المصدر: الجريدة الكويتية
الأربعاء 19 تشرين الثاني 2025 01:47:57
بعد إشارات أميركية متضاربة وصلت الى حد دعوته الى التنحي من دون الحاجة الى عمل عسكري، أبدى الرئيس الفنزويلي الاشتراكي، نيكولاس مادورو، استعداده للحوار «وجهاً لوجه» مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب، محذّراً إياه من أن أي هجوم عسكري على كاراكاس سيشكل «النهاية السياسية» له، في حين وسّع الرئيس الأميركي تهديداته العسكرية تحت عنوان مكافحة المخدرات لتشمل المكسيك.
وقال مادورو، رداً على تصريحات ترامب بشأن احتمال فتح «نقاشات» بين واشنطن وكاراكاس: «من يريد التحدث مع فنزويلا، فسيتم الحديث وجهاً لوجه، بلا أي مشكلة، وسنلتزم بالاحترام».
وحذّر الرئيس الفنزويلي، في برنامجه الأسبوعي، «ممن يريدون أن يرتكب ترامب الخطأ الأكبر في حياته ويحرضونه على التدخل عسكرياً ضد فنزويلا، وهذا سيكون النهاية السياسية لقيادته ولمسيرته».
وفي الوقت الذي يواصل ترامب نشر قطع عسكرية في البحر الكاريبي، شدد مادورو على أن ما «لا يمكن السماح به هو قصف الشعب الفنزويلي أو ارتكاب مجازر ضده».
وأشار إلى أن فنزويلا تواجه منذ «16 أسبوعاً تهديدات واعتداءات نفسية وترهيباً»، وهذا الوضع أدى إلى «استنهاض قوة مسلحة بوليفارية متجددة ومتمددة، وميليشيا بوليفارية أكثر تدريباً، وشعب يدعم قواته المسلحة بمسؤولية وهدوء».
ولفت إلى أن الجيش الفنزويلي، الذي نفّذ في الأسابيع الأخيرة مناورات عسكرية ضمن «خطة الاستقلال 200»، «عزز قدراته العسكرية» التي قال إنها «لا تهدف إلى إقامة قواعد خارجية ولا إلى استعمار جزر الكاريبي ولا إلى اجتياح أي بلد».
وفي تصريحاته من المكتب البيضاوي، أمس الأول، جدد ترامب، أمس الأول، تأكيده أنه لا يستبعد أي خيار بشأن احتمال قيامه بتدخّل عسكري في فنزويلا، معلناً في الوقت نفسه استعداده للحوار مع مادورو.
وقال ترامب: «لا أستبعد شيئاً، وعلينا ببساطة التعامل مع فنزويلا». واتهم الرئيس الجمهوري مرة أخرى حكومة مادورو بإرسال عناصر من «عصابة ترين دي اراغوا» إلى الولايات المتحدة.
وفي المؤتمر الصحافي نفسه، أعلن ترامب أنه غير راضٍ عن تعامل المكسيك مع حرب المخدرات، ولذلك لا يستبعد شنّ هجوم على عصابات المخدرات في البلد اللاتيني.
وقال: «هل أسمح بشن هجمات على المكسيك لوقف تجارة المخدرات؟ لا مشكلة لديّ»، مضيفاً: «لا أقول إنني سأفعل ذلك، لكنني سأكون فخورًا بذلك».
وأكد ترامب أنه يُجري محادثات مع الحكومة المكسيكية، مشيرًا إلى أن هذا البلد «يعرف» موقفه. وقال: «دعونا نوضح الأمر بهذه الطريقة: أنا غير راضٍ عن المكسيك»، بعد أن أشار إلى وفاة مئات الآلاف في الولايات المتحدة بسبب المخدرات.
وتمثّل كلمات الرئيس الأميركي تحولًا في لهجته، حيث أشاد سابقًا بالرئيسة المكسيكية، كلوديا شينباوم، لتعاونها مع الولايات المتحدة في مكافحة تهريب المخدرات.