ما أسباب الفتور الخليجي حيال لبنان؟

يبدو أن الأمور بين لبنان والخليج ليست سوية تماما. فمن يلتقِ السفراء الخليجيين أو يعُد من هذه العاصمة الخليجية أو تلك، ومن له صداقات وعلاقات، يجمع على أن هناك قلقا من هذه الدول على كيفية مقاربة الملفات في لبنان، ويلاحظ أن الأمور لن تصل إلى النتائج المتوخاة، وخصوصا في ما خص سلاح "حزب الله".

ولا يرغب الخليجيون في أي دعم اقتصادي أو إعمار، على غرار ما قاموا به بعد الحروب الإسرائيلية مع "حزب الله" وسواها، رابطين ذلك بموضوع السلاح. فيما اللافت أن هذه الدول تقوم بـ"طحشة" واضحة تجاه سوريا، بدليل ضخ ستة مليارات دولار من رجال أعمال سعوديين في الاستثمار، والأمر عينه انسحب على معظم الدول الخليجية عبر دعم على كل المستويات، فيما لبنان على مفترق الترقب والانتظار لتلقف أي مساعدات وخصوصا إعادة الإعمار. 

لمَ هذا الفتور أو غياب الحماسة الخليجية على الساحة اللبنانية؟ التردد واضح من خلال عدم رفع حظر سفر الرعايا السعوديين إلى لبنان، وإن كانت دولة الإمارات العربية قد أقدمت على هذه الخطوة، وقد اتخذت دولة الكويت قبل أيام معدودة موقفا متشددا من "حزب الله" وصنّفته في خانة الحزب الإرهابي.

النائب نبيل بدر الذي تربطه علاقات وطيدة بمعظم دول الخليج، يقول لـ"النهار": "بصراحة متناهية، لم تقصر أي دولة خليجية مع لبنان، من المملكة العربية السعودية إلى قطر والإمارات وسائر دول مجلس التعاون، في أي محطة، منذ انطلاق شرارة الحرب الأهلية في منتصف سبعينيات القرن الماضي، واستمرت في مساندته ووقفت إلى جانبه، وكان الطائف ثمرة هذا الجهد".

ويضيف: "أما الفتور وعدم الدعم وكل ما يحيط بهذه العلاقات، فمرده إلى السلاح غير الشرعي. المطلوب سلطة مركزية وجيش واحد لا جيشان، أي أن يسلم السلاح غير الشرعي من الحزب إلى الدولة اللبنانية، ومن ثم الشروع في الإصلاحات البنيوية المالية والإدارية ومحاسبة الفاسدين وبناء دولة. هذا ما يطالب به زعماء دول الخليج. إنما العلاقة وطيدة بين لبنان وهذه الدول ولم تشبها شائبة بعد الفتور الذي اعتراها في محطات سابقة".

ويختم بدر: "أتوقع عندما يسلّم السلاح ونشهد خطوات متقدمة على صعيد عملية الإصلاح، أن تساعد هذه الدول في إعادة الإعمار وفي مختلف المجالات، وستعود إلى لبنان لأنها تحب بلدنا وشعبه وتربطها به علاقات وطيدة وتاريخية".