لم يقطع الطريق...الحريري لم يذكر رئيس الجمهورية بغير لقبه الفخم!

بعد المواقف المقتضبة التي ادلى بها من القصر الجمهوري، كانت كلمة الرئيس المكلف سعد الحريري في ذكرى استشهاد والده خلاصة لمهمة التأليف التي بدأت في تشرين الاول الفائت ولم يسجل خلالها اي تقدم... وبالتالي كانت الرسائل الى كل المعنيين والمعطلين.

وقد اعتبر الوزير السابق رشيد درباس ان رد الحريري جاء بعدما سرب عمدا عن قصر بعبدا ان الرئيس المكلف يمارس الكذب في تشكيل الحكومة، وبعدما تكاثرت الزرائع والحجج من قبل التيار الوطني الحر حول الاسباب التي تحول دون تشكيل الحكومة، وصدرت الروايات المتضاربة عن حصة رئيس الجمهورية، وتوازن ووحدة المعايير...ووجدنا في ما بعد ان المسألة برمتها تدور حول التحاصص. ولفت الى ان آخر البدع التي صدرت عن التيار كانت ان عقدة تأليف الحكومة ليست داخلية، بل الحريري لا يستطيع ان يؤلف الحكومة لان السعودية لم تجز هذا التشكيل الا بعد ان يستبعد حزب الله، اضافة الى اعتبار الجولات التي قام بها بلا فائدة لانه اهمل زيارة الرياض.

واشار درباس، عبر وكالة "أخبار اليوم" الى ان الناس كانت تنتظر من الحريري ان يشن هجوما مضادا عالي النبرة ينسف الجسور كلها ويجعل من تشكيل الحكومة امرا مستحيلا... لكنه بالامس كان واضحا وصارما ومعتدلا، ووضع النقاط على الحروف واكد بعض الوقائع والحقائق التي لم تنفها مصادر القصر الجمهوري.

وتابع درباس: عون قال ان الحريري لم يحل اليه اي تشكيلة، ولكن ثبت بالامس انه حمل تشكيلة وقد اصبحت معروفة لدى الناس وقد نشرت في وسائل الاعلام.

عون اتهم الحريري بالكذب فثبت ان لدى الاخير المستند والاسماء التي اقترحها القصر الجمهوري.

ورغم ذلك فان الحريري حرص على الادب الخطابي، فلم يخطئ مرة ولم يذكر رئيس الجمهورية بغير لقبه الفخم، ولم يعلن قطيعة بينه وبين رئيس الجمهورية، كل ما فعله انه بيّن لعون وللرأي العام ولكل المعنيين بالامر ان المسألة ليست صراعا بينه وبين بعبدا وليست غلبة ارادات... فاذا استقوى رئيس الحكومة على رئيس الجمهورية يكون لبنان المغلوب، والعكس صحيح.

واعتبر درباس ان الحريري وجه رسالة الى عون مفادها ان هذه الحكومة التي اصبحت معروفة بشخصياتها ومواصفاتها هي التي يمكن ان تلبي المبادرة الفرنسية لكي نتمكن من فك الحصار الاقتصادي والسياسي عن لبنان.

واذ شدد على ان الحريري ليس بوارد ان يأخذ حصة اكبر من حصة رئيس الجمهورية. قال: اعلم ان ليس لدى الرئيس المكلف اي حصة، فعلى سبيل المثال لا يمكن القول ان الدكتور فراس الابيض من حصته، بل هو من حصة القطاع الصحي في لبنان وهو موضع اجماع. اعلم ايضا ان احدا من المدرجة اسماءهم في اللائحة لا يمت بعلاقة الى الحريري لا تنظيميا او شخصيا.

ولفت درباس الى ان الرئيس الحريري يدعو الفريق الآخر الى "كلمة سواء"، فالبلد لا يستطيع ان يتحمل المزيد من هذا الفراغ، مذكرا ان مبادرته للخروج من الفراغ الرئاسي (في العام 2016)، لا يجوز ان تفضي الى فراغ حكومي طويل. وبالتالي الحريري اخذ التباين نحو  فسحة جديدة من التفاهم.

وسئل: من سيكون المبادر؟ اجاب درباس: الرئيس الحريري بادر، وقد أيدته قوى سياسية، معتبرا ان المشكلة ليست محصورة بينه وبين عون، بل المعني بها الشعب اللبناني باكمله، بدليل ان البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي تحدث عن جميع المتضررين من هذا الفراغ.

وختم: آن للقوى السياسية ان تمارس ضغوطها، حيث علينا ان نتفادى تحميل المسؤولية لفئة دون الاخرى، فليتحمّل الجميع مسؤولياتهم ونذهب الى تشكيل الحكومة.