مؤتمرات في واشنطن حول لبنان... التدخل الإيراني يهدد الهوية وهذا الحل!

عقدت لجنة التنسيق اللبنانيّة - الأميركية LACC مؤتمرها الأول تحت عنوان "مأزق لبنان: السياسات والخيارات" في مقر النادي الوطني للصحافة في العاصمة الأميركية واشنطن. وتضمّ اللجنة ستّ منظمات لبنانيّة أميركية، وهي: التجمّع من أجل لبنان ALA، شراكة النهضة اللبنانية الأميركيّة LARP، المركز اللبناني للمعلومات LIC، لبناننا الجديد ONL، دروع لبنان الموحّدSOUL ، الجامعة اللبنانيّة الثقافيّة في العالم WLCU، والشريك الوطني للجنة في لبنان ملتقى التأثير المدني CIH. 

 

وشارك في المؤتمر ممثلون عن وزارتي الخارجية والدفاع الأميركيّتين وعن الوكالة الأميركية للتنمية الدولية، وديبلوماسيون أميركيون وأوروبيون وعرب، وعدد من الباحثين في مراكز الفكر والأبحاث وأساتذة جامعيون وإعلاميون. كما شارك رؤساء المنظمات التي تشكل أعضاء اللجنة التنفيذية بلجنة التنسيق اللبنانية - الأميركية. وتناول اللقاء أربعة محاور: النظام السياسي في لبنان: المخاطر والتحديات، سيادة لبنان: نحو مقاربة للأمن القومي، شؤون سياسة لبنان الخارجيّة: السياق الإقليمي والدولي، لبنان والإصلاح الاقتصادي – الاجتماعي: المسار نحو المستقبل. على أن تصدر اللجنة ورقة عمل سياسات عامّة في الأسابيع المقبِلة مستندة إلى أوراق الخبيرات  والخبراء في المؤتمر، والنقاشات التي جرت فيه.

 

رئيس منظمة "دروع لبنان الموحّد" SOUL For Lebanon بيار مارون يوضح لـ "المركزية" أن "هذا أوّل مؤتمر تنظّمه LACC في واشنطن، بعد أن كانت انبثقت عن مؤتمر SOUL في حزيران 2021 وانطلقت بعد حوار بين ثماني مجموعات ضغط في الولايات المتّحدة في 17 تشرين الأوّل 2021 أي الذكرى السنوية للثورة لأن المجموعات كلّها سيادية هدفها إنقاذ لبنان. ومن أصل ثمانية مجموعات بقيت ستة في اللجنة".

 

وإلى جانب المؤتمر وتفاصيله المعلنة، عُقدت اجتماعات جانبية مع مسؤولين من مجلس الشيوخ ومجلس النواب أو وزارة الخارجية أو حتى مع أميركيين من أصل لبناني يعملون على أكثر من محور مثل مستشارين سابقين للبنك الدولي أو لصندوق النقد الدولي أو للحكومة الأميركية، ويكشف مارون عن التفاصيل معرباً عن رأيه الخاص حولها، ومشيراً إلى أنه "تم التطرّق إلى قضايا شديدة الأهمية منها الهوية اللبنانية المُهدَّدة، حيث يرى العديد من الخبراء أنها في خطر، حتى أن سلاح "حزب الله" أمر ثانوي أمام الإيديولوجية التي يريد نشرها وأمام تمدد المشروع الإيراني في الشرق الأوسط ولبنان".

 

ويرى أن "على جميع اللبنانيين محاربة هذه الأهداف ومنع تحقيقها ويمكن أن يكون رأس الحربة شخصيات شيعية تقدّم انتماءها الوطني على الديني وتعتبر وجودها في المجتمع اللبناني أساسي، ليس فقط في التركبية الاجتماعية، بل على صعيد كلّ مكونات تركيبة الوطن إن كانت سياسية أو اقتصادية. وترفض هذه الشخصيات أن تكون جزءاً من مشروع غريب عن لبنان"، لافتاً إلى أن "لا يمكن لأميركا أو لمجلس الأمن أو لأوروبا أو لأي جهة أجنبية فرض أي قواعد على اللبناني للحفاظ على حضارته وأسلوب حياته، بل هذا شأن داخلي بحت على اللبنانيين مقاومته مثل مقاومة سيطرة الحزب عبر سلاحه على الدولة بقرار إيراني".

