المصدر: الأنباء الكويتية
الأربعاء 4 آب 2021 00:41:29
رأى الوزير والنائب السابق عن حزب الكتائب إيلي ماروني «ان تفسير الدستور لدى كل من رئيس الجمهورية ميشال عون والرئيس المكلف لتشكيل الحكومة نجيب ميقاتي، أصبح اجتهادات غب الطلب، معتبرا أن لبنان، بلد المعجزات، فما كان مستحيلا بالأمس، يصبح ممكنا اليوم، وبالتالي فإن رئيس الجمهورية لن يتراجع عن مواقفه، وتمسكه بتسمية الوزراء المسيحيين، داعيا الرئيس المكلف ألا يطيل مدة التكليف في الذهاب والإياب، وحسم الأمور في أسرع وقت، وليتحمل عندها المعطل كامل مسؤولية انهيار البلد واقتصاده وهجرة أبنائه.
وقال ماروني في تصريح لـ «الأنباء»: «كان واضحا منذ أشهر، ان الرئيس سعد الحريري سينتهي الى الاعتذار عن تشكيل الحكومة، لأسباب تتعلق أولا بالعلاقة الشخصية المتأزمة بينه وبين رئيس الجمهورية، ولتمسك كل منهما بتفسير صلاحيات التشكيل بصورة مختلفة عن الآخر، وأيضا لأسباب إقليمية تتعلق بعلاقة الحريري ببعض الدول العربية المؤثرة على ساحتنا، ورفضهم العلني التعامل معه، بالإضافة إلى خشيته من تحمل أوزار الانهيار المالي والاقتصادي في لبنان، فكان الحل بالاعتذار، وتكليف ميقاتي، وها هي العقد بدأت تظهر أمام التشكيل، التي تحول دون تمكنه من التأليف، إلا إذا كانت الضغوط الخارجية فاعلة في الأيام المقبلة، وإذا كانت حركة الشعب المرتقبة اليوم في 4 أغسطس، كفيلة في إيصال رسالة لمن يعنيهم الأمر بأنه كفى لعبا بمصير الشعب والوطن.
وردا على سؤال حول اتهام الفريق الرئاسي بأنه يريد وضع اليد على الحكومة في الولاية الأخيرة لعون وتحضيرا لجبران باسيل لرئاسة الجمهورية، قال ماروني: «هذا جزء كبير من المشكلة، لجهة من سيحكم بعد انتهاء عهد عون، وإذا دخلنا في فراغ رئاسي، من سيدير الحكومة ومن يملك أكثريتها وقرارها؟ وما مصير جبران باسيل الرئاسي، أودوره في إدارة البلد؟، فكل هذه المسائل تشغل بال رئيس الجمهورية بالطبع اكثر من انقطاع الدواء وذل المحروقات وجوع الناس وفقرهم وقهرهم.
وأكد ماروني ان لبنان يحتاج إلى حكومة من المستقلين والاختصاصيين لوقف الانهيار الشامل، ومتى كانت مستقلة ستكون مقبولة من الداخل والخارج، لأن الجميع بات يريد الحل، لكن ما يجري عكس ذلك وكأن ما حصل لم يغير في ذهنيتهم أي شيء، فمصالحهم هي الأهم وفوق كل اعتبار، غير عابئين بالعقوبات وبمصالح لبنان العربية ودوره وقيمته ومصالح شعبه، لذلك لا حل إلا بإبعادهم عن السلطة، وبانتخابات نيابية سريعة ونزيهة، لتصل سلطة جديدة تنقذ ما يمكن إنقاذه من الانهيار الاقتصادي والمالي والصحي والسياسي الشامل. وعن تقييمه لمسيرة العهد قال: «في عهد الرئيس عون جاع اللبنانيون، ونهبت أموالهم وضربهم الفقر، وأقفلت المدارس والجامعات، وهاجر الأطباء واللبنانيون، وندر الدواء والمحروقات، وتراجعت العملة اللبنانية، وعزل لبنان عربيا ودوليا، واستشهدت السياحة فيه، هذا أقل ما سيقال عن هذا العهد، لأن في سنواته الـ 4 ونيف لم يشهد تاريخ لبنان منذ تأسيسه ما يحصل الآن، ولعل اهم ما حصل في هذا العهد ثالث اكبر انفجار في تاريخ البشرية في مرفأ بيروت.