المصدر: صوت بيروت انترناشونال
الكاتب: كلادس صعب
الجمعة 14 شباط 2025 09:50:34
أثارت عودة نائبة المبعوث الاميركي للشرق الاوسط مورغان اورتاغوس العديد من التساؤلات حول طبيعة هذه الزيارة ،وهي التي زارت لبنان منذ اسبوع واطلق موقفها الشهير ضد “حزب الله” ومشاركته في الحكومة وامتنانها ل”اسرائيل” على هزيمته ، لكنها أكدت على “التزام بلادها بأن تكمل انسحابها في الموعد المحدد”.
زيارة اورتاغوس تحمل العديد من التساؤلات والتكهنات حول طبيعة هذه الزيارة بعد مرور اسبوع على الزيارة الاولى ، وقبل يومين من موعد انتهاء الهدنة في 18 من الشهر الجاري ومطالبة اسرائيل بتمديدها الى 28 قابلها رفض اميركي ، في وقت يطلق المسؤولون الاسرائيليون تهديداتهم المتكررة اثناء الحرب وتجددت بعد وقف اطلاق النار وفي الآونة الاخيرة من خلال التصويب على مطار الشهيد رفيق الحريري ، بحجة نقل اموال ايرانية عبر شركات طيران مختلفة الى بيروت من ايرانية الى عراقية عراقية وصولا الى التركية من خلال بعض رجال الاعمال.
مصدر مراقب لهذه التطورات يرى ان زيارة مورغان ترتبط بشكل اساسي بما بعد انتهاء الهدنة ، ورفض بلادها تمديدها ، في المقابل يبدو ان اسرائيل وضعت شروطا لهذا الانسحاب ان فرض عليها تنفيذه في الموعد المحدد ، وهو ما تبين من خلال تصريح وزير الشؤون الاستراتيجية الاسرائيلي رون ديرمر في حديثه لوكالة “بلومبرغ” ان بلاده ستحتفظ بخمس نقاط استراتيجية عالية بعد انتهاء مهلة اتفاق وقف اطلاق النار .
هذه النقاط التي تحدث عنها ديرمر ، تؤشر الى أن الانسحاب الاسرائيلي من الجنوب اللبناني لن يتم وفق ما ورد في نص الاتفاق ، فهل ستكون زيارة مورغان في اطار مهمة ترسيم جديد تفرضه اسرائيل على لبنان من خلال سيطرتها على تلة العويضة التي تتوسط بلدتي الطيبة والعديسة التي تطل على وادي السلوقي والحجير وتعتبر الاعلى بين القطاعين الاوسط والشرقي وهي وفق اسرائيل تضمن امن مستوطناتها الشمالية، اما الحمامص فتكتسب اهميتين الاول ترتبط باهمية عسكرية وامنية تمنع انكشاف مستوطنة المطلة والثانية ترتبط بالموارد المائية التي تتدفق منها باتجاه شمال فلسطين.
في حين ان العزية تشكل نقطة اساسية لمراقبة التحركات في القرى الجنوبية وقطع محاور الطرق الحيوية بين البلدات ، اما النقطة الرابعة فهي اللبونة التي تقع في القطاع الغربي وتكتب اهمية توازي العزية لناحية مراقبة جميع التحركات التي قد تشكل خطرا على مستوطناتها الشمالية والنقطة الخامسة فهي جبل بلاط التي تقع في القطاع الغربي ، وهي النقطة الاهم التي تسمح لاسرائيل بحرية الحركة كونها غير مأهولة . هذه النقاط قد تسعى اسرائيل لاقناع ادارة ترامب بأهميتها لتنفيذ عودة اهالي المستوطنات الاسرائيلية الذين حددت عودتهم بالاول من شهر مارس/ آذار المقبل.
يبدو ان الشروط الاسرائيلية لعدم تمديد الهدنة ستكون مشروطة بالقبول ببقاء الجيش الاسرائيلي في النقاط الخمس التي ذكرناها اعلاه ، فهل تسعى مورغان لحل الشروط الاسرائيلية من خلال استبدال الجيش الاسرائيلي بقوات اممية رغم رفض السلطات اللبنانية لهذا المقترح .
الأيام القادمة حافلة بالعديد من الاستحقاقات التي قد تشكل الاستحقاق الاخطر بالنسبة للحكومة الجديدة التي مازالت في طور صياغة بيانها الوزاري الذي يرتبط جزء كبير منه بسيطرة الدولة على كامل اراضيها بعد نزع سلاح “حزب الله” وفق بنود اتفاق وقف اطلاق النار.
وعلى صعيد الشق الداخلي المرتبط بالحكومة سيكون لاورتاغوس وفق بعض المطلعين موقفا رسميا لناحية دعم الحكومة او وضع شروط عليها ، لاسيما وان اورتاغوس سبق لها ان حذرت من مشاركة “حزب الله” في الحكومة ، التي شارك فيها الاخير بشكل مبطن فهل سيكون موقف المبعوثة الاميركية داعما لها ام انه سيكون مقرون بالتلويح بالعقوبات التي يتم التداول بها في اروقة الادارة الاميركية، وهي ستوضع موضع التنفيذ في بداية الشهر القادم ، ان لم تلتزم حكومة سلام بالمعايير التي حددتها ادارة ترامب.