهام المطلوبة ولا سيما تحقيق الإصلاحات الإقتصادية والمالية المنشودة.
وفيما كشف قصر الإليزيه منذ ٤ اشهر أن ماكرون قال للرئيس الايراني حسن روحاني : على كل الأطراف المعنية الكف عن التدخل الخارجي في لبنان ودعم تشكيل حكومة جديدة، فُهم في وقتها أن الجانب الإيراني أعلن ترحيبه بالدور الذي تقوم به فرنسا حالياً من أجل تضميد جراح اللبنانيين وتشكيل حكومة جديدة.
كما اكدت طهران أن القرار يجب أن يكون لبنانياً وأن يكون دور العواصم الخارجية داعماً لما يتفق عليه اللبنانيون.
يؤكد محللون وسياسيون، أن حزب الله يقود لبنان إلى الفوضى والهاوية، وذلك بعدما عرقل مع "حركة أمل"، تشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة.
وبأنه يوزع "ادوار العرقلة" تارة بمطالبته بوزارة المال والتمثيل، هذا في الدور الاول مع تكليف مصطفى اديب، وطورا من خلال الدور الثاني الذي يلعبه التيار الوطني الحر مع الرئيس الحريري، في توزيع الحقائب، والوزارات المتمسك بها، اضافة الى توهمه انه ما زال الممثل الاول للمسيحيين بعد ثورة 17 تشرين!
ان الرئيس ماكرون يلعب ضمن هامش الواقعية باعتبار أن هذه القوى منتخبة وبالتالي هي تتمتع بشرعية القانون رغم أن بعضها لم يعد يتمتع بشرعية الشعب.
وهو قصد حزب الله، عندما اتهم الأحزاب السياسية في لبنان بأنها ارتكبت "خيانة جماعية".
الرئيس الفرنسي يراقب عن كثب ما يحدث في واشنطن والى ما ستؤول اليها الامور من جهة الرئيس المنتخب "جو بايدن" واستلامه "مفاتيح البيت الابيض"! في 20 كانون الثاني المقبل.
فالعين الدولية شاخصة على "ترامب" المُتعنتّ والرافض كلياً الى اخلائه، وغير المتقبل الى ما آلت اليها نتائج الانتخابات الرئاسية الأميركية .
وصولاً الى الضغط العسكري الذي تتعرض له طهران في سوريا ربما يكون دفعها إلى العودة للإمساك بورقة تشكيل الحكومة في لبنان التي كانت تركت لحزب الله خيار أن يتساهل في شأنها بعلاقته مع فرنسا، حتى لو كلف ذلك البلد الصغير تدهوراً جديداً في أوضاعه المالية والاقتصادية.
اليس من الاجدى لو "ماكرون" تكلم مع حلفائه الاوروبيين، على تشكيل وفود رسمية ذهاباً واياباً الى الجارة طهران، والهمس في أُذُن القادة في ايران ان لبنان في خطر وجودي، وان الجميع سيغرق في المجهول ان لم تتحمل الأطراف الخارجية قبل الداخلية مسؤوليتها وعلى رأسها ايران .
وخاصةً ما يربط الأخيرة من علاقات ودية ومصالح اقليمية – تجارية – اقتصادية مع القارة العجوز.
هذا ان كانوا فعلاً يريدون الخلاص للبنان واللبنانيين، بعد "عدمية المنفعة" وعبث التكلم مع المسؤولين اللبنانيين "الخونة" كما وصفهم!