"لها آفاق أكثر من النفط".. روسيا تراهن على مواد خام أخرى

تمتلك روسيا احتياطيات كبيرة من خامات معادن مهمة للصناعة لكن هذه الاحتياطيات غير مستخرجة بشكل كامل وعوضا عن ذلك تقوم روسيا باستيراد المعادن المعالجة على الرغم من أنها تمتلك خاماتها.

فما السبب وراء هذا التناقض وما آفاق استخدام هذه المواد؟

كشف تقرير لوكالة "نوفوستي" عن آفاق استخدام الخامات المعدنية في روسيا، لكنها في البداية حددت الأسباب التي كانت وراء عدم استثمار هذه الثروات خلال السنوات الماضية.

وقالت إن الاتحاد السوفيتي، بما في ذلك روسيا، كان يؤمن نفسه بجميع أنواع المواد الخام المعدنية، لكن بعد تفكك الاتحاد بات العديد من شركات معالجة وتعدين المعادن خارج روسيا في دول سوفيتية أخرى مثل كازاخستان وأوكرانيا.

بالإضافة إلى ذلك، منذ منتصف الثمانينيات كان التركيز في الاتحاد السوفيتي السابق منصب على استخراج النفط والغاز الطبيعي وذلك على حساب أنواع أخرى من المواد الخام.

ووفرت عائدات النقد الأجنبي من تصدير موارد النفط والغاز حلا لعدة عقود لمشاكل الاتحاد ومن ثم الاقتصاد الروسي الشاب، لقد تم إنفاق الأموال الواردة على شراء المواد الغذائية والسلع الاستهلاكية المستوردة، في غضون ذلك، كانت الصناعة في حالة تدهور.

وفي التسعينيات، اهتمت الدولة بالهيدروكربونات فقط، أما معادن مثل الذهب والبلاتين والنيكل، والتي تعد ذات ربحية عالية، فقد كانت من نصيب القطاع الخاص، فيما تم استيراد باقي المعادن من الخارج كما أن الطلب عليها في الداخل الروسي كان ضئيلا.

ومع مرور الوقت، أصبح من الواضح أن صناعة الطيران والفضاء والدفاع والإلكترونيات وصناعة السيارات في روسيا لا يمكن تطويرها بدون وجود قاعدة خاصة من المعادن.

وفي بداية العام 1996، من أصل 29 نوعا من المواد الخام المعدنية التي صنفتها الحكومة الروسية على أنها ذات أهمية استراتيجية، تم تحقيق الاكتفاء الذاتي أو الوصول إلى مستوى أمن إلى 15 نوعا.

وفي أغسطس 2022، وافقت الحكومة الروسية على قائمة جديدة من أنواع رئيسية من المواد الخام المعدنية الاستراتيجية وضمت 61 نوعا، وتمت إضافة معادن جديدة مثل الهيليوم والجرافيت والروبيديوم.

وبناء على توجيهات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أعدت وزارة الموارد الطبيعية الروسية في مارس الماضي مشروع إستراتيجية لتطوير قاعدة الموارد المعدنية في روسيا حتى العام 2035.

ويتمثل هدف المشروع تلبية الطلب المتزايد على المعادن اللازمة لتنمية الصناعة الروسية، وتشدد الوثيقة على أهمية التركيز على "زيادة وتيرة استكشاف الدولة للمواد الخام النادرة مثل المنغنيز واليورانيوم والكروم والتيتانيوم والتنغستن".

وأشار التقرير إلى أن وجود الموارد المعدنية الخاصة هو عنصر مهم للأمن الاقتصادي لأنها تشكل الأساس المادي للقطاع الحقيقي للاقتصاد.

وتعد روسيا من بين العشرة الأوائل من بين دول العالم وأحيانا حتى من المراكز الخمسة الأولى من حيث إمكانات الموارد لجميع المعادن الهامة، والنقطة المهمة أن جزء من احتياطيات المعادن يقع في مناطق يصعب الوصول إليها ذات بنية تحتية ضعيفة التطور.

وبحسب علماء فإنه من أجل حل مشكلة تزويد الصناعة بالمعادن الاستراتيجية، من الضروري استعادة سلسلة الإنتاج الكاملة من تقييم الاحتياطيات إلى الحصول على المنتجات النهائية عالية التقنية.

وفي العام الماضي، في منتدى الشرق الاقتصادي، شدد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، على أن روسيا قادرة على تزويد نفسها بشكل كامل بالموارد الطبيعية.

وأشار إلى أن روسيا تعد عمليا الدولة الوحيدة في العالم التي تمتلك جميع الموارد الطبيعية اللازمة، وقال: "بلادنا لديها كل شيء: نفط وغاز ومعادن مختلفة. يمكننا تنظيم أي إنتاج".