 

ويتابع "رغم اهتمامات أميركا بالحرب الأوكرانية في هذه الفترة ، خصوصاً أنها تعطي الأولوية لأوروبا لأن جذور معظم الأميركيين أوروبية، إلا أن لمسنا اهتماماً بلبنان، وتم التركيز على المساعدات للجيش اللبناني التي لن تتوقف، كذلك المساعدات للبنانيين عبر السفارة أو الـ USAID لن تتأثّر".

 

أما الملف الثالث المطروح على طاولات الحوار فكان المفاوصات النووية، ويكشف مارون عن "تطمينات أميركية بأن المحادثات نووية بحت ولا علاقة للبنان بها ولم يطرح اسمه حتى أو اسم اي دولة عربية أخرى. وتم التأكيد على أن لبنان لن يكون جائزة ترضية ولا ورقة ضغط من اي من الطرفين، خصوصاً أن واشنطن ترفض إجراء اي محادثات خارج إطار الملف النووي. كذلك، استشفّينا من أعضاء الكونغرس ومجلس الشيوخ أن الاتفاق النووي لن يمرّ ما لم يكن صارما ويحفظ مصالح المجتمعين الدولي والإقليمي".

 

وينقل مارون التشديد أمام المسؤولين الأميركيين على أنه "لا يمكن أن يكون الاهتمام بلبنان ثانويا بتركيبته المتعددة، خصوصاً أنه بدأ يفقد أقلياته لأن التهجير يطالها بأعداد ضخمة ما يفقده تاريخه ودوره. لفتنا النظر إلى خطر تحويل لبنان وسوريا إلى بلدين منتجين للمخدرات بقرار إيراني. هذا الواقع شديد الخطورة ويساهم في خسارة لبنان لهويته وموقعه الثقافي والحضاري في العالم. فبعد اعتباره بمثابة دولة مصدّرة للإرهاب بات لبنان يعدّ في صف الدول المصدّرة للمخدرات وهذا غير مقبول. صحيح أن أميركا تساهم مادياً لمحاربة تجارة المخدّرات إلا أن لا يمكن سوى للبنانيين المقاومة التي تبدأ عبر الانتخابات".

 

ويتابع "المعركة مع الطبقة الحاكمة التابعة لــ "8 آذار" والمسيطر عليها من قبل الحزب وسلاحه وحركة أمل"،  مشدداً على أهمية ممارسة حقّ الاقتراع "لا يمكن عدم التصويت ومحاولة التغيير لأن إذا تخاذل اللبنانيون لا يمكنه الاستفاقة فجأةً بعد الانتخابات ومطالبة مجلس الأمن بتطبيق القرارات الدولية. فالمواجهة والدفاع عن الوطن يبدأ في الداخل عبر صناديق الاقتراع ليقف المجتمع الدولي إلى جانبنا. الهدف ليس فقط التغيير للتخلّص من الفساد بل محاربة طمس هوية لبنان وحضارته وثقافته كي لا يتبدّل وجهه من بلد حضاري لعب دورا تاريخيا كجسر بين الشرق والغرب لدولة مصدّرة للإرهاب ولمرتزقة تحارب في العراق واليمن وسوريا...".

 

ويؤكّد مارون أن "معاملة أميركا ودول الغرب للبنان ستتبدّل بناءً على نتائج الانتخابات، فهي تطالب بنشر الديمقراطيات حول العالم ولا يمكنها عدم احترام الانتخابات، بالتالي سيتعامل العالم مع لبنان على اساس نتائج انتخاباته. من هنا أهمية وضرورة الاقتراع للإظهار للعالم أن اللبنانيين ضد المحور الإرهابي المسيطر على البلد ليقف العالم إلى جانبنا، أما مقاطعة الانتخابات فليست الحلّ فإذا تمّ التزوير يمكن أن نفضحهم ونطعن بالنتائج، لكن لا يمكن استباق النتائج والقول إن الحزب سيأخذ الشرعية وما من داع للتصويت لا بل على العكس الشرعية يأخذها في حال لم يعارضه أحد ما يمنحه غطاء شرعياً. المقاطعة تعني إلغاء الذات".