على الرغم من الحرب التي تعصف بلبنان، والامر الوحيد الذي يبدو مستقرا هو سعر صرف الدولار مقابل الليرة، فهل سيبقى صامدا، في ظل الافق المسدود لانتهاء الحرب.

يشرح رئيس قسم البحوث والتحاليل الاقتصادية في "بنك بيبلوس، نسيب غبريل عبر وكالة "أخبار اليوم"، انه على المدى المنظور الاستقرار سيستمر، محددا العوامل وفقا للآتي:

اولا: قرار مصرف لبنان وقف تمويل عجز الدولة.

ثانيا: استطاع مصرف لبنان سحب 23 ترليون ليرة من السوق العام الفائت ما ادى الى خفض الكتلة النقدية بنسبة 30% وهو مستمر في هذه السياسة خلال العام 2024، واحد المؤشرات هي ان  رواتب الموظفين في القطاع العام تحول بالليرة اللبنانية الا ان سحبها يتم بالدولار، وهذا الامر من ضمن سياسة المركزي بعدم ضخ السيولة بالليرة اللبنانية في السوق كي لا يرتفع الطلب على الدولار او تحصل مضاربة على سعر الصرف.

ثالثا: الاقتصاد في لبنان بمعظمه مدولر اساسا، بمعنى انه لا يوجد طلب غير معتاد على الدولار رغم اننا في حرب، اذ انه منذ ما قبل الحرب المعاملات التجارية بين الشركات والافراد ومحلات التجزئة تتم بالدولار.

وفي هذا السياق، يشير غبريل الى ان قيمة الكتلة النقدية في السوق هي بحدود 57 الف مليار ليرة اي ما يوازي 640 مليون دولار  وما نسبته 6% من الاحتياطي السائل بالعملات الاجنبية لدى مصرف لبنان المقدر بنحو 10 مليارات و700 مليون دولار. ويقول:  نظريا، اذا حصل طلب على الدولار يستطيع مصرف لبنان ان يجفف السوق من الليرة اللبنانية.

وردا على سؤال، يلفت غبريل الى نقطة اساسية يجب متابعتها ومراقبتها، وهي هل ستحتاج الدولة الى اخذ اموال من مصرف لبنان في ظل ظروف الحرب التي نمر بها، مضيفا بالاستناد الى ارقام مشروع الموازنة العامة للعام 2025 ، الذي احالته وزارة المال في مطلع ايلول- قبل ايام من توسع دائرة الحرب،  توقعت الحكومة فائضا بنسبة 2 % من الناتج المحلي، بمعنى آخر هي لا تحتاج الى اموال من مصرف لبنان او الى ودائع الدولة، مع الاشارة هنا الى ان قيمة ودائع الدولة لدى المصرف المركزي هي 5 مليارات و800 مليون دولار، مقسمة على اربعة حسابات احدها بالفريش.

ولكن، يتابع غبريل: لا نعرف منذ الآن ما هي متطلبات الحرب وما قد تفرضه من نفقات وما اذا كانت الدولة ستضطر الى اللجوء لمصرف لبنان حتى بعد انتهاء الحرب فيستعمل احتياطه بالعملات الاجنبية، عندها لكل حادث حديث

وختم: اليوم على الرغم من كل ما يحصل سعر الصرف ما زال مستقرا.