ليبانون فايلز: بين جوسلين خويري... وكلمة الرب!

لم اتعرف على جوسلين خويري في زمن الحرب، لأنني لم أكن من المقاتلين، انما كنت قريباً منهم لأن المجتمع كان معسكراً... كان الجو في وقتها جو حرب، اليد على الزناد، والقلب على القلب، والشهادة سهلة، فلست بحاجة الى معجزة لتصبح شهيداً، فتكر قافلتها، لا تأبه للأعداد، انما للعزة والبطولة.
كان اسم جوسلين خويري يتردد، في المدارس والجامعات، اخبار البطولة والصمود، هذه الامرأة التي قادت فرقة النظاميات، وهي فرقة النساء التي انضوت تحت تنظيم الكتائب العسكري... قصة من هنا وقصة من هناك عن نظاميات خضن معارك في الاسواق، وفي الشحّار وفي الشمال، اتت لتدريب النظاميات في العام 1982 في ثكنة سوق الغرب التابعة للقوات اللبنانية، والتقت شابات من عاليه وبمكين وسوق الغرب، وكذلك فعلت في كفرمتى، واقليم الخروب، وكسروان، أحبها الجميع فكانت مزيجاً من الشدة والحزم وكذلك النعومة والمحبة.
لم اتعرف الى جوسلين خويري الاّ بعد اعوام السلم، بعد ان توطدت علاقتي بشقيقها القائد العسكري سامي خويري، هذا الرجل المقدام، المقاتل الشرس، الذي عملت معله لفترة طويلة عندما كنت أؤرّخ الحرب اللبنانية عبر مجموعة من الكتب، توثق سيرة مقاتلين خبروا وعاشوا ايام الحرب اللبنانية المريرة. ساعات مع سامي وفريق العمل لنضع كتاب يوميات مقاتل كتائبي ومقاتلين من باقي الاحزاب، كانت كافية لتترسخ العلاقة مع الرجل النظيف، ولأعرف قصص العائلة، واخبار غابي، وجوسلين التي كانت قد افتتحت مطعماً لها قرب حريصا تعمل معها نظاميات ورفيقات...
التقيت جوسلين "الراهبة" لأكثر من مرة مع سامي خويري، وفي مناسبات حزينة ومناسبات عادية، لأقول لها أن ما فعلته خلال الحرب كان الصواب... أما هي فكانت ترد بالدين...

مراراً وتكراراً حاولت ان اقول لجوسلين ان الصواب هو في المقاومة التي قمتي بها، ولم يكن الجواب واضحاً كان الاتجاه الديني لديها أكثر وضوحاً، التوجه الى الكتاب المقدس والصلاة أقوى...
احسست انها على خطأ، ولكني تأكدت لاحقاً ان من خبر الحرب بمرها ومرارتها يعلم ان الحقيقية والحق عند الله...
رحم الرب من قاوم ودافع ورأى الشهادة بعينه، ليرى كلمة الرب الاله ويعمل لها...

الرب مقاوم، الرب مؤمن